أحيت سفارة الجزائر لدى دولة قطر الذكرى 62 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، حيث تم رفع العلم الوطني وقراءة الفاتحة ترحما على ارواح الشهداء، وكذا تنظيم معرض صور تاريخية تعكس أهم منعطفات ثورة أول نوفمبر المجيدة، بما في ذلك مظاهرات 11 ديسمبر 1960.
وأوضح بيان للسفارة، اليوم الأحد، أن السفير الجزائري ألقى كلمة بهذه المناسبة تركزت حول أهمية إحياء أهم المحطات التاريخية والدروس المستخلصة منها، هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ..
تحيي الجزائر اليوم الذكرى الثانية و الستون (62) لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي تعد محطة بارزة في تاريخ نضالات شعبنا الأبي، و في مسيرة كفاحه ضد آلة القمع و الاستدمار الوحشي الفرنسي و مناسبة عزيزة راسخة في وجدان الشعب الجزائري و ذاكرته الجماعية، حيث خرج الجزائريون عن بكرة أبيهم في هذا اليوم الأغر في مظاهرات حاشدة ليؤكدوا من خلالها تشبثهم بالاستقلال الوطني و يعبروا عن تمسكهم بالوحدة الترابية و ليجددوا التفافهم حول الثورة و قيادتها، ردا على مناورات و محاولات الالتفاف اليائسة من طرف الجنرال ديغول على خيار الجزائريين و قيادتهم بتحقيق الاستقلال الكامل.
إن هذه المظاهرات المفعمة بمشاعر العنفوان الثوري، كانت بحق محطة ملحمية في تاريخنا النضالي الطويل، و كانت بمثابة استفتاء شعبي واضح الدلالات و المعاني وصل صداها إلى أروقة الأمم المتحدة بفضل الجهود الدبلوماسية و الإعلامية للحكومة الجزائرية المؤقتة، حيث تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 14 ديسمبر 1960 القرار 1514 الذي يكفل حق الشعوب في تقرير المصير و الاستقلال، و اللائحة رقم 1573 بتاريخ 19 ديسمبر من نفس السنة التي أقرت بموجبها حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره و في احترام وحدته الترابية و دعوة المستعمر إلى استئناف المفاوضات، و أنهت بذلك أكذوبة و وهم ” الجزائر الفرنسية “.
إن الدروس و العبر المستوحاة من وحي هذه الذكرى العزيزة و الغالية على قلوب كل الجزائريين، و الروح الوطنية و النضالية التي سطرتها تلك الأيام الخالدة، هي نبراس يضيء درب بنات و أبناء الجزائر في الداخل و الخارج لتعزيز مسيرة الجزائر الجديدة و إرساء دولة الحق و القانون وفاءا لتضحيات الأسلاف و استمرارا في نهجهم و انتصاراتهم بما يعود بالخير على البلاد و العباد.
http://