أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أول أمس الجمعة، عن موعد إقامة بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 المقررة بالمغرب، لتزيد حدة الجدل في ظل التوقيت العشوائي والغير مدروس التي ستقام فيه (بين 21 ديسمبر 2025 و18 جانفي 2026)، بعد اللغط الذي أثير من قبل بسبب عدم تحديد موعدها والشكوك حول جاهزية المغرب في إقامتها، لتطفو فضيحة جديدة داخل أروقة “الكاف” إلى السطح، وتؤكد أن الهيئة الكروية أصبحت مختطفة.
برمجة عشوائية تؤكد عجز المسؤولين أمام سطوة “المخزن”
وبعد الجدل الذي دار في وسائل الإعلام العالمية حول مسابقة كأس أمم إفريقيا 2025، بسبب ضغط رزنامة الاتحاد الدولي للعبة “الفيفا” الذي يستعد لإقامة مونديال الأندية في صيف 2025 بنسخته الجديدة وبالتحديد في شهر جويلية، التي ستشهد مشاركة أربع أندية إفريقية وهي الأهلي المصري والوداد المغربي والترجي التونسي وصن داونز الجنوب إفريقي، خرجت “الكاف” بقرار مستغرب وأقل ما يقال عنه بأنه عشوائي، عندما قررت تأجيل النسخة 35 من المنافسة القارية إلى ديسمبر من العام المقبل وتنتهي في بداية العام 2026، ما يؤكد العجز وفقدان البوصلة للرئيس باتريس موتسيبي ومسؤوليه الفاعلين أمام سطوة المخزني فوزي لقجع، الذي يسير بالهيئة وبخطى متسارعة نحو مزيد من الفوضى وفقدان الهيبة وكذا فقدان احترام الجميع، لتصبح “وكرا” وهيئة لتمرير المصالح الضيقة على حساب كرة القدم والمواهب الكثيرة التي تزخر بها القارة السمراء.
مماطلة في الإعلان عن موعدها لتجنب الفضيحة والقرار كان مهزلة حقيقية
وشهدت الأسابيع الماضية تضاربا في الأنباء حول موعد إقامة “كان 2025″، حيث تم طرح عدة تواريخ، على غرار بداية العام المقبل، ثم في الصيف وهو الموعد المفترض للنسخة المقبلة، غير أن أمورا خارجة عن نطاق الرياضة والتسيير العشوائي لأعلى هيئة كروية قارية، جعل الأمور تتغير لمصالح ضيقة تتعلق بعدم جاهزية البلد المنظم لإقامتها لافتقاده البنية التحتية الرياضية فضلا على الأزمات الاقتصادية التي تضرب المغرب، ليتم إسقاط تاريخ جانفي لتنظيمها، قبل أن يتعارض إقامتها في الصيف مع موعد كأس العالم للأندية، وفي الأخير تم إقرار التاريخ الهزلي الذي تم الإعلان عنه الجمعة.
ستنظم في سنتين لأول مرة في التاريخ
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، سيتم إقامة بطولة كبرى في سنتين مختلفتين (2025 و2026)، وتكون أول بطولة في التاريخ على مستوى المنتخبات تلعب على مدار سنتين، وهذا بـ”فضل” قرارات هيئة موتسيبي المختطفة التي لم تراع أي معايير سواء رياضية أو تنظيمية، حيث لم تفكر في اللاعبين الأفارقة المحترفين الذين سيفتقدون حرفيا لأي راحة، حيث سيبدأ التحضير مع الأندية للموسم الجديد في جويلية ثم انطلاق الموسم في أوت وصولا إلى كأس إفريقيا في ديسمبر وجانفي ثم مواصلة الموسم مع ناديه إلى نهاية ماي ليشارك بعدها في مونديال 2026 إلى غاية جويلية، كما أن التاريخ المحدد لا يناسب الأندية الأوروبية لأن لاعبيهم لن يستفيدوا من الراحة الشتوية التي يمنحها الفريق بين ديسمبر وجانفي.
عدم مراعاة تنظيم كأس العرب في قطر تحدّ صارخ لـ”الفيفا”
ولعل الأدهى والأغرب من هذا القرار، هو تزامن تنظيمها مع موعد إقامة كأس العرب في قطر المقررة في ديسمبر 2025، والتي ستكون تحت رعاية الاتحاد الدولي للعبة، حيث لم يراع تاريخ إقامة المنافسة العربية التي أعلن “الفيفا” عن تنظيمها في 2025 و2029 و2033، وكيف يمكن للبلدان العربية التوفيق بين التحضير ولعب منافستين في نفس الفترة وهي التي تعتمد على عدة لاعبين ينشطون في الدوريات العربية، ليصف الكثير بأن قرار موتسيبي يعتبر تحديا صارخا لجياني إنفاتينو رئيس “الفيفا” الهيئة التي لم تصدر عنها لحد كتابة هذه الأسطر أية ردة فعل، ما قد يجعلها تتجه للتضحية بكأس العرب 2025 من أجل قرار عشوائي لإقامة “الكان”.
تاريخ مظلم لـ”الكاف” في مسألة التنظيم وتغيير التواريخ
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتم من خلالها تغيير موعد إقامة “الكان” أو البلد الذي سينظمها، ففي العام 1994، كانت مقررة في الزائير (الكونغو الديمقراطية حاليا)، ليتم تحويلها إلى تونس، وبعدها في نسخة 1996 عندما تم نقلها من كينيا إلى جنوب إفريقيا، وفي 2000، تنازلت زيمبابوي عن التنظيم ليتم توزيعها على غانا ونيجيريا، ثم في 2008غانا تعود للتنظيم بعد 8 سنوات فقط لتكون المرة الرابعة التي تنظم فيها البطولة، قبل أن يتم تحويلها إلى السنوات الفردية في 2013 حتى لا تتزامن مع سنوات كأس العالم واللجوء مباشرة لجنوب إفريقيا، وبعدها في 2015 انسحب المغرب ويتقرر نقلها إلى غينيا الاستوائية للمرة الثانية في ظرف 3 سنوات إثر تنظيم بطولة مشتركة مع الغابون في 2012، وفي 2017 تم منحها أيضا للغابون بعد انسحاب ليبيا، وفي 2019 كانت مقررة في الكاميرون ليتم منحها إلى مصر بسبب عدم جاهزية الكاميرون، وفي 2022 كانت مقررة في 2021 لكنهم أخروها إلى 2022 بحجة “كوفيد 19″، ونسخة 2023 التي كانت مبرمجة في غينيا لكنها نظمت في كوت ديفوار التي كان يفترض أن تحتضن دورة 2021، وأخيرا نسخة 2025 التي سحبت من غينيا لعدم جاهزيتها.
منذ 10 سنوات لم يتم تنظيم الكان بشكل طبيعي
ومن هذا يمكن الاستنتاج أنه منذ 2013 لم يتم تنظيم البطولة بشكل طبيعي، وذلك بتغيير البلد المنظم أو تغيير تاريخ المنافسة أو تغيير الإثنين معا، لتكون “الكان” هي البطولة القارية الوحيدة التي لا تحترم لا مواعيدها ولا مكانها، ليتأكد للجميع بأن الهيئة فقدت مصداقيتها تماما وأصبحت مختطفة بشكل مفضوح والعمل لجهات معينة ومعروفة.