اختتم تربص المنتخب الوطني الجزائري الخاص بشهر مارس الجاري، أول أمس، بفوز ساحق لأشبال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش أمام منتخب موزمبيق بنتيجة (5-1)، ضمن الجولة السادسة من تصفيات كأس العالم 2026، ليؤكد “الخضر” قوتهم بعدما أطاحوا قبل ذلك بمنتخب بوتسوانا على ميدانه الجمعة الماضي، والخروج بالعلامة الكاملة التي وضعت التشكيلة في ريادة ترتيب المجموعة السابعة وخطوة جديدة نحو بلوغ المونديال الأمريكي.
التربص كان ناجحا من جميع النواحي
ولم يخيب المنتخب الوطني العائد خلال فترة التوقف الخاصة بالشهر الحالي إلى تصفيات كأس العالم، حيث كان التربص ناجحا بكل لمقاييس وعلى كافة المستويات على غرار الأمور التنظيمية، وخاصة من الناحية الفنية بعد تحقيق فوزين وحصد 6/6، وهي المهمة التي تجند من أجلها الجميع في بيت “الخضر” سواء الاتحادية الجزائرية للعبة أو اللاعبين والطاقم الفني، الذين أبلوا البلاء الحسن وأتموا المهمة بامتياز، خاصة فيما يتعلق بالمباراة الأولى ضد بوتسوانا التي جرت في ظروف صعبة وفي شهر الصيام.
تحقيق جميع الأهداف…الريادة قبل استئناف التصفيات
وفي نوفمبر الماضي رسم المنتخب الوطني التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2025، ليوجه اهتمامه إلى المهمة الأكثر أهمية وهي التأهل إلى كأس العالم المقبلة، من خلال مواجهتين هامتين، وقد استطاع “الخضر” أن يصلوا إلى مبتغاهم من خلال تحقيق الفوز في مواجهتي بوتسوانا وموزمبيق، والذي مكن رفقاء القائد رياض محرز من اقتناص الصدارة والانفراد بها بعد فك الشراكة مع منتخب موزمبيق، وظهر الفرق الشاسع بين مستوى المنتخبين، وهي نقطة جد مهمة من الناحية الحسابية وكذلك النفسية قبل استئناف التصفيات شهر سبتمبر المقبل بمواجهة بوتسوانا بالجزائر ثم التنقل إلى غينيا، وبعدها في شهر أكتوبر موعد ختام التصفيات بملاقاة الصومال خارج الديار ثم أخيرا باستقبال أوغندا.
الهجوم يضرب بالثقيل مجددا والدفاع يطمئن ولكن…
ومن بين النقاط الإيجابية التي خرج بها المنتخب الوطني من تربص مارس، هو مواصلة الهجوم إبداعه والضرب بقوة بتحقيق أرقام مميزة، إذ تمكن الخط الأمامي من تسجيل 8 أهداف في مواجهتين مع تألق محمد الأمين عمورة الذي كان له حصة الأسد بتوقيع 5 أهداف كاملة، ليؤكد الهجوم قوته وتواجده في أفضل الأحوال بالرغم من التغييرات والغيابات، في المقابل وبالرغم من التحسن الذي ظهر به الدفاع مقارنة ببدايات المدرب بيتكوفيتش على رأس التشكيلة، إلا أنه لا يزال يتلقى الأهداف بطريقة ساذجة حسب الكثير من المتابعين، ما يجعل الطاقم الفني مطالب بالعمل أكثر على هذه النقطة وإيجاد الحلول خلال المواعيد المقبلة.
بيتكوفيتش استطاع التعامل مع الغيابات
وشهدت بداية التربص العديد من الصدمات، فيما يتعلق بالإصابات التي ضربت اللاعبين، ما سواء قبل انطلاقه أو خلاله، ما أدى إلى غياب 8 لاعبين وجلهم أساسيين على غرار بغداد بونجاح وإسماعيل بن ناصر ورامز زروقي وحيماد عبدلي وحسام عوار، قبل أن يخرج محمد فارسي عن الخدمة بسبب الإصابة أيضا أثناء التربص، إلا أن الطاقم الفني عرف كيف يتعامل مع هذه المعطيات، فقد اضطر لإشراك جوان حجام كظهير أيمن بعد غياب يوسف عطال التي تلقى هو الآخر إصابة خلال مباراة بوتسوانا، وقد كسب التقني البوسني الرهان، خاصة فيما يتعلق بلاعب بيونغ بويز الذي سجل هدفا وقدم مستويات كبيرة.
التشكيلة أظهرت تجانسا رغم بعض التغييرات
ورغم كل المستجدات التي سبق ذكرها، أجمع المحللين والمتابعين بأن الغيابات والتغييرات التي أحدثها المدرب بيتكوفيتش، لم تؤثر على مستوى التشكيلة التي أظهرت تجانسا كبيرا لاسيما في لقاء موزمبيق والأداء الرائع الذي قدمه رفقاء القائد رياض محرز، وهي نقطة جد مطمئنة وتؤكد بأن الطاقم الفني يعتمد على المجموعة ويحاول دائما التركيز على هذا الجانب في انتظار التأكيد خلال المواعيد المقبلة، رغم توقعات بانضمام لاعبين جدد إلى التشكيلة ليكونوا دعما قويا لـ”الخضر”.