مثّل إعلان الجيش في الغابون عن الانقلاب عسكرياً على الرئيس علي بونغو ضربةً موجعة لملك المغرب، كونه صديق طفولته وتربطه صلات وثيقة بالعائلة المالكة في المغرب، تمتد إلى زمن والد رئيس الغابون، عمر بونغو، الذي كان صديقا لملك المغرب الحسن الثاني.
وأكّدت مصادر أن هذه الصداقة قد تجني على محمد السادس، كونه يتواجد حاليا في قصره بالغابون في شبه جزيرة “كيب بوينت دينيس”، بالقرب من العاصمة ليبرفيل، التي دأب على أن يقضي بها أغلب أوقات السّنة، منذ فترة طويلة في منتجعه الفاخر.
ولطالما أثار هذا المكان البعيد عن المغرب وعن أعين وسائل الإعلام وألسنة الصحفيين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، الكثير من الأسئلة حول حرص محمد السادس على ارتياده برفقة أصدقائه الإخوة زعيتر، خاصة بعد إشارة الصحافة البريطانية والإسبانية لهذه العلاقة وربطها لها بميول ملك المغرب الجنسية الشاذة والمنحرفة.
ويبدو أن تمتّع محمّد السّادس بهدوء الغابون وبُعده عن فضول وتطفّل الصحافة في أوروبا وأمريكا، أين توجد قصوره المثيرة للشبهات وسهلة الوصول، لن يدوم طويلا وسيتوقف للأبد، بعد أن وضع ضباط كبار في الجيش الغابوني حدّا لمسيرة صديقه علي بونغو السياسية، على إثر استيلاءهم على السلطة.
كما أنّ انقطاع الأخبار عن محمّد السّادس العالق بالغابون بعدما أعلن الإنقلابيون عن إغلاق الحدود حتى إشعار آخر مع إلغاء الانتخابات وحل المؤسسات، ووضعهم للرئيس علي بونغو “قيد الإقامة الجبرية”، من شأنه أن يوقع المخزن في حرج كبير، حيث من المؤكّد أنّه يجد صعوبة في التعامل مع حكام ليبرفيل الجدد، وخاصة في إقناعهم بترحيل ملكهم المحاصر هناك وإعادته إلى الرباط.
وكان موقع “أفريك” قد كشف في حديثه عن مدى “العلاقة القوية” التي تربط بين العاهل المغربي محمد السادس، ورئيس الغابون علي بونغو، أنّهما “رئيسا دولتان صداقتهما تقوم على أنه إذا عطس علي بونغو، فإن محمد السادس يصاب بنزلة برد، والعكس صحيح.”
وأوضح الموقع أن قصة طويلة جداً تجمع بين علي بونغو ومحمد السادس، مشيراً إلى أن العلاقة بين الرجلين تم تأسيسها حينما كانا لا يزالان طالبين، وهي العلاقة التي لم تنقطع منذ ذلك الحين، سواء في أحسن الأحوال أو في أسوأ الأوقات.
ووفقاً للموقع، فإنه خلال فترة تعليمهما، لم يتردّد الزعيمان في القيام بزيارات مجاملة لبعضهما البعض، تمثّلت في إقامة محمد السادس في الغابون، وكذلك إقامة علي بونغو في المغرب.
كما لفت الموقع إلى أنه بعد قرابة شهر في الرياض إثر إصابته بسكتة دماغية عام 2018 دون أن تتحسن حالته، اتخذ محمد السادس خطوات للترحيب بصديقه في المغرب، حتى يتمكن من مواصلة إعادة تأهيله هناك، حيث كانت حالته الصحية في ذلك الوقت مقلقة للغاية.
وبعد دخوله المستشفى العسكري بالرباط، تمكّن الرئيس الغابوني من استعادة استخدام الكلام وبعض مهاراته الحركية. ولكن منذ ذلك الحين، لم يعد سراً، فقد عانى علي بونغو من آثار ما بعد السكتة الدماغية، حتى أن البعض كان يتساءل عما إذا كان رئيس هذا البلد الواقع في وسط إفريقيا لم يفقد بصره.