قال المحلل السياسي حكيم بوغرارة، أن عملية طوفان الأقصى كانت متوقعة، بالنظر للمؤشرات الظاهرة للعيان خلال السنوات الأخيرة، على غرار المنهجية والتمادي في الإعتداء على الفلسطينيين، إضافة إلى تعليق الكيان الصهيوني لشماعة فشله في الداخل على قهر الفلسطينيين، كل هذا ولَّد طاقة إيجابية لدى المقاومة الفلسطينية، من أجل الرد بهذه الطريقة.
وأكد حكيم بوغرارة، في إتصال هاتفي لدزاير توب، اليوم السبت، أن الفصائل الفلسطينية كانت تتابع تهالك الداخل الصهيوني خلال الأشهر الأخيرة، لتخطط على إثر ذلك لتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بهدف الإجهاز على الكيان الصهيوني، وكذا الدفع بالقضية الفلسطينية إلى مستويات أعلى من القوة، لأن مرحلة ما بعد هذه العملية لن تكون كسابقاتها.
وأورد ضيف دزاير توب، أن الرأي العام العالمي، والإقليمي وكل الذين شككوا في كون القضية الفلسطينية قد تم قتلها بالوقت، أو من خلال إستدراجها إلى وضعيات تجعلها ضعيفة، قد تلقوا الرد على إثر هذه العملية التي تضاف إلى جملة الردود المتتالية، منذ سنة 2006 للمقاومة العربية بكل من لبنان، سوريا، الداخل الفلسطيني، وغزة.
كما أشار محدثنا، إلى أن هذه العملية التي أسفرت عن أسر العشرات من الجنود الصهاينة، وإقتحام ثكناتهم بطريقة بسيطة جداً، وحتى طريقة الرد من البر والجو، تعكس التطور الكبير للمقاومة الفلسطينية، التي وظَّفت أدوات الذكاء الاصطناعي في صنع عبوات ناسفة، وتعطيل نظام القبة الحديدية، وكذا صناعة صواريخ تمتد لأكثر من 500 كيلومتراً.
وأضاف حكيم بوغرارة، متحدثاً عن عملية طوفان الأقصى، حيث أشار إلى أنها لاقت ردود فعل إيجابية، وفرح لدى الشعوب العربية والإسلامية، معتبراً إياها رسالة قوية للمطبعين، الذين حاولوا إفشال وإحباط عزيمة المقاومة الفلسطينية، لكنهم يعيشون اليوم حالة من اليأس، الخزي، والعار، جراء هذا الرد الفلسطيني.
وعاد بوغرارة للتأكيد مجدداً، على أن هذه العملية كانت منتظرة، نتيجةً لما حدث في جنين ومختلف البلدات الفلسطينية، وشارع الشيخ جراح، مضيفاً أن الفلسطينيون قد قووا شوكتهم أمام التهالك الصهيوني، الذي تسبب فيه ما يدعى بـ “التعديلات القضائية” التي أطلقها رئيس الوزراء الصهيوني نيتنياهو، في محاولة منه للتغطية على فشله وفساده، وكذا الإستيلاء والسيطرة على زمام الأمور داخل المؤسسات الصهيونية.
وجاءت العملية، للرد على الرأي العام، بأن الفلسطينيين هم الأحق بالأرض، التي هي بالأساس أرضهم، ومشاهد هروب المستوطنين، يؤكد أنه ليس لهم أي إنتماء لهذه الأرض، لأن سيمولوجيا الصورة تلعب دوراً كبيراً، يسترسل محدثنا.
وأشار المحل السياسي بوغرارة، في تصريح لدزاير توب، إلى أن أوضاع الجنود الصهاينة تؤكد بما لا شك فيه، أنهم غير مقتنعين بهذه القضية، وبأن الظروف وحدها من دفعتهم لحمل السلاح، وتوظيف أنفسهم لدى جهاز ودولة فاشلَيْن، لا يوجد لها أي أثر في الواقع.
كما أن ما حققته فصائل المقاومة الفلسطينية اليوم، وعلى إثر عمليتها “طوفان الأقصى” يعد رسالةً للعالم، فحواها أن القضية الفلسطينية، قضية عادلة، منصفة، يقول بوغرارة، قبل أن يتطرق إلى ما صرحت به رابع رئيس وزراء بالحكومة الصهيونية “ڨولدا ماييرا”، التي قالت أن نهاية الكيان الصهيوني ستكون على يد الفلسطينيين، مضيفةً أن النهاية ليست مرتبطة بزمن معين، وإنما بشروط معينة، سيما ظهور الرجال أولي البأس الشديد، وهو ما أكده بوغرارة قائلا: “أعتقد أن الرجال أولي البأس الشديد ظهروا اليوم في هذه العملية”.