يشارك المنتخب الوطني الجزائري (رجال) في النسخة السادسة والعشرين لبطولة إفريقيا للأمم في كرة اليد (كان-2024) التي تحتضنها مصر من 17 إلى 27 جانفي الجاري، بهدف تحقيق أحسن نتيجة ممكنة وتشريف كرة اليد الجزائرية التي توجت بلقبها السابع والأخير في نسخة الجزائر-2014.
وأضحت طموحات السباعي الجزائري الذي احتل المركز الثالث في نسخة 2020 بتونس وراء العملاقين التقليديين مصر وتونس، محدودة لحد الآن، بعد تراجع مستواه بصفة ملحوظة منذ عشرية كاملة، عندما كان يهيمن على اللعبة بدون منازع وانتزاعه لخمسة ألقاب متتالية في الثمانينيات تحت إشراف المدرب القدير محمد عزيز درواز. ففي الموعد المصري المتجدد الذي يحتضن النسخة الثانية على التوالي، بداية من اليوم بمشاركة 16 بلدا، سيسعى رفاق مسعود بركوس لتحقيق الهدف المنشود المتمثل في التأهل لمونديال 2025، بعد أن بات التتويج باللقب الثامن بعيد المنال، في ظل السيطرة المطلقة للثنائي مصر وتونس.
ومن الأسباب التي ساهمت في تراجع كرة اليد الجزائرية، نقص التحضيرات بالنسبة للمنتخب الجزائري، وعدم الاستقرار على مستوى الطاقم الفني، حيث تمت إقالة المدرب الوطني صالح بوشكريو بعد ثلاثة أشهر من العمل وتعويضه قبل أسبوعين فقط باللاعب الدولي السابق ومدرب منتخب (أقل من 21 سنة) فاروق دهيلي، بالإضافة إلى هجرة أحسن اللاعبين إلى الخارج على غرار بركوس مسعود، أيوب عبدي، الحارس خليقة غضبان، مصطفى حاج صدوق وغيرهم فضلا عن تراجع مستوى البطولة المحلية. ففي الوقت الذي شاركت فيه بعض المنتخبات القارية على غرار مصر وتونس في دورات عالية المستوى في أوروبا، اكتفى السباعي الجزائري في المدة الأخيرة بتربصات في كل من العربية السعودية وقطر وأخيرا بتونس سجل خلالها نتائج متباينة أمام منتخبات السعودية وقطر والعراق وتونس.
واعترف المدرب الوطني، دهيلي خلال ندوة صحفية نشطها قبل خوض المنافسة القارية، بأن “مهمة المنتخب الجزائري لن تكون سهلة بحضور منتخبات أكثر خبرة على غرار المنتخب المصري، البلد المنظم، وتونس المتعودة على لعب الأدوار الأولى”، لكنه يبقى متفائلا بالتشكيلة التي يتوفر عليها، حيث قال: “قررنا الاعتماد على تشكيلة تتكون من كوادر لها تجربة كبيرة بالإضافة إلى لاعبين شبان قادرين على تقديم الإضافة المرجوة. أظن أن التعداد متجانس ومشكل من لاعبين أعرفهم جيدا، حيث سبق لي وان أشرفت عليهم عندما كنت مدربا لمنتخب دون 21 عاما”.
وعن تربص قطر، قال دهيلي: “لقد أجرينا تربصا جيدا بالدوحة، تخللته ثلاث مقابلات ودية، كما استخلصنا عدة دروس. لقد عملت المجموعة في ظروف مناسبة للغاية، بمعدل حصتين تدريبيتين في اليوم، قدم خلالهما اللاعبون مجهودات معتبرة، وتمكنا من تصحيح بعض النقائص التكتيكية، فضلا عن استعادة اللاعبين لعامل الثقة”. واختتمت التشكيلة الوطنية تحضيراتها بتربص في مدينة الحمامات التونسية قبل السفر إلى القاهرة، أجرت خلاله لقاءين ودين أمام نظيرتها التونسية انهزم فيهما على التوالي 16-24 و22- 32.
وبخصوص الأهداف المسطرة في النسخة الـ26، أكدت من جهتها رئيسة الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، كريمة طالب، بأن الهدف الأول يتمثل في تشريف الألوان الوطنية وحجز تأشيرة التأهل لمونديال-2025. ويستهل الخضر اليوم الأربعاء مغامرتهم القارية ضمن المجموعة بمواجهة منتخب الغابون على الساعة الثامنة صباحا، بتوقيت الجزائر، وهو المنتخب الذي واجهه خلال نسخة 2022 وفاز عليه (25-23)، قبل أن يواجه على التوالي، يوم الجمعة 19 جانفي، المنتخب الليبي الذي يشرف على تدريبه الجزائري رضا زقيلي صاحب آخر لقب قاري للجزائر في دورة 2014 بالجزائر، ويختم الدور الأول بلقاء المغرب يوم الأحد 21 جانفي. ويتأهل الأولان عن كل مجموعة لدور ربع النهائي، بينما يمثل المتوج باللقب القاري، إفريقيا في أولمبياد-2024 بباريس، بينما يشارك الوصيف في دورة تأهيلية في شهر مارس المقبل، بينما تتأهل المنتخبات الخمسة الأولى لبطولة العالم-2025 المقررة بكل من كرواتيا والدانمارك والنرويج.