كشفت تقارير صحفية أمس، عن الأسباب التي كانت وراء مغادرة المنتخب الوطني الجزائري مبكرا نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية وقائعها بكوت ديفوار. فرغم الإمكانيات الكبيرة التي وضعتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، برئاسة وليد صادي من أجل وضع المنتخب في أحسن الظروف على أمل التألق في “الكان” إلا أنّ المشاكل التي حدثت بين المدرب جمال بلماضي وطاقمه الفني كان لها تأثير سلبي كبير في أداء “الخضر” ونتائجهم وعجّل بإقصائهم من المنافسة القارية.
وأبرز موقع “وين وين” في تقرير له أنّ، العلاقة بين بلماضي، ومساعديه كانت متدهورة كثيرا خلال كأس الأمم الإفريقية، وقد طفت إلى السطح بعد التعادل في الجولة الأولى أمام أنغولا حيث عبر المدرب المساعد “سيرج رومانو” الذي يعتبر العقل المدبر في الطاقم الفني والأكثر اختصاصا في الجوانب التكتيكية، عن عدم اقتناعه ببعض القرارات، وهو التدخل الذي لم يتقبله جمال بلماضي، مما تسبب في مشكلة كبيرة بينهما، مضيفا بأنّ مدرب “الخضر” كان عصبيا كثيرا في تعامله مع مساعديه خلال هذه الدورة، وهو ما جعله يدخل في مشكلة أخرى مع المساعد الثاني عزيز بوراس، الذي قرر بلماضي عدم استشارته في اتخاذ القرارات، كما كان يفعل في وقت سابق، وهو الأمر الذي جعل التواصل بينهما شبه منعدم، ليكون الطاقم الفني للخضر مفككا، وقد ظهر ذلك جليا في قيام مدرب “المحاربين” باصطحاب رياض محرز وعيسى ماندي لحضور مباراة موريتانيا أمام بوركينا فاسو، ومعاينة منافسيه دون حضور مساعديه سيرج رومانو وعزيز بوراس كما يتطلبه المنطق.
وأوضحت ذات المصادر، بأنّ سيرج رومانو اعترض على التغييرات الكثيرة التي أجراها الناخب الوطني أمام موريتانيا، وكان يرى أن بعض الخيارات ليست في محلها، ويمكن فعل أحسن من ذلك بكثير للحصول على النتيجة المطلوبة، وهي الملاحظات التي لم يهتم بها جمال بلماضي وأصر على الدخول بالتشكيلة التي اختارها، والدفع بعدد كبير من اللاعبين الذين كانت تطالب بهم الجماهير. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث زادت حدّة غضب بلماضي، بعدما علم بقرار الطاقم الفني فسخ عقودهم مع الاتحادية الجزائرية، مقابل حصولهم على تعويض لشهرين، وهو ما رآه المدرب بأنه طعنة في الظهر، وعدم احترام لشخصه، وكان عليهم التريث لمعرفة مصيره وتأكد رحيله عن المنتخب ومن ثم السير على خطاه.