المحلل السياسي نبيل كحلوش لدزاير توب : ما يحدث في إفريقيا سببه اللاإستقرار السياسي
إعتبر الباحث في الشؤون الاستراتيجية، نبيل كحلوش، أن ما يحدث في القارة إفريقيا، من إنقلابات، وهجمات إرهابية، على غرار إنقلابين في مالي منذ سنة 2020، إضافة إلى إثنين آخرين في بوركينا فاسو، ومحاولة إنقلابية أخرى في النيجر، قبيل تنصيب الرئيس محمد بازوم بـ 48 ساعة فقط، سنة2021، إضافة إلى الإنقلاب الحالي، على نفس الرئيس، وآخر في الغابون، نتاجاً للاإستقرار السياسي في القارة.
وأشار نبيل كحلوش، في إتصال هاتفي لدزاير توب، أن حوالي 17 دولة إفريقية، تسيطر نفس الوجوه بها على سدة الحكم، منذ عشرات السنين، الأمر الذي خلق نوعاً من الإنسداد الداخلي.
في ذات السياق، أفاد محدثنا بأن وصول سلطات إنقلابية إلى الحكم في الكثير من دول القارة، جعلها تتمسك بالسلطة بالقوة، الأمر الذي يؤكد أن معظم الإنقلابات كانت نتيجةً لإنسدادات، إضافة إلى تردي في الأوضاع الإقتصادية، وهي الورقة التي استعملتها عديد القوى الإنقلابية لتبرير مواقفها.
كما عرج ضيف دزاير توب، على الناتج المحلي للقارة الإفريقية، والذي بلغ 03 ترليون دولار، وهو الأمر الذي يجعلها من بين أغنى القارات، لكنها في المقابل تعاني من هشاشة على عديد الأصعدة، سيما الاجتماعية، الأمنية، التكنولوجية، الصحية، الثقافية، وغيرها، مما يجعلها محل تنافس دولي، ويجعلها عرضةً للإستعمار.
وتطرق كحلوش، إلى التواجد اللافت للقواعد العسكرية الأجنبية في عديد الدول الأفريقي، كالروسية، الفرنسية، الأمريكية، وغيرها، مشيراً إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا، ألقت بظلالها على إفريقيا، حيث جعلت عديد الدول الأوروبية مضطرة للوصول إلى العمق الافريقي، قصد إشباع حاجياتها من الطاقة.
في هذا الصدد، قال الباحث في الشؤون الاستراتيجية نبيل كحلوش، أن معظم الدول الأوروبية، تنتهج أسلوب المقايضة، مع الأفارقة مستغلةً في ذلك حاجتهم إلى الأمن الغذائي، وهذا ما يجعل إفريقيا محل أطماع وتنافس.
وتابع قائلا: “على سبيل المثال، دولة جيبوتي التي تحتوي على قواعد عسكرية لأربع دول، وهي فرنسا، أمريكا، إضافة إلى اليابان والصين، مشيراً إلى أن هاتين الأخيرتين، لا تمتلكان قواعداً عسكريةً خارج حدودها، إلا في دولة جيبوتي، مما يعني وببساطة أن عذه الدول تنظر إلى إفريقيا على أنها مورد هام للموارد الأولية، الطاقة، إضافة إلى اليد العاملة “الرخيصة”.
إضافة إلى تنامي الشركات الأمنية الخاصة وعلى رأسها مجموعة “فاغنر” الروسية، سواءً في مالي، أو جمهورية إفريقيا الوسطى، مع ما يحدث حالياً في النيجر، من تقارب لافت بين المجلس العسكري وروسيا، وهو الأمر الذي يؤكد مجدداً أن مايحدث في إفريقيا هو رد فعل على أوضاع داخلية، وحالة إستقطاب خارجية، يضيف كحلوش.