الفلاحة الصحراوية: قضاء على البطالة وتحقيق للأمن الغذائي / بقلم فؤاد بن كران
يحتوي ملف طلب الإستفادة من قطعة أرض فلاحية في إطار “الإستصلاح” ، وثيقة تسمى “تصريح شرفي”، التصريح في هذه الوثيقة يقتصر على إلتزام المستفيد بحفر البئر لوحده ، و إن لم يحتوي الملف على هذه الوثيقة الإجبارية فلن يكون للمواطن الحق في الإستفادة من قطعة أرض فلاحية.
الكثير من الشباب يرغب في الإستثمار الفلاحي بعيدا عن الوظيفة و إنتظار (شبه راتب) كل شهر، ولكنه ينصدم في النهاية أمام هذا العائق وهو غياب الدعم الأولي لأجل الإنطلاق في المشروع الفلاحي.
وبمجرد أن يستفيد الشاب البطال من الأرض البيضاء، وقبل أن يبدأ إستغلاله للأرض الفلاحية فلن يكون بمقدوره فعل ما يلي :
– لن يكون بمقدور الشاب البطال أبدا أن يستأجر جرافة (chargeur) كي يعلي حائط رملي يحدد محيط أرضه و يستر ما فيها، و يحميها من الإبل، وهذا أمر يكلفه الملايين.
– لن يكون بمقدور الشاب البطال حفر بئر 150 أو 200 مليون سنتيم (بئر عادي ذو قطر 80سم و عمق 100 متر).
– لن يكون بإمكان الشاب البطال دفع تكاليف المحوّل الكهربائي و تكاليف الكابل مع سونالغاز .
– لن يكون بإمكان الشاب البطال شراء المضخة التي تقدر بالملايين .
– لن يكون بمقدور الشاب البطال شراء نظام كهرباء الطاقة الشمسية .
– لن يكون بإمكان الشاب البطال شراء أنابيب السقي البلاستيكية .
– لن يكون بمقدور الشاب إستئجار جرار لحرث و تقليب المساحات المستغلة.
– لن يكون بمقدور الشاب شراء الأسمدة و البذور.
ولن يكون بالإمكان إجبار الشباب على ترك صيغة الإستصلاح التي سيظفر منها في النهاية بعقد ملكية الأرض، و توجيههم بدلا من ذلك إلى صيغة الإمتياز الفلاحي الذي لن يستفيد صاحبه في النهاية من الملكية (إلا إذا تم سن قوانين في ذلك).
أقترح على الحكومة تقديم الدعم لأصحاب النية في العمل بعيدا عن الصعوبات والشروط التعجيزية، لأنها بذلك ستُمكن الدولة من الوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي من الحبوب و الخضراوات و غيرها من المنتجات التي تكلف الخزينة الكثير .
نعم، ستنخفض فاتورة الواردات بالعملة الصعبة، و سيعمل البطال، خاصة وان الدولة هي من تضمن شراء الحبوب وغيرها من المنتجات الفلاحية لدعم مخزونها الإستراتيجي.
لا بد من إعادة النظر، فالإستفادة من الأرض لوحدها لن يقدم أي إضافة، خاصة وانها ستسحب من المستفيد إذا لم يقم بإستغلالها في ظرف 5 سنوات.
لابد من إيجاد آليات لتسهيل القروض غير الربوية، أخص بالذكر الشباب الذين لا يملكون مبلغ المساهمات الشخصية، ولا يملكون حتى مستحقات مكاتب الدراسات.
بقلم فؤاد بن كران