الخميس 22 ماي 2025

المدرب الجزائري من ذوي الهمم، خليل بوعرفاوي لدزاير توب: “طموحي في عالم التدريب لا حدود له ولاشيء مستحيل مع الإرادة”

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
المدرب الجزائري من ذوي الهمم، خليل بوعرفاوي لدزاير توب:  “طموحي في عالم التدريب لا حدود له ولاشيء مستحيل مع الإرادة”

ضرب خليل بوعرفاوي مثالا للعزيمة والإصرار، مقررا دخول عالم الرياضة بالرغم من الإعاقة الحركية التي يعاني منها، لكن الأمر الفريد من نوعه والخاص جدا، هو اقتحامه عالم التدريب في كرة القدم اللعبة التي يعشقها محاولا التعبير عن شغفه بها بالاقتراب أكثر من الميدان والبقاء على مقربة من المستطيل الأخضر، في سابقة نادرة بالنظر لانتمائه لشريحة ذوي الهمم التي في كل مرة تمنحنا دروس التحدي وتؤكد لنا أنه لا يوجد أي مستحيل ما دامت هناك العزيمة والإرادة، وهو ما طبقه حرفيا ويسعى من أجل تحقيق حلمه بأن يكون مدربا للأندية المحترفة، هذا هو خليل بوعرفاوي الشاب الجزائري الطموح…

في البداية، من هو خليل بوعرفاوي وكيف بدأت مسيرتك لاقتحام عالم التدريب؟

أولا أود أن أشكرك وأشكر جريدة “دزاير سبور” على إعطاني الفرصة للتعريف بنفسي للجمهور، خليل محمد أنس بوعرفاوي من مواليد 12/05/1995 في مدينة مغنية ولاية تلمسان أين كبرت وترعرعت وأكملت دراستي حتى الثانوية، حصلت على شهادة البكالوريا بمعدل 15.14 ودرست في جامعة تلمسان تخصص صيدلة لمدة 4 سنوات، حاليا أنا مقيم في قطر منذ 2019، أعاني من إعاقة حركية منذ الصغر.

بداية المغامرة مع كرة القدم كانت منذ الصغر كأي شاب جزائري أو معظمهم شغوفا بهذه الرياضة، إعاقتي لم تسمح لي أن أصبح لاعبا، ففكرت في أقرب شيء يمكن أن يكون مرتبطا بهذه اللعبة وتحقيق الحلم، هو مجال التدريب، فقد كنت منذ طفولتي شغوف بتحليل المباريات والملاحظة الدقيقة بمحاولة دراسة طريقة اللعب والتغييرات التي سيجريها المدرب والاستماع إلى جميع الندوات الصحفية للتقنيين من أجل التعرف على جميع جميع جوانب هذه المهنة، فبدأ يكبر شغف التدريب شيئا فشيئا.

لماذا اخترت قطر وهل كانت لديك محاولات للدراسة في الجزائر؟

اختيار قطر كان لسبب بسيط، لأنها أول دولة عربية تحصل على تنظيم كأس العالم الذي كان بالنسبة إلينا كعرب شيء مستحيل لعدة اعتبارات، ولكن مثابرتهم وعملهم وإيمانهم بقدرتهم كسروا الحواجز واستطاعت دولة قطر بفضل القيادة الرشيدة وتظافر جهود الجميع أن تنظم أفضل كأس عالم بشهادة المختصين منذ نشأتها سنة 1930 رغم الحملات المغرضة التي تعرضت إليها ولكنها برهنت أننا كعرب قادرون على إبهار العالم، يكفي فقط أن تؤمن بقدرتك ولاشيء مستحيل يكفي فقط انك تفكر “خارج الصندوق” كما يقال.

وفي ما يخص محاولاتي الدراسة في الجزائر، نعم كانت لي محاولات، حتى أنني وصلت إلى مبنى دالي إبراهيم ولكن لم أجد آذان صاغية، هذا الآن لا يهم القادم أفضل بإذن الله وأتمنى أن تفتح تجربتي آفاق وآمال للشباب العربي والجزائري المبدع.

وما هي الشهادات التي حصلت عليها، وكم كان ظرفها الزمني؟

حصلت على شهادة D في التدريب في نوفمبر 2019، وبسبب انتشار وباء “كورونا” توقف كل شيء، بالإضافة إلى بعض القيود القانونية في الاتحاد الآسيوي، ثم بعد ذلك تم استئناف النشاطات وحصلت على شهادة C في جوان 2022.

وماذا عن مشروعك المستقبلي الخاص باستكمال الدراسة؟

في ميدان التدريب هناك 5 شهادات يجب الحصول عليها وهي A PRO, A,B,C,D، وطبعا كمدرب طموح أسعى للحصول على جميع الشهادات المطلوبة مع اكتساب الخبرة، لأن معادلة النجاح كمدرب بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، هناك جانب علمي وهو الشهادات، والخبرة وهما عاملان متكاملان، لذلك يجب الحصول عليهم للوصول إلى الهدف. ولاكتساب الخبرة والتجربة، خضت فترة مع عدد من الأندية على غرار الفريق الأول للغرافة وقطر وقبلها مع الغرافة لأقل من 15 سنة، ولكن الطريق ما يزال طويلا، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى سأكون أول مدرب عربي يحصل على رابطة أبطال أوروبا هذا حلمي وسأفعل كل ما في وسعي لتحقيقه.

كيف استطعت تجاوز ظروفك الصحية لدخول عالم كرة القدم؟

كما قلت لك في السابق، شغفي بكرة القدم جعلني اقتحم هذا المجال وتحدي الصعوبات، ومع مع التطور الحاصل في كرة القدم والأطقم الفنية الموسعة، لم يعد هناك أي عائق، تغيرت الأمور للأفضل طبعا، في وقت سابق كان المدرب له عدة وظائف محضر بدني، محلل، مدلك، تحضير الأدوات اللازمة لإنجاح الحصة التدريبية…أما الآن حتى النوادي الغير محترفة المدرب الرئيسي لديه على الأقل مساعد واحد ومدرب حراس، أما النوادي المحترفة حدث ولا حرج مثلا بيب غوارديولا لديه أكثر من 20 مساعدا كل له دور، فهنا تجاوزنا حاجز الإعاقة ومشكل الحركة.

هل واجهتك أي صعوبات في دراستك؟ ومن أي نوع؟

نعم بالفعل، واجهتني صعوبات قانونية للمشاركة في الدورات، فحسب لوائح “الفيفا” والاتحاد الآسيوي من بين الشروط التي يجب أن تتوفر في المرشح، أن يكون ذو لياقة بدنية، في دورة D تم منحي رخصة استثنائية على المستوى المحلي من طرف إدارة التطوير وعلى رأسهم الأستاذ فهد ثاني الزراع، الذي كان من بين الأوائل الذين وثقوا في شخصي وتفهموا وضعيتي، وهو مشكور على ذلك وأتمنى أن أكون عند حسن ظنه. وفي C كانت هناك مراسلات مع الاتحاد الآسيوي والمسؤول على لجنة تطوير المدربين في الهيئة الكروية، وفي الأخير اقتنع وجاء القرار القاضي بأن الاتحادية المنظمة للدورة هي للمخولة بانتقاء المرشحين للحصول على الشهادات.

أما في يخص التعامل مع اللاعبين لم يكن هناك أي مشاكل بل احترام، في المستوى العالي الجانب الذهني وكيفية تمرير الرسالة للاعبين وتحفيزهم، يلعب دورا مهما ورأينا الكثير من الأمثلة أنه نفس المجموعة فشلت مع مدرب ونجحت مع آخر وفي وقت قصير، إمكانيات اللاعبين هي نفسها ولكن كيفية تحفيز اللاعبين وتمرير الرسالة هو الفرق وأنا هنا استعمل اختلافي للتحفيز وليس العكس.

هل تخطط للعودة والعمل في الجزائر؟

هذا سؤال لن يستطيع الإجابة عليه أي مدرب لأنك هناك عدة عوامل تتحكم في هذه المهنة أهمها النتائج، لا يمكنك معرفة أني ستحط الرحال والمستقبل لا يعلمه إلا سبحانه وتعالى، ولكنني في الوقت الحاضر مركز على إكمال الشهادات والحصول على الخبرات.

هل مارست أي رياضة في وقت سابق؟

لم أمارس الرياضة من قبل، لا كما قلت سابقا أنا شغوف بكرة القدم واستطعنا أن نبدأ في تحقيق الحلم وكسر القليل من الحواجز، لأنه بالنسبة لي لم أحقق شيء بعد ولا يزال المشوار طويلا نتمنى التوفيق من الله تعالى.

ستكون مصدر إلهام ومثل يحتذى به لذوي الهمم، ماذا تستطيع أن تقول في هذا؟

الإنسان مطالب ليترك بصمة إيجابية في هذه الحياة أو على الأقل هذا ما أؤمن به شخصيا، وتحاول أن تُلهم الناس أو أن تعطيهم جرعة أمل كل في ميدانه أو اختصاصه، وأتمنى التوقيف للجميع.

كلمة توجهها لذوي الهمم الذين يريدون شق طريقهم في المجال الرياضي أو غيره؟

الشريحة التي أنتمي إليها، لها طريقان إما الاستسلام والبكاء وهذا لن يغير من الواقع شيء بل سيدخلنا في دوامة لا مخرج منها، والطريق الثاني هو أخذ الحياة من الجانب الإيجابي وتحدي الصعوبات للوصول إلى الهدف أهم شيء أن تثق في الله سبحانه وتعالى، وفي قدراتك والعمل والمثابرة وسيحقق الجميع حلمه وكل من لديه هدف سيصل إليه.

من هو المدرب الذي تعتبره مثلك الأعلى؟

مثلي الأعلى محليا هو مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي واستغل الفرصة لتوجيه له التحية وأتمنى له التوفيق، أما على المستوى الدولي مثلي الأعلى هو جوزيه مورينيو لأنه ترك بصمته في كل النوادي التي مر عليها حتى الفرق التي لا تملك نجوما كبار وبالنسبة لي هذا هو أهم دور للمدرب ألا وهو إيجاد الطريقة للدفع باللاعب لإعطاء أقصى ما لديه فوق الميدان.

كلمة أخيرة حول طموحك..

طموحي كما قلت سابقا أن أكون أول مدرب عربي يفوز برابطة أبطال أوروبا. في الأخير أشكركم مجددا على إعطائي الفرصة للتعريف بنفسي للجمهور وأتمنى لكم المزيد من التألق والنجاح، كما أتمنى التوفيق للمنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا القادمة وتصفيات كأس العالم 2026، مع أن المأمورية لن تكون سهلة خاصة في أدغال إفريقيا ولكن ليس لدينا حل سوى الالتفاف حول منتخبنا وبمساعدة كل من له دور وسنفرح مرة أخرى.

 

رابط دائم : https://dzair.cc/sadh نسخ