الخميس 22 ماي 2025

العودة إلى نقاشات إعلامية سابقة في البرامج التلفزيونية: احترافية في الحوار أم تصفية حسابات؟ / بقلم : البروفسور و المدرب حميسي عبد النور

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
العودة إلى نقاشات إعلامية سابقة في البرامج التلفزيونية: احترافية في الحوار أم تصفية حسابات؟ / بقلم : البروفسور و المدرب حميسي عبد النور

في الآونة الأخيرة، أصبح من الشائع في برامج التلفزيون العودة إلى ما قيل في حصص إعلامية سابقة، وفتح النقاش حولها، والرد على الآراء أو الخلفيات المطروحة، وخاصة في الإعلام الرياضي. يُطرح السؤال هنا حول مدى احترافية هذا الأسلوب في الحوار الإعلامي، وهل هو نوع من التواصل البنّاء أم محاولة لجذب الانتباه وزيادة نسب المشاهدة؟

في لمسة من التوافق (أو ربما المصادفة!)، يظهر كل من الإعلاميين رفيق وحيد وفريد معطاوي مرتديين قميصين باللون البني. قد يبدو الأمر كما لو أن اللون البني أصبح “لون الجدال” بينهما، مما يدفع المتابعين للتساؤل: هل اللون البني هو رمز للحيادية في النقاش أم هو لون “التركة الثقيلة” التي يحملها كل منهما في رأيه؟

من الناحية الإيجابية، يمكن أن تكون العودة إلى ما قيل في حصص أخرى وسيلة فعّالة لتعزيز الحوار البنّاء، حيث تساهم في إثراء النقاش وتقديم وجهات نظر متعددة حول قضية معينة. هذا النوع من التفاعل يمكن أن يكون فرصة للمحللين لتوضيح أفكارهم وتصحيح سوء الفهم المحتمل، كما يعطي فرصة للتكامل بين مختلف الأطراف الإعلامية، مما يعزز التعددية.

لكن من ناحية أخرى، قد تكون هذه الممارسة غير احترافية إذا تم استخدامها كوسيلة لانتقاد الآخرين بأسلوب غير موضوعي. مثل هذا النوع من التفاعل يمكن أن يؤدي إلى صراعات بين الإعلاميين، ويضر بالمهنية الإعلامية، ويزيد من حدة الانقسامات بين المهتمين بالإعلام الرياضي.

يُعتبر النقاش الدائر بين رفيق وحيد وفريد معطاوي مثالًا حيًّا واقعيا على التفاعل الإعلامي الجدلي. فبينما يرى معطاوي أن النجاحات الحالية للناخب الوطني بيتكوفيتش هي امتداد لإرث المدرب السابق جمال بلماضي، معتبرًا أن العودة إلى التشكيلة السابقة كانت هي العامل الأساسي وراء النتائج الإيجابية، يذهب رفيق وحيد إلى رأي مختلف تمامًا، حيث يؤكد أن نفس التشكيلة أخفقت في مناسبات سابقة، مما يطرح تساؤلات حول أثر بلماضي الفعلي في الأداء الحالي للمنتخب.

في الأخير ربما كان اختيار اللون البني خطوة مشتركة بينهما للفت الانتباه إلى “ثقل” حججهما، لكن الجدال يبقى قائمًا: هل تميز اللون يعبر عن محتوى الآراء؟ أم أنه مصادفة عابرة تجمع بين رجلين تختلف رؤيتهما وتتشابه أقمصتهما؟

رابط دائم : https://dzair.cc/ymww نسخ