ألقى رئيس المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين، حسان مالكية، كلمة بمناسبة انعقاد الدورة العادية للمؤتمر الوطني لهيئة المهندسيين المعماريين.
وفي التالي الكلمة كاملةً :
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،
السيد الامين العام لوزارة السكن والعمران والمدينة
السادة أعضاء المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين
السادة إطارات وزارة السكن والعمران والمدينة،
السادة رؤساء المجالس المحلية لهيئة المهندسين المعماريين
السادة أعضاء المجالس المحلية لهيئة المهندسين المعماريين
السادة أعضاء اللجان و فرق العمل بالاتحاد الدولي للمعماريين
السادة أعضاء الجمعيات العامة لهيئة المهندسين المعماريين
ضيوفنا الكرام
أسرة الإعلام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
أشكر كل الحضور و كل من تكبد عناء السفر ليكون بيننا اليوم و يسعدني دائمًا الاجتماع بكم ومعكم في رحاب هيئتنا .
أول ما أبدأ به ومن منطلق ما لقيصر لقيصر فإني أذكّر الجميع بأن لقاءنا هذا لم يكن ليُعقد لولا المجهودات التي بذلها رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، عندما كان يتقلد زمام وزاره السكن والعمران والمدينة. الذي وحّد صفوف المعماريين في مؤتمر جامع سنة 2013 وعمل على وضع هيئه قوية بنظرة متبصّرة و هذا لأهمية دور المهندسين المعماريين في الدفع بعجله التنمية ، و شجّع على العمل الموحد للنهوض بإطارنا المبني والرقيّ بالهندسة المعمارية ، و تلاه انعقاد المؤتمر العادي للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين في عام 2016؛ الذي اسفر عن صدور النصوص التنظيمية التي تعمل بها الهيئة و صدر ايضا في نفس العام المرسوم التنفيذي 16- 224 الذي حسن اتعاب المهندس المعماري لوضعه في الصف الاجتماعي الذي يليق به ،
سيداتي سادتي؛
ان العمل الجاد والتنسيق بين الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين ووزارة السكن والعمران والمدينة، أفضى إلى وضع لبِنات لتأطير هذه المهنة وممارستها، ومما أثمره هذا التنسيق:
1ـ توحيد الختم الرسمي للمهندس المعماري الذي هو أداة لمراقبة صفة ممارسي المهنة ومحاربة منتحلي الصفة، وقد كان للسيّد وزير السكن و العمران و المدينة السيد محمد طارق بلعريبي دورٌ فاعل ومحوري في تجسيد هذا المشروع.
2ـ التعليمات الخاصة بتنظيم عمل لجان التقييم وتنظيم المسابقة المعمارية والتي ما زالت بصدد الدراسة لتحسينها أكثر ولجعلها تتماشى والاستراتيجية المنتهجة من قِبل السيد رئيس الجمهورية، في فتح الباب أمام الكفاءات الشابة وخلق قدرات إنجاز جزائرية 100 في المائة.
3ـ المعايير المرجعية لتحضير دفاتر الشروط الضابِطِة لشروط بعث المشاريع والتي كانت موضوع تعليمات تنظيمية من مختلف مديريات الوزارة للإدارات اللامركزية.
ولأننا نعمل من أجل الرقي بالهندسة المعمارية وبالمهندس المعماري، خدمة لمعمار وعمران بلادنا ، فإننا دأبنا على الاجتهاد وبذل الجهد اللازم من أجل تحقيق تطلعاتنا جميعا كمهندسين معماريين، فرافعنا ولازلنا وسنبقى نرافع لمهندس معماري حاضرٍ في كل المشاريع العمرانية العمومية منها والخاصة، ولهوية معمارية جزائرية خالصة.
وفي هذا الخصوص نذكّر، بالمرسوم التنفيذي الصادر نهاية العام الماضي، المُحدد لكيفيات إعداد دفاتر التعليمات المعمارية الخاصة.
المرسوم الذي يؤطر هوية الانتاج المعماري والذي يعدّ الأول من نوعه في الجزائر وفي محيطها الدولي، والهادف إلى تحديد الإطار المرجعي للمبنى المدمج مع محيطه الثقافي ومنظره الطبيعي ويضمن إنتاجا معماريا وعمرانيا منسجما مع الهوية المعمارية والطبيعية لأي منطقة من مناطق بلادنا الشاسعة.
إنّ المرسوم التنفيذي 23 – 401 هو نتاج عملٍ متواصل مشترك بين هيئتنا ووزارة السكن والعمران والمدينة؛ و قد وضع إطارا عاما لكيفيه إنجاز دفاتر التعليمات المعمارية الخاصة لوطننا الشاسع الزاخر بتراث معماري عتيق ومتنوع تنوع ثقافاتنا وتضاريسنا، وسيكون بمثابة مرجعية للإنتاج المعماري في كل منطقة سواء كان لمصلحة القطاع العام او القطاع الخاص، والذي يحمل في طياته ضرورة تنصيب لجان الهندسة المعمارية والتعمير والمحيط المبني التي هي أداة مراقبة لجودة أي منتوج معماري سينجز في الولاية، ونحن الآن وبلقاءات تشاورية مع المديرية العامة للهندسة المعمارية والتعمير بوزارة السكن والعمران والمدينة، بصدد تنظيم لقاءات جهويه لتذليل كل عقبات إنجاز هذه الدفاتر و ذلك بوضع دليل يوضح سبل و معايير تجسيدها
واستجابة لسياسة السلطات العليا لرقمنة كل القطاعات، فقد كانت الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، سباقة لرقمنة قاعدة البيانات المكوّنة للجدول الوطني للمهندسين المعماريين وهي الآن تعمل على رقمنة كل تعاملاتها الإدارية.
السيدات الفضليات السادة الأفاضل ؛
إن الحركية الدبلوماسية التي عرفتها الجزائر خلال الخمس سنوات الأخيرة، رفعت اسم بلادنا في الخارج وفي الهيئات الدولية عاليا، وارتقت بنا إلى أن نكون مفخرة بين الأمم وقوة دبلوماسية في العالم وفي المنطقة المتوسطية والإفريقية والعربية؛
ولم يكن لنا في المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين، سوى أن نساير هذا الفخر وأن نتماشى مع ما وصلت إليه البلاد على المستوى الخارجي، فعدنا بالهيئة وبالجزائر إلى المحافل الدولية للمهندسين المعماريين، عودة عامرةً بالقوة والندية والسؤدد مع نظرائنا من الهيئات الوطنية لباقي دول العالم؛ ونحن الآن، أعضاء في الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، بعد غياب ليس بالقصير ولا بالهيّن، غياب لم يكن ليبرر أبدا خاصة ونحن الجزائر وما أدراك ما الجزائر، ولأننا الجزائر فقد أجمعت كل الدّول على الترحيب والتنويه بعودتنا إلى هذا المحفل الدولي المعماري الهام، وبحسن اختيار مترشحين من الكفاءات المعمارية الجزائرية المميزة، فقد أصبح للجزائر تمثيل في لجان وفرق عمل الاتحاد الدولي المتمثلة في سبعِ (7) لجان وستة (6) فرق عمل؛ و هذا للمشاركة في المواضيع التي تعمل عليها هذه اللجان على غرار السكن الاجتماعي، المسابقات المعمارية الدولية والهندسة المعمارية للجميع.
وعلى غرار الاتحاد الدولي، نحن على مرمى حجر من العودة مرة أخرى إلى الاتحاد المتوسطي للمعماريين، الهيئة التي كانت الجزائر أحد مؤسسيها وواحدة من الفاعلين في مكتبها التنفيذي ، و سيليها تباعا العودة للاتحاد الافريقي للمعماريين ، الذي ننتظر برمجة انعقاد جمعيته العامة اين سيعلن عن عودة الجزائر
وها نحن نخطو بخطوات دقيقة ومدروسة نحو جعل اسم هيئتنا الوطنية للمهندسين المعماريين وقبلها اسم الجزائر، مرفوعا ورايتها ترفرف في سماء كل الهيئات المعمارية الدولية والإقليمية والقارية.
السادة الحضور؛
إننا نطمح في مجلسنا الوطني، إلى تجسيد رؤية سديدة هي في الأصل رؤيتكم أنتم إخواننا المؤتمِرون وتطلعا من تطلعاتكم وتطلع كل مهندسينا المعماريين؛ لذا فإن لقاءنا هذا هو جامعِ للقاءات كثيرة عبر عديد ولايات الوطن، كانت بمثابة التحضير الجيد لهذا المؤتمر، وكانت لنا ولكم صولات وجولات ونقاشات واقتراحات، لتتوج اليوم بهذا اللقاء الذي يرجى منه أن يكون الانطلاقة السديدة نحو تأطير أقوى وتنظيم أحسن لمهنتنا الراقية.
لذا فإن الهدف الأسمى لمؤتمرنا يتمثل في مراجعة و اقتراح نصوص تنظيمية وأخرى تشريعية لتنظيم عمل المهندس المعماري وعمل الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين.و محاولة لتأطير الانتاج المعماري بصفة عامة و الانتاج المعماري في القطاع الخاص بصفة خاصة و هو قطاع يكون 70 % من محيطنا المبني و متروك دون مراقبة أو تأطير .
ومن أجل ذلك، عاهدنا أنفسنا أن نكون في مستوى تطلعات الجزائر، وفي مستوى حضارة وتاريخ هذا البلد العزيز على قلوبنا، وفي مستوى مهنة جوهرية في كل مناحي الحياة اليومية لمجتمعنا، وفي مستوى اجتهاداتكم وجهدكم على مدار كل هذه السنوات؛ والحرص كل الحرص منا ومنكم، على أن نواصل على هذا الدرب لتكون الهندسة المعمارية صلب أي تشييد وأي بناء في أرض الجزائر، لا لشيء سوى لخدمة عمراننا ومعمارننا والرقيّ به وبمدننا وأحيائنا وحواضرنا وتراثنا وموروثنا المعماري الزاخر.
الحضور الكريم؛
إن هيئتنا الوطنية تعيش هذه السنة عامها الثلاثين. ثلاثون عاما من الوجود، ماذا حققنا لهذا البلد، ولهذه المهنة. ثلاثون عاما .. كيف كنا وكيف نحن وإلى أين نحن ماضون، أسئلة عميقة تحتاج إلى وقفات وتبصّر منا جميعا، تحتاج لمهندسين معماريين صفا واحدا، ويدا واحدة، وتطلعا واحدا. ولأننا ننشد الكمال والكمالُ لله تعالى، فإن هذا العمر الذي وصلته هيئتنا الموقرة، لن يكون سوى حافزا لنا لمواصلة الدرب بكم جميعا إخوتي المهندسين المعماريين، دربُ السير بخطى ثابتة نحو تحقيق ما لم يحقق خلال كل هذه السنوات، ولنكون أقوياء وشركاء مهمين لشريكنا وزارة السكن والعمران والمدينة، وفاعلين في حقل العِمارة والعمران في الجزائر، ومسايرين لمتطلبات الحاضر ، خاصة مع البرامج السكنية و التجهيزات العمومية التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية. و التي ستجد لدينا كل الدعم والمرافقة، بكفاءات مهندسينا المعماريين، وبخبرتهم المعهودة ، وبأفكار حضارية عصرية مواكبة للتكنولوجيات الحديثة وصديقة للبيئة
سيداتي الفضليات سادتي الأفاضل؛
إن العمران مرآة الحضارة، وإن لقاءنا هذا دافع لنكون مرآة حضارية لمهنتنا
مهنة الهندسة المعمارية، مرآة تعكس أهدافنا الخادمة للمهنة ولمنظومتها القانونية التي ترقى بها إلى مصاف أرفع؛ وتعكس نوايانا في الرفع من مستوى الهندسة المعمارية وجعلها في مقام الجزائر، حضارةً وتاريخاً وتقدماً؛ لذا كان شعار مؤتمرنا هذا “نصوص تنظيمية، احترافية معمارية وعمارة ذات هوية”.
في الأخير،
أعلن رسميا عن افتتاح أشغال الدورة العادية للمؤتمر الوطني لهيئة المهندسين المعماريين، مع دعواتنا لأن يسدّد الله سبحانه وتعالى خُطانا ويعلي مقامنا وينوّر مساعينا، ويمنحنا الجهد والقوة لخدمة بلدنا وخدمة مهنتنا.
وفقني الله وإياكم جميعا لما يحب ويرضاه و جعلنا و اياكم ذخرا لوطننا و تحيا الجزائر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.