تحدثت، اليوم الإثنين، المفتشة البيطرية والخبيرة المستشارة بكنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، هدى سميرة جعفري، لدزاير توب، عن مرض الجلد العقدي المعدي البقري.
وقالت جعفري أن هذا المرض ظهر لأول مرة سنة 1923 في جنوب إفريقيا، لينتشر بعد ذلك في قارات إفريقيا، آسيا وأوربا.
وفي التفاصيل، فقد انتشر في السودان عام 1970 وتفشى عام 2021، وفي مصر سنة 1988 وتفشى عام 2022، إضافة إلى تركيا سنة 2013، وليبيا في 2023، وتم الإبلاغ عن أول حالة في الشرق الأوسط عام 2015، وفق ما كشفت عنه محدثتنا.
أما عن الجزائر، تضيف جعفري بالقول، فقد ظهرت بؤر مرض الجلد العقدي المعدي البقري هذا العام، بكل من ولايات غرداية، البليدة، الجزائر، باتنة، البويرة، بجاية والوادي.
وأضافت الخبيرة المستشارة بكنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، أن مرض الجلد العقدي المعدي البقري، يعتبر مرضاً فيروسياً يصيب الأبقار بشكل أساسي، ويأتي من عائلة الفيروسات الجدرية “Pox virus”، جنس “Capri pox virus”، وينتقل عن طريق الحشرات كالبعوض والذباب، بينما لاينتقل المرض إلى الإنسان.
وبالنسبة لأعراض هذا المرض، فهي محصورة في : الحمى، فقدان الشهية، انخفاض في إنتاج الحليب، ظهور عقد جلدية مؤلمة في جميع أنحاء الجسم خاصة الضرع، الرقبة والرأس، إضافة إلى الإجهاض بالنسبة للحوامل، الإسهال وتضخم الغدد الليمفوية، بينما قد يعاني بعض الحيوانات من التهاب في العيون، الأنف والفم، ويؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة، تسترسل جعفري.
وينتقل المرض بشكل رئيسي من خلال لدغات البعوض المصاب، كما يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو بإفرازات جسمها، وفقاً لما كشفت عنه الخبيرة جعفري.
ولهذا المرض تأثير سلبي على الإقتصاد، ككا يمكن له أن يخلف خسائراً اقتصادية كبيرة للمربي، سيما إنخفاض إنتاج الحليب، خسارة الوزن، العقم، الموت والقيود التجارية، إذا وجب التشخيص المبكر والسريع للمرض، والعلاج الفوري للحيوانات المصابة، حسبها.
وختاماً، أوضحت جعفري، أنه لا يوجد علاج محدد للمرض، حيث يعتمد العلاج على مكافحة مسببات المرض بما يسمى الوقاية، من خلال تطبيق إجراءات الأمن الحيوي “Bio sécurité”، في مزارع الأبقار واتباع ممارسات النظافة الجيدة، إضافة إلى مراقبة الحيوانات عن كثب لظهور أي اغراض للمرض.
وإضافة إلى ذلك، قالت محدثتنا، بأنه وكإجراء وقائي يتم تطعيم الحيوان، مشيرةً إلى أن هذه الآلية غير متوفرة في الجزائر.
كما أن مكافحة الحشرات الناقلة للمرض برش المبيدات، تقييد حركات الحيوانات، وعزل المصابة عن السليمة، قد تكون إحدى الطرق الوقائية الناجعة، تضيف هدى سميرة.
وشددت ضيفة دزاير توب، على ضرورة التبليغ عن الحالات المصابة إلى السلطات البيطرية، مجدِدة التنويه بأنه لا يوجد علاج محدد للمرض، كما لا وجود للقاح مضاد في الجزائر.
وأوضحت، أن العلاج يرتكز على تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات، حيث يمكن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرودية لتخفيف الألم والحمى، والمضادات الحيوية لمنع العدوى الثانوية، بالإضافة إلى الفيتامينات لرفع المناعة، وقد يتم إعطاء العلاج بالسوائل بالوريد لتعويض الجفاف.
وللقضاء على الأمراض المنقولة بالنواقل، شددت المتحدثة على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الأمن الحيوي واحترام شروط النظافة، ومكافحة البعوض والرش بمادة الجير المطهرة.