القبعة..بقلم/لونا قصير

مروان الشيباني

اشترت جميع الألوان، يبدو أن القبّعات أخذت حيّزاً كبيراً هذه السنة في عالم الأناقة والجمال، إنها لا تليق بكل الوجوه، لكن هي جمالها يتحدّى كلّ الأزياء، فكل ما تلبسه يليق بها، إلاّ أنها تبالغ أحياناً، صحيح أنها “موضة القبعات” لكن هي لا تخلعها أبداً، ثمّة شكّ يساورني. بدأت أعتقد أن وراء تلك القبّعة خفايا تتعدى ظني أنها مجرد موضة.

تساءلت بعصبية: لمَ هذا الشحوب في وجهها؟ كيف لم أنتبه؟ أين شعرها الطويل الذي طالما تباهت به؟ فكم من مرة طلبت والدتها منها أن تقصّ القليل منه، فتضحك.

وتهزّ برأسها قائلة لها: لا لا لن أقصّه، ستغضب خصلي الشقراء…

هل هدفت الموضة، هذه السنة، لإظهار الوجه الثاني للمرأة؟ وتحقيق المعادلة في مجتمع ذكوري متسلط لايعترف بحقوق المرأة؟

لابد أن هناك تحدّ آخر، تخفيه تحت القبعات الملوّنة، وكأنها تحاول أن تخفّف من نظرات فيها تساؤلات كثيرة لن تستطيع أن تجيب عنها…

الموتُ حقّ علينا، نقول إنه بعيد، لكنه مهما كان بعيداً هو أقرب ممّا نعتقد، نحاول كلّ يوم أن نبتعد عن التفكير به، وذلك بالإلتفات إلى حياتنا اليومية، فكيف إن وقف أمامنا يهددننا كل يوم، كلّ ساعة؟ هل هي تحاول أن تخبئ مرارته بقبعات ملّوّنة؟

تذكّرت كم من مرة التقيت وأصحابي بجارتنا التي كانت تضع قبعات مثيرة للضحك فجأة إمتلكني الخوف، هل هي أيضا فرضت عليها تلك القبعة، واعتمرتها عندما فقدت شعرها يوم بدأت تخضع للمعالجة الكيميائية.

سامحي طفولتي البريئة، أنت جميلة، معها أو بدونها، في وجهك دنيا وإن إستعارت منك خصلاتك الذهبيّة، لا تحزني، ستسترجعينها، ولتعلمي أن ألوان شعرك لم تعد تهمني، مهما كان لونه، ذهبياً كشمس مشرقة أو أسودَ كليل حالك… أنوثتك طاغية، وضحكتك فيها رنين وجمال، وجهك المعجون بتلك المسحة الحزينة يقتلني. لا تقتليني مرتين، يوم دقّ المرض بابك دون استئذان، ويوم ستستسلمين له.

لا تستسلمي.. فأنت أقوى من المرض.

شارك المقال على :