الكرة الجزائرية تحت طائلة العقوبة بسبــب علي مالــك…المنتخب الوطني والأندية الجزائرية مهددون بالاستبعاد من المنافسات الكروية

تتواصل مهازل المكتب السابق للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بعد تفجر فضيحة جديدة واتضاح أمور خطيرة اكتشفها المسؤولون الجدد لـ”الفاف”، برئاسة وليد صادي ومكتبه الفيدرالي، التي وصلت إلى حد وضع كرة القدم الجزائرية تحت تهديد الإيقاف والإقصاء من جميع المنافسات المحلية والدولية، عقب خرق واضح لقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم ولوائحه في قضية تتعلق بفريق أولمبي المدية الناشط في الرابطة الثانية للهواة، وهي الهيئة التي يُتهم مسؤولوها بالتورط في هذا الملف بشكل مباشر، في انتظار ما ستسفر عنه هذه المستجدات والتحركات التي باشرتها إدارة الرئيس الجديد وليد صادي.

وكشفت مصادر مقربة من بيت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أنّ “الفيفا” وجّهت مراسلة لـ “الفاف” خلال الأيام القليلة الماضية بخصوص قضية منح إجازات اللاعبين الجدد إلى نادي أولمبي المدية، رغم أنّ الأخير ممنوع من الاستقدامات بسبب شكوى رفعها ضدّه المدرب التونسي لطفي السليمي ومساعده الدولي الجزائري السابق خالد لموشية.

وتعود هذه القضية الشائكة إلى الموسم الماضي (2022-2023)، حينما حسمت لجنة المنازعات التابعة لـ “الفيفا” لصالح المدرب التونسي، مطالبة إدارة الأولمبي بدفع تعويضات مالية قدرها 3.5 ملايير سنتيم من أجل تجنب عقوبات أخرى، لكن الأوضاع المالية الصعبة التي عاشها الفريق حالت دون تسديد هذه المستحقات، وهو ما كلّفها المنع من الاستقدامات إلى غاية تسديد جميع مستحقات المدرب التونسي.

ورغم تعليمة الاتحادية الدولية لكرة القدم التي تقضي بحرمان أولمبي المدية من لاعبيه الجدد، إلا أنّ رئيس رابطة الهواة علي مالك كان له رأي آخر وضرب بقرارات “الفيفا” عرض الحائط، بعدما قام بمنح الفريق إجازات اللاعبين غير آبه بالمخاطر التي تهدّد الكرة الجزائرية.

وأبرزت المصادر ذاتها أن الأمين العام لـ “الفاف” السابق منير دبيشي تلقى مراسلة من “الفيفا” من أجل معرفة وضعية الفريق وقيمة ديونه التي لم تسوّ بعد، ووعد المعني بأنه سيتابع القضية ويقوم بتسوية ديون أولمبي المدية مع الثنائي لطفي السليمي وخالد لموشية، ومع التغييرات التي طرأت على مبنى “الفاف” ورحيل منير دبيشي، عادت القضية لتطفو إلى السطح مجددا ليتبين بعدها أن الملف لم يسوّ بعد وأن أولمبي المدية ممنوعة من الانتدابات.

ما قام به علي مالك خطير جدا والجزائر تحت طائلة العقوبات

وحسب مصادرنا، فإنّ هيئة جياني إنفانتينو وجّهت مراسلة شديدة اللهجة لـ “الفاف” تطالب بتفسيرات بخصوص هذه الحادثة، الأمر الذي وضع الاتحادية الجزائرية ورئيسها وليد صادي في مأزق حقيقي، كون أنّها مطالبة بتبرير ما قام به علي مالك أو التعرّض لعقوبات كبيرة قد تصل إلى حد استبعاد الجزائر من جميع المنافسات الكروية على الصعيدين الإفريقي والعالمي، خاصة وأنّ “الفيفا” لن تتسامح بأمور تتعلق بأخلاقيات اللعبة.

ولم تمس التغييرات التي أحدثها وليد صادي على مستوى مسؤولين في مختلف الهيئات والإدارات، على غرار الأمانة العامة لـ”الفاف” وكذا رئيس الرابطة المحترفة، إلا أن قضية التجاوزات والدوس على القوانين، سينهي بنسبة كبيرة مستقبله على رأس رابطة الهواة وستكون أيامه معدودة وهذا بقوة القانون والمواد المتعلقة بتعليق مهام رؤساء الرابطات وغيرهم، فضلا على مساعديه وبعض الشخصيات المسؤولة في رابطته، على غرار ما حدث لعبد الكريم مدوار، وقد وصف الكثير أن ما قام به علي مالك خطوة في اتجاه تكسير كرة القدم الجزائرية وتعطيل لمسيرة الإصلاح، خاصة وأنه متهم بالتورط في قضايا أخرى مع أندية الرابطة الثانية للهواة.

قضية أولمبي المدية.. وشاية داخلية من أجل ضرب استقرار “الفاف”

وحسب ذات المصادر، فإنّ قضية المراسلة التي وجهتها الإتحادية الدولية لكرة القدم ل “الفاف” في هذا الظرف بالذات، يؤكّد بأن الأمر يتعلق بوشاية داخلية الهدف منها هو ضرب استقرار الاتحادية بالدرجة الأولى وتعطيل الإصلاحات التي باشرها الرئيس الجديد وليد صادي من أجل النهوض بالكرة الجزائرية، مشيرة إلى أنّ بعض الأطراف المحسوبة على عصابة كرة القدم هي من اتصلت بمحامي المدرب التونسي لإعلامه بأنّ أولمبي المدية تحصل على إجازات اللاعبين الجدد رغم أنه ممنوع من الانتدابات، كما حثّته على تحريك دعوى ضدّ “الفاف” بهدف فرض عقوبات كروية على الجزائر بسبب التجاوزات الخطيرة لرئيس رابطة الهواة علي مالك.

ملف شائك قد يعطّل عملية الإصلاح التي باشرها صادي

وكانت انطلاقة الرئيس الجديد للاتحادية وليد صادي ومكتبه الفيدرالي، هو مباشرة عملية الإصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مخلفات الاتحاديات السابقة، خاصة فيما يتعلق بفوضى التسيير ومحاولة إعادة هيكلة العديد من الإدارات والهيئات، غير أن هذه القضية سيكون لها الأثر السلبي والكبير على سير عملية الإصلاح بما أنها تتعلق بمستقبل كرة القدم الجزائرية بمختلف فروعها سواء المنتخبات الوطنية أو الأندية التي تشارك في المنافسات القارية والإقليمية، إذ تعيش الهيئة الفيدرالية ضغطا رهيبا جراء ما أقدم عليه مسؤولو الرابطة الثانية للهواة ورئيسها علي مالك الذي نجا في وقت سابق من مقصلة التغييرات التي مست مسؤولين في مختلف الإدارات، إلا أن قضية السليمي وأولمبي المدية ستجعل مستقبله في الهيئة الكروية منتهي بشكل كبير.

المكتب الفيدرالي الجديد يخشى مفاجآت أخرى وملفات لا تزال عالقة

وكانت مصادر قد تحدثت على أن العديد من الملفات لم تفتح منذ تولي وليد صادي رئاسة “الفاف” خلفا الجهيد زفيزف ولمختلف الأسباب، وتنتظر المرور إليها ضمن برنامج الإصلاحات وهو الركيزة الأساسية التي تبناها المكتب الفيدرالي الحالي خلال عهدته، إلا أن قضية منح التجاوزات التي قام بها علي مالك، فاجأ مسؤولو “الفاف” بشكل كبير، ووقفوا على مدى خطورة الوضعية والفوضى التسيير، حيث يخشى وليد صادي من تفجر مشاكل أخرى ومفاجآت لا تكون في الحسبان، بالنظر لما وصلت إليه الأمور من عدم مبالاة وعدم تطبيق القوانين فضلا على الإهمال إلى حد تعريض كرة القدم الجزائرية لخطر غير مسبوق وهو التهديد بالإقصاء.