المخزن يقع في شر أعماله ويسقط في الحفرة التي حفرها مع الصهاينة للجزائر
لطالما كاد المغرب للجزائر المكائد، ودبر لها المؤامرات تلوى الأخرى، وآخرها قبوله بمنح الكيان الصهيوني صفة المراقب داخل الاتحاد الإفريقي، حيث وقف بفعلته هذه في وجه دول شمال إفريقيا العربية التي رفضت رفضا قاطعا القرار الانفرادي الذي اتخذه موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والذي نجحت الجزائر في إبطاله بعد تحركات دبلوماسية حثيثة للنظر في التحفظات التي أبدتها مجموعة من الدول الأعضاء التي رفضت انضمام الكيان المحتل للمنظمة القارية.
ومجددا تخيب مساعي المخزن في نشر الخذلان والانبطاح، ومحاولاتها الدنيئة في تمكين الكيان الصهيوني الذي يحتل فلسطين داخل المؤسسات الإفريقية وربما ستفعلها لاحقا مع جامعة الدول العربية وتجرب المحاولة نفسها، أو تتجرأ لتكون إسرائيل عضوا كامل العضوية فيها، من يدري.
القرار السيادي الذي اتخذته الجزائر كان حازما وضروريا حتى لا يتمادى المخزن في غيه، ويظن أن صبر الجزائر عليه وهو يحيك المؤامرات لها مع الأعداء ويشعل نيران الفتن، هو ضعف منها، خصوصا بعدما أقحم نفسه علانية وداخل هيئة دولية زعم من منبرها مزاعم مثيرة للبلبلة وتدعو إلى تقسيم الجزائر، وتتضمن وقوف الدولة المغربية مع عصابة الانفصاليين الذين ما فتؤوا بعد هذه التصريحات المستفزة أن ينفذوا مخططاتهم بإحراق الجزائر ونشر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، فمن يا ترى يقف خلفهم ويدعمهم غير من أطلق هذه التصريحات التي قبلت بها السلطات الرسمية المغربية وعلى رأسها الملك الذي رضي عنها بسكوته وصمته المطبق.
المغرب وكما صرح وزير الخارجية رمطان لعمامرة لم يرتح ولا لحظة حتى يقوم بكل ما هو حقير ودنيء تجاه الجزائر ومنذ استقلالها، بداية بحرب الرمال التي كان سببا في اندلاعها في 1963، كما أنه ومنذ 2004 حين أعلن انضمامه للاتحاد الإفريقي حيث أنه خرج من منظمة الوحدة الإفريقية سنة َ1982، وهو يحاول بشكل دؤوب عزل الجزائر عن محيطها الإقليمي وكسر دورها الدبلوماسي، وقد أعانه في ذلك نظام العصابة البائد.
لقد اصطدم المغرب بدبلوماسية صلبة ومتماسكة منذ أن أزاح الحراك الشعبي العصابة وأعاد الأمور إلى نصابها في ظل جزائر جديدة لا تقبل بالدوس على الكرامة، ولا تفوت الأخطاء دون محاسبة المتسبب فيها، إنها دبلوماسية قائمة على حفظ مصالح الجزائر الاستراتيجية وحماية ترابها الوطني، دون المساس بمبادئ القانون الدولي وعلى رأسها عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
أحمد عاشور