الاثنين 12 ماي 2025

المدير التنفيذي لاتحاد علماء إفريقيا في حوار خاص لـ”دزاير توب”: مساعي الجزائر لإنهاء الأزمة في النيجر ستؤدي إلى كبح جماح التدّخل العسكري

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
المدير التنفيذي لاتحاد علماء إفريقيا في حوار خاص لـ”دزاير توب”: مساعي الجزائر لإنهاء الأزمة في النيجر ستؤدي إلى كبح جماح التدّخل العسكري

أكّد المدير التنفيذي لاتحاد علماء إفريقيا، عمر بامبا، أنّ المساعي التي تقودها الجزائر لإنهاء الأزمة في النيجر، ستؤدي إلى كبح جماح التدّخل العسكري المزعوم، مبرزا استبعاده لحدوثه.

وفي هذا السياق، لفت بامبا في حوار أجرته معه “دزاير توب” إلى أنّ الموقف الجزائري من الأزمة كان حياديا ومتزنا وشاملا، حيث سعت الجزائر إلى إيجاد حلّ سلمي وتفادي التدخل العسكري الذي سيجنّب المنطقة إراقة الدماء وويلات الحرب.

وأبرز المتحدّث أن موقف الجزائر هو موقف مشرّف سيؤهلها لإيجاد حلّ سلمي للأزمة، من خلال تكاتف جهودها مع الوسطاء السابقين، على غرار علماء نيجيريا الذين قاموا بالوساطة لمرتين وهم يواصلون مساعيهم، وكذلك الموفد الخاص لمجموعة دول غرب إفريقيا، الرئيس النيجيري السابق عبد السلام أبو بكر، “وكلها جهود تدعم الموقف الجزائري”.

وأشار عمر بامبا إلى أن مساعي الجزائر، المتمثلة خاصة في المشاورات واللقاءات والزيارات التي يقوم بها وزير الخارجية أحمد عطاف، قد تجنّب النيجر والمنطقة بأسرها الانزلاق في أتون حرب تضاف إلى الحرب في ليبيا.

وفي هذا الاتجاه أبرز المدير التنفيذي للاتحاد أن احتمالات قيام دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا بتدخل عسكري في النيجر ضئيلة جدّا، إذا ما تمّ أخذ بعين الاعتبار تحذيرات الجزائر من التدخل العسكري وجهودها ومساعيها الحثيثة لإيجاد حلّ سلمي، وكذلك تلويح كلّ من مالي وبوركينافاسو بالردّ على أيّ تدخل عسكري ضد النيجر والوقوف إلى جانب المجلس العسكري.

كما لفت إلى أنّ مجموعة الإيكواس خرقت أهمّ بند في ميثاقها والمتمثل في دعوتها إلى السلم والتنمية في المنطقة وتنشيط الاستثمار، حيث أنها مجموعة اقتصادية وليست حلفا عسكريا، وبهذا تكون قد أخلت بمسؤولياتها من خلال تلويحها بالتدخّل العسكري في النيجر.

وحذّر بامبا من أن يمثّل التدخّل العسكري أجندة خارجية، تسعى من خلالها دول أجنبية، خاصة فرنسا، إلى الحفاظ على مصالحها في النيجر، داعيا دول جوار النيجر إلى عدم القبول بهذه الأجندة لأنها ستتضر حتما لما لها من انعكاسات خطيرة على أمنها واستقرارها.

وبخصوص المساعي التي يبذلها اتحاد علماء إفريقيا، أكّد مديره التنفيذي أنّه تابع الأزمة النيجرية منذ بدايتها، وذلك من خلال اتصاله بأعضائه المتواجدين بالنيجر.

وفي هذا الشأن، أبرز المتحدّث أنّ اتحاد علماء إفريقيا، أبدى مواقف عدّة سعيا منه للمساعدة في إنهاء التوتّر، وذلك من خلال تقريب وجهات النظر بين طرفي الأزمة النيجرية، وتفادي التداعيات الخطيرة لها على النيجر ودول المنطقة.

وفي هذا السياق، أوضح المتحدّث أنّ الأوضاع بالمنطقة تشهد تدهورا كبيرا، خاصة في ما يتعلّق بالظروف المعيشية للسكان، على خلفية تفاقم الأزمات الاقتصادية في كلّ من بوركينافاسو وغينيا كوناكري.

وشدّد المدير التنفيذي لاتحاد علماء إفريقيا، على أنّ الاتحاد اتخذ موقفا حياديا وسعى للتضامن مع الشعب النيجري الذي قد يكون ضحية لهذه الأزمة، داعيا إلى التماسك ونبذ الفرقة من أجل تجاوزها.

وأضاف المتحدّث أنّ اتحاد علماء إفريقيا دعا إلى إيجاد حلّ سلمي، في انسجام مع المساعي الحثيثة التي تبذلها الجزائر لإنهاء الأزمة، مشيرا إلى أنّ هيئته دعت كذلك دول الإيكواس إلى رفع العقوبات عاجلا عن النيجر حتى لا تتسبب في المزيد من الضرر للشعب النيجري، وتجنّب البلاد ويلات الحرب التي قد تكون لها تبعات خطيرة على الوضع الأمني بالمنطقة.

وحذّر ضيف “دزاير توب” من أن يكون التدخل العسكري بمثابة “منح فرصة” للجماعات الإرهابية المتمرّدة المتواجدة بالمنطقة، والتي ستجدّد نشاطها على إثر ذلك.

كما أعلن عن تأييد اتحاد علماء إفريقيا لمبادرة الوساطة التي شرع فيها بعض علماء نيجيريا، و المساعي التي تبذلها الجزائر، بالإضافة إلى مساعي كلّ من أمير سوكوتو، وكذلك ممثل دول غرب إفريقيا “إيكواس.

وأكّد عمر بامبا أنّ الاتحاد حذّر من التدخلات العسكرية خاصة تلك التي تشنها دول من خارج المنطقة، بسبب ما ينجر عن مثل هذه التدخلات، في الغالب، من تحويل المنطقة إلى ميدان صراع مرير، تحرّكه المصالح والنفوذ، وتكون ضحيته الشعوب البريئة وقد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

كما حثّ المسلمين كافة في إفريقيا وخارجها إلى الدعاء والتضرّع لشعب النيجر، حتى يتجاوز هذه المحنة في أقرب وقت ممكن وبأقلّ الأضرار.

رابط دائم : https://dzair.cc/upqi نسخ