المغرب: الانقطاع اليومي يشمل جماعات جديدة واحتجاجات تطالب بالحماية من العطش
يشهد المغرب أزمة مائية متفاقمة نتيجة للجفاف المستمر والاستنزاف المفرط للمياه بسبب زراعة فواكه تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه. هذه الأزمة ألقت بظلالها الثقيلة على سكان القرى والمداشر، حيث يعانون من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب. وقد ازدادت حدة هذه الأزمة بفعل موسم الجفاف الذي يستمر للسنة السادسة على التوالي، مما أدى إلى تدهور الوضع في المناطق القروية.
وتتسع رقعة المدن التي تعيش على وقع الانقطاع اليومي في الماء الصالح للشرب، بسبب أزمة الماء التي يمر منها المغرب، واقترابه من الحد المطلق لندرة المياه، وهو ما يدفع المواطنين إلى الخروج في احتجاجات بعدة مناطق.
وعلى غرار عدة مدن مغربية، وعلى رأسها سطات، بات الانقطاع اليومي في الماء الصالح للشرب، يخيم على ساكنة مدينتي الدروة وأولاد عبو بجهة الدار البيضاء.
وأفادت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء للشاوية أنه وعلى إثر وضعية الإجهاد المائي التي تعرفها البلاد والنقص الحاد لهذه المادة الحيوية، فإن الماء سينقطع يوميا بمدينتي الدروة و أولاد عبو، وذلك ابتداءا من الساعة الثانية عشرة ليلا إلى السادسة صباحا.
وتتعالى الأصوات الرسمية وغير الرسمية الداعية إلى ضرورة الحفاظ على هذه المادة الحيوية و ترشيد استعمالها في كافة النشاطات اليومية، مع الضرب بيد من حديد على كل التجاوزات المتعلقة بالماء.
في ظل هذا الوضع الصعب، يضطر المواطنون في العديد من المناطق إلى قطع مسافات طويلة بحثًا عن الماء، الأمر الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة في عدة أقاليم، بما في ذلك أزيلال، تيفلت، جرسيف، الفقيه بن صالح، وميدلت.
“حراك العطش” يبدأ في المغرب وسط إحتجاجات صاخبة تنديدا بالسياسة المخزنية
وتشهد عدة جماعات بالوسط الحضري والقروي خروج المواطنين في احتجاجات تطالب بالحق في الماء، وتشكو العطش، وتدعو سلطات المخزن إلى توفير هذه المادة الأساسية للحياة، بمختلف الطرق.
وعلى غرار تيفلت وميدلت ومدن وقرى أخرى في الأيام الماضية، خرج اليوم الخميس، مواطنون بجماعة الولجة التابعة لإقليم تاونات في مسيرة احتجاجية على الدواب نحو عمالة تاونات للمطالبة بحقهم في الماء.
وامتطى المحتجون دوابهم محملين بقارورات الماء الفارغة في اتجاه العمالة، قبل أن تتدخل السلطات المحلية وتفاوضهم وتقدم لهم الوعود بحل المشكل، ما دفعهم لوقف المسيرة.
في ميدلت مثلا ، خرج سكان دوار أسكا بجماعة سيدي يحيى أو يوسف في مسيرة احتجاجية على الأقدام لمسافة 40 كيلومترًا للمطالبة بالمياه، حيث شارك في هذه المسيرة المئات من الرجال والنساء والأطفال، مرددين شعارات غاضبة للتعبير عن استيائهم من تفاقم الأزمة.
واشتكى المحتجون من معاناتهم اليومية مع الماء، في الوقت الذي لا يسمع أحد لشكواهم، ولا يحرك المسؤولون ساكنا لتوفير ما يكفيهم وأسرهم من الماء، وهو الذين يعيشون في شيه عزلة بسبب غياب الطرق.
وإضافة إلى العطش والانقطاعات المتكررة، تشكو ساكنة عدة مناطق من تغير لون وطعم الماء، ما يثير مخاوف من مدى احترام معايير الجودة في الماء الذي يتم تزويد صنابير المنازل به.
وخلال الأيام الماضية، حذر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش من أن عدة أحياء يتم تزويدها بماء بطعم ورائحة تثير الخوف في وسط الساكنة خاصة مع انتشار الأمراض التي يتم إرجاعها لهذا الماء، وهو نفس الأمر في سطات حيث حذر مستشاران عن فيدرالية اليسار من تردي جودة الماء.