من المؤكّد أنّ التعامل الواقعي والصحيح والصارم للسلطات الجزائرية مع مدّعي الثقافة والأدب “المتفرنس” بوعلام صنصال، سيخرج أعدادا كبيرة من الكلاب من جحورها لتكثر النباح في محاولة خائبة لاستفزاز الجزائر دولياً، كما أنها ستطلق عويلا طويلا تألّما وتحسّرا على قطع لسان وذنب كلب ينتمي لنفس القطيع.
جريدة الخبر طالعتنا بمقال للصحفي أحمد حمداني، تحت عنوان “برنار هنري ليفي الفيلسوف المجنّد.. عراب الخراب”، تناول من خلاله المهمّة الموكلة لهذا الكلب النبّاح الذي نصبّه اليمين المتطرّف الفرنسي، ذلك التيار الكولونيالي الجديد الحالم بعودة إلى “الجزائر الفرنسية” التي أصبحت شيئا من بقايا التاريخ المنسيّة في مزبلته القذرة.
وفي قراءته لمقال لهنري ليفي في مجلة “لوبوان” الفرنسية، أشار صحفي “الخبر” إلى أنّ هذا “النباح” تطاول على الجزائر بلد الشهداء والأبطال، وتعرّض لرموزها بالسبّ والشتم، مطالبا اليسار الفرنسي بالدفاع عن صديقه بوعلام صنصال مثلما يفعل اليمين الفرنسي المتصهين المتطرف المبتذل.
هنري ليفي تجنّب في قيئه الذي قذفه على صفحات تلك الجريدة المتطرفة، أن يذكر السياق الصحيح للأحداث، وحقيقة توقيف السلطات الجزائرية لرفيقه في الكذب وتخريب الأوطان التي لا تنتمي للمنطقة الغربية في هذا العالم، وبدلا من ذلك انساق في ذكر أراجيف وأكاذيب الهدف منها انتشال صنصال من مأساته التي ورّط نفسه فيها بتصريحاته المعادية للجزائر وطنه الأمّ، تلك التصريحات التي أطلقها في معرض وظيفته كمرتزق لدى اليمين الفرنسي المتطرّف.
وبدل أن يتعرّض للأسباب الوجيهة والحقيقية التي أدّت إلى حبس صنصال، راح الكلب ليفي يخترع مجموعة من النّبحات التي تستفّز تياره الكولونيالي الجديد وتستعطف اليسار الفرنسي وتحشده هو الآخر، لعلّه يستنفر لمعركة جديدة ضدّ الجزائر التي اتهمها بـ “قمع حرية التعبير”، وأيّ تعبير؟ فالخيانة وطعن الوطن في الظهر سيكون له وجود في حيّز التعبير الحرّ حسب هنري ليفي الذي لن يجرأ على أن يسخّر حرياته التعبيرية في وصف ما يحدث لسكان غزة من إبادة جماعية على يدّ بني جلدته صهاينة الكيان المحتل، فهل يوجد دليل أكبر من هذا على أن ما يسميه ليفي “حرية تعبير” ما هو إلّا انحياز لهويته الثقافية والعنصرية ضدّ هويات أخرى تبحث عن حماية ذاتها ووجودها من عدوان هويّته ذات الطبيعة الاستعمارية !؟
إنّ تهمة “قمع الحريات” التي حاول مجنّد التيار الفرنسي المتصهين إلصاقها برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ما هي إلّا محاولة لإظهاره للحشود الفرانكوفيلية التي يخاطبها على أساس أنّه شخص لا يرحم ومهمته كرئيس للجزائر تقتصر فقط في البحث عن طريقة ما لمحو الأدب والثقافة الفرنسية التي لا يستوعبها ولا يفهمها –حسب خبث ليفي وما يمليه عليه شيطانه- ثمّ يذهب الكلب النبّاح ليطلق نباحه على السلطات الجزائرية ويتهمها بأنّها بتوقيف الخائن صنصال وتهديد المتجنس بائع ذمته كمال داود على سبيل “الانتقام” من الثقافة الفرنسية، باعتباره “روائيا” مفرنساً”، وأيضاً انتقاما من الرئيس الفرنسي ماكرون بعد زيارته للرباط واعترافه بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة.
ليفي لم يكتف بهذه الافتراءات بل راح يندّد بـ”صمت اليسار التقدمي” وعدم احتجاجه على قضية صنصال على غرار موقف التيار اليميني المتصهين، متجاهلا حقيقة أن موقف اليسار يتعارض مع مواقف صنصال المناوئة لقيم “التحرر”.
من جانب آخر، وفي مبالغة خطيرة زعم أنّ رفيقه في النباح صنصال “شخصية ثقافية” بارزة من طراز جان بول سارتر و فاكلاف هافيل، ويا لها من مقارنة فاسدة وغير منطقية البتة، فكيف لقلم مأجور ليس متمكنا من مقاليد الكتابة الرصينة، خان وطنه وشعبه وانحاز لمستعمر الأمس ولصهاينة اليوم، أن يكون في مرتبة شخصيات أثبتت حضورها في الدفاع عن حقوق الشعوب المستعمرة التي لا يعترف بحقوقها هذا الصنصال المتصهين؟