المدرب فريد بوسنـــــــة في حوار لـ “دزاير سبور”: “تفاصيل صغيــــرة حالت دون انتـــقالي إلى الــــــدوري السعودي”
خصّ المدرب السابق لرائد القبة فريد بوسنة جريدة “دزاير سبور” بحوار تحدث فيه عن العديد من الأمور المهمة في الساحة الكروية الجزائرية، بالإضافة إلى العروض التي تلقاها مؤخرا وأبرزها من إحدى الأندية السعودية.
بداية كيف كانــت تجربتك خلال الموسم الماضي مع رائد القبة؟
الحمدلله،لم أخش المهمة ورفعت التحدي مع نادي رائد القبة رغم أنّ المأمورية لم تكن سهلة على الإطلاق في ظل المشاكل التي كان يعاني منها الفريق، لكن وفي ظل الدعم المعنوي الذي تلقيته من الرئيس وبعض المسيرين قررنا المواصلة حتى الرمق الأخير، والحمدلله بفضل الله ثم بفضل اللاعبين الذين ساندوني وكانوا مجموعة واحدة مثل يحي الشريف ووالي وغيرهم،ورغم أنّهم لم يتحصلوا على أموالهم لكننا استطعنا إنقاذ الفريق بصعوبة كبيرة، دون أن ننسى وقفة الأنصار الذين عادوا إلى المدرجات في المباريات الأخيرة بعدما أيقنوا أنّ رائد القبة في خطر حقيقي، حيث قدموا دعما كبيرا للاعبين وهو ما ساهم في إنقاذ النادي من شبح السقوط.
بعد مساهمتك الكبيرة في إنقاذ القبة من شبح السقوط، ألم تتلق عرضا للبقاء على رأس العارضة الفنية للفريق خلال الموسم المقبل؟
عقدي مع رائد القبة انتهى مع نهاية الموسم الماضي لم أتلق أي عرض للبقاء، ولم أتحدث مع الإدارة بخصوص مستقبلي، ومع ذلك سأبقى أتابع هذا الفريق العريق وأتمنى له كل الخير وأن يحقق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى في الموسم المقبل.
ما هي وجهتك خلال الموسم المقبل؟
لدي عدّة عروض في الوقت الراهن ومؤخرا كنت في اتصالات مع إحدى الأندية السعودية لكن المفاوضات لم تسر وفق الشكل المطلوب وتوقفت في نهاية المطاف، بسبب بعض التفاصيل الصغيرة.
ألا تفكر في العودة لتدريب الفئات السنية مستقبلا؟
لدي تجربة طويلة مع الفئات السنية، لمدة 25 سنة كاملة تعبت من ذلك، العمل مع الفئات الشبانية صعب جدا، رغم أنّ المسؤولين لا يعطونها أهمية كبيرة كل الأندية تبحث عن الربح السريع من خلال التعاقد مع لاعبين جاهزين،دون أن يولوا أهمية للتكوين، من المفترض أن ينال التكوين الأهمية الأكبر وليس فرق الأكابر.
كيف ترى واقع التكوين في الجزائر، بالرغم من الإمكانيات التي وضعتها الدولة تحت تصرف الأندية المحترفة؟
مراكز التكوين في الجزائر أصبحت ضرورة ملحة، حينما تشاهد نادي شباب بلوزداد الذي تسيره شركة “مادار” منذ 4 سنوات، ومع هذا لا يوجد أي مركز تكوين لحد الآن، على غرار اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر تدرك بأننا بعيدون كل البعد، كل الفرق همها الأول هو الأكابر، رغم أنّ التكوين يعتبر هو الأساس، والدليل على ذلك، بعد غياب الأندية التي كانت تهتم بالتكوين على غرار نصر حسين داي ورائد القبة، لا يوجد أي لاعب في الساحة الوطنية بإمكانه الانضمام لصفوف المنتخب الوطني، الدولة سخرت إمكانيات كبيرة للأندية الوطنية، من خلال منحها شركات لتسييرها، أتمنى أن يكون المسؤولون في المستوى ويوجهوا أنظارهم نحو التكوين الذي سيرفع من مستوى اللاعبين الجزائري والدوري على حد سواء.
بالحديث عن الشركات الوطنية، ألا ترى أنّ هذا يؤثّر على المنافسة في ظل المشاكل التي تعاني منها فرق أخرى تفتقر إلى الدعم المادي اللازم ؟
الدولة تمنح أهمية كبيرة لكرة القدم من خلال دعم الأندية الوطنية، لكن هناك بعض الفرق الأخرى التي تعتبر مدارس كروية على غرار نصر حسين داي، رائد القبة وإتحاد الحراش، تعاني كثيرا، حتى هي تستحق شركات وطنية، كل الفرق المذكورة تعاني مشاكل مالية كبيرة بكل صراحة، عملت في رائد القبة الموسم الماضي، ووقفت على حجم المشاكل الموجودة لدى فرق القسم الثاني، من هذا المنبر أطلب من السلطات أن تقف إلى جانبهم وتدعمهم للعودة إلى مستواها، ودعم الكرة الجزائرية بلاعبين قادرين على حمل ألوان المنتخب الوطني مستقبلا.
بما أنّك عملت في الدوري السعودي سابقا، كيف ترى النهضة التي أحدثتها الأندية السعودية من خلال تعاقدها مع لاعبين عالميين؟
عملت ستة سنوات في الدوري السعودي مع أندية عديدة على غرار المدينة وجدة بالإضافة إلى أبها الذي قضيت فيه 3 سنوات، كانت تجربة مفيدة جدا في ظل الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها فرق الدوري السعودي، والدليل على ذلك هو ما وصلوا إليه الآن، منذ عدة سنوات وهم يخططون للوصول إلى هذا المستوى والآن أصبحوا ينافسون كبرى الأندية العالمية، الدوري السعودي يعتبر أحسن دوري عربي في الوقت الراهن بدون منازع.
كلمة أخيرة؟
أشكركم على هذا الحوار، وأتمنى لكم النجاح و لجريدتكم.