بعجي: نجدد التأكيد على الموقف الثابت للجزائر الداعم لقضية الشعب الصحراوي

جدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، اليوم الأحد، عن تضامنه المطلق مع الشعب الصحراوي في نضاله البطولي.

وقال بعجي أبو الفضل خلال الاحتفالية بالذكرى “50” لتأسيس جبهة البوليساريو:” إن حضورنا بينكم اليوم، لإعادة التأكيد على تضامننا المطلق مع الشعب الصحراوي في نضاله البطولي، كما يمنحنا الفرصة أيضا لتأكيد الموقف الثابت للجزائر الداعم لقضية الشعب الصحراوي، الذي يناضل ويكافح لأجل استرداد حقه المشروع في طرد المحتل المغربي وإقامة دولته المستقلة”.
كما أكد المتحدث أن الجزائر لن تقبل بالأمر الواقع مهما كانت الظروف، وأن هذا الموقف، كما أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، “ثابت ولن يتغير بالتقادم ولا بالتخاذل”.
مضيفا :” أقف بينكم اليوم، حاملاً معي أفكار الثورة التحررية الجزائرية، وقائد ثورتها المجيدة، جبهة التحرير الوطني، التي كان غاية مسعاها هو هزيمة الطغيان الاستعماري، بعد 132 سنة من الإبادة والنفي والإلحاق ومحاولات طمس الهوية ومحو الجزائر من خارطة التاريخ”.

وتابع: “إننا في هذا المقام، نقف وقفة احترام وتقدير لقيادات جبهة “البوليساريو” المتعاقبين، الذين لهم بصمتهم الخاصة في المسار التحرري والسياسي، الذي سارت عليه الجمهورية الصحراوية…ولا تزال ذكرى من رحل منهم نبراسًا يضيء طريق الشعب الصحراوي ويُلهم قياداته نحو الأهداف، التي يتطلع إليها الصحراويون، وهي حق تقرير المصير والاستقلال”.
السيد الأمين العام المحترم،

بينما أشار بعجي إلى أن مسيرة كفاح الشعب الصحراوي، هي مسيرة مظفرة، وقال:”هكذا يقول حكم التاريخ، إنكم، أبناء شرعيين لمسيرة النضال نحو التحرر والتحرير، من أجل حقكم في الحياة الحرة والكريمة في وطنكم، بعد تحريره من المحتل، الذي يحاول، بارتكاب الجرائم النكراء والاستقواء بأعداء الحق والحرية، إخضاعكم لنهجه التوسعي القمعي ولهيمنة الصهيونية العنصرية”.

وتابع:”وإنكم الأمين العام، المؤسس والشاهد، المقاتل ورجل السلام، الدبلوماسي المحنك والمفاوض المقتدر، القائد السياسي والعسكري، ويشهد التاريخ بأنكم من تلك الطليعة المؤمنة بحق الشعب الصحراوي في الحرية، فكنتم من الأوائل، الذين أعلنوا الكفاح المسلح ضد إسبانيا، وكنتم حاضرين بقوة في كل المعارك ضد قوات الاحتلال المغربي، وما أقساه من احتلال، لأنه احتلال الأخ الشقيق بكل ظلمه ومرارته وقسوته”.

كما أكد أن العلاقة، التي تربط الجزائر بالصحراء الغربية ممتدة منذ كفاح الشعب الصحراوي ضد الاحتلال الإسباني من أجل تحرير بلاده، وهي اليوم أكثر عمقا وصلابة، من أجل استكمال الجمهورية الصحراوية سيادتها، من خلال التحرر من النظام التوسعي والاحتلال المخزني.

مذكرا بموقف الجزائر من “الانقلاب المفاجئ” في الموقف الإسباني، تجاه القضية الصحراوية، حيث كان الرد من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد قويًا، حيث صرح بأن التحول في موقف اسبانيا غير مقبول أخلاقيًا وتاريخيًا، وأن الجزائر كدولة ملاحظة في ملف الصحراء الغربية، تعتبر أن اسبانيا القوة المديرة للإقليم طالما لم يتم التوصل لحل لهذا النزاع.

مشيرا إلى ما يقوم به النظام المخزني من محاولة صرف القضية الصحراوية عن حقائقها التاريخية وتضليل المجتمع الدولي بتصريحات كاذبة وهجمات لا أساس لها من الصحة ضد الجزائر، من أجل تحقيق مكاسب لما يسمى بخطة الحكم الذاتي.

وقال:”ليس غائبًا عنكم كذلك، ما أقدم عليه النظام المخزني، من مقايضة مشؤومة، بين القضيتين الفلسطينية والصحراوية، كعربون خيانة وعمالة للكيان الصهيوني…كما لا يخفى عليكم أن دولة الاحتلال اختارت التجسس والرشوة وتشريع المخدرات للضغط على الدول، دون أن ننسى الفضيحة المعروفة بـ “ماروك غايت “، وهي ماثلة أمامكم بكل تفاصيلها المخزية…إن ذلك كله شهادة على الإخفاقات المتتالية، التي تمنى بها الدبلوماسية المغربية، في مسعاها الرامي لفرض رؤيتها الاستعمارية التوسعية”.
وتابع:”إن منح أي مصداقية للقوة القائمة بالاحتلال ولما يسمى مقترح الحكم الذاتي سيعني، وللمرة الأولى، منذ إنشاء الأمم المتحدة، يعتبر إضفاء الشرعية من قبل المجتمع الدولي على احتلال وضم إقليم والسيطرة على شعبه بالقوة.
المظفرة، في سبيل استرجاع حقوقكم المشروعة، مزيد القوة في ممارسة سيادة الدولة الصحراوية على أراضيها المحررة اليوم، وتجديداً لعقد العزم على استكمالها غدًا”.

وأكد الأمين العام للأفلان، أن المغرب والصحراء الغربية إقليمان متمايزان ومنفصلان”، هذا ما يقوله التاريخ، وكم غاب عن المحتلين أن عمر الاحتلال مهما طال فهو قصير، وها هي الجزائر المنتصرة على استعمار استيطاني بغيض، تقدم الدليل الناصع على أن ليل الاستعمار الحالك يعقبه فجر الحرية الوضاء.. استرجعت الجزائر سيادتها، وخرج الاستعمار مهزومًا مدحورًا.. هذا هو درس التاريخ، وهذه هي إرادة الشعوب التي لا تقهر.