هل بإمكاننا أن نتخيل أن أحد الأشخاص كان يعيش بسلام وسط عائلته المسالمة حياة بسيطة، وهدفه من الدنيا هو إسعاد عائلته وتوفير أساسيات الحياة لهم، وفجأة ينقلب كل شيء ضده وضد عائلته فقط بسبب الحرب على غزة التى غيرت مجرى حياة الكثيرين وسرقت منهم السلام والسكينة وراحة البال، وحولت حياتهم البسيطة إلى جحيم لا يرحم.
كل يوم هو في نظرهم كابوس حقيقي، ومن هنا تبدأ قصة الشاب الفلسطيني الغزي “بدر دحلان” الذي وقع أسير لدى سلطة الاحتلال، ومن ثم عاد لعائلته لكنه ليس “بدر” بل شخص غريب، شخص مصدوم ومرعوب من كل ما شاهده من رعب وتعذيب وذل في سجون الاحتلال فقط لأنه فلسطيني هذا كل ذنبه في القصة.
حيث قال: “عذبوني كتير ما قادر أوصف لك”، وتابع: “أشكال التعذيب لا توصف، كنت أشعر كل مرة أني سأموت”، بهذه العبارة اختصر الأسير الغزي دحلان معاناته خلال فترة إعتقاله في سجون الاحتلال لمدة شهر، والذي جرى إعتقاله في خان يونس.
ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، اعتقل الجيش الصهيوني آلاف الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال وطواقم صحية، وتم الإفراج عن عدد قليل منهم ومنهم بدر دحلان الذي خرج من سجون الاحتلال بحالة نفسية حرجة وبعينين جاحظتين، ولايزال مصير مئات المعتقلين مجهولاً.
حيث قالت وزارة الأسرى في غزة، إن عدد الأسرى لدى الاحتلال ارتفع إلى 09 آلاف، منهم 300 امرأة و635 طفلا و80 صحفيا خلال حرب الإبادة.
ووصفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في غزة، في بيان نشرته، الخميس، السجون الصهيونية بـالمقابر الجماعية لآلاف الأسرى الفلسطينيين، حيث يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي كما يخضعون لظروف مرعبة وغير إنسانية.
وأشارت الهيئة، إلى مقتل نحو 36 أسيراً من قطاع غزة بسبب التعذيب وظروف الأسر القاسية منذ 7 أكتوبر الماضي.
والسؤال الذي يبقى مطروحا أين هي اتفاقية مناهضة التعذيب والواقع خير دليل على أن هذه الاتفاقيات مجرد أسطورة لتحميهم دون البقية،
فهي اتفاقيات تضم أطراف دون الاعتراف بالاطراف الأخرى.
أين هي اتفاقية مناهضة التعذيب و هؤلاء المساكين يصعقون كهربائيا في سجون الاحتلال،
أين هي هذه الاتفاقيات ويتم تقييد أيديهم وتجويعهم وتعذيبهم بكل وحشية، أين هي اتفاقيات مناهضة التعذيب وهم يحفرون على أجسادهم بالأدوات الحادة ويطلقون عليهم الكلاب الشرسة ويحرمونهم من النوم ويتلذذون بتعذيبهم وسط حضور عدد هائل من القادة، السياسيين والمدنيين الذين يشاهدون هذه المشاهد الوحشية ويتلذذون بها وكأنها مباراة كرة قدم.