شرعت منظمات للمجتمع المدني المغاربي في التحضير لإطلاق حملة مناهضة للزيارة المرتقبة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بن يامين نتنياهو إلى الرباط، عقب الدعوة التي وجهها له ملك المغرب محمد السادس.
واعتبر منضمو الحملة التي حملت شعار “لا مرحبا بزيارة مجرم الحرب، الخيانة أكبر خطر وليست وجهة نظر بل خراب للوطن”، السماح لـ “مجرم الحرب” و “قاتل الأبرياء” نتنياهو بزيارة المغرب، بمثابة طعنة في الصميم للشعبين المغربي والفلسطيني.
وقد أعلن الآلاف من المغاربة الرافضين للتطبيع بكل أشكاله مشاركتهم في الحملة التي أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن سخطهم وغضبهم ورفضهم القاطع للزيارة المرتقبة.
ورفعت الحملة مجموعة من الشعارات المناهضة للزيارة، وللتطبيع عموما، التي اعتبرها منضموها “استفزازا” للمغاربة، على غرار “مغاربة ضد التطبيع”، “التطبيع شراكة في جرائم الاحتلال”، “لا مرحبا بزيارة مجرم الحرب”، “لا للتطبيع مع الصهاينة”، “اوقفوا التطبيع مع ممثلي كيان الفصل العنصري المحتل” و “التطبيع طعن في شرف الامة وفاجعة سندفع ثمنها غاليا”.
وأكّد المشاركون في الحملة الرافضة للزيارة أنّ نظام المخزن المستبد أظهر تحديا خطيرا من خلال إجراءاته التطبيعية غير المسبوقة للموقف المبدئي للشعب المغربي من القضية الفلسطينية، مندّدين بتجاوزه لكل الخطوط الحمراء في علاقاته مع الكيان المجرم، بما في ذلك التفريط في السيادة الوطنية.
وجدّد رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، تحذيره من التداعيات الخطيرة للتطبيع على المغرب والمنطقة، حيث قال أن التطبيع “كارثة” كونه يمهد الطريق أمام توسع الصهاينة في المغرب و أمام زعزعة استقرار البلاد من خلال تأجيج فتيل الانقسامات والمواجهات الداخلية، مندّدا بالحملات التي يشنها “الذباب الإلكتروني” على شبكات التواصل الاجتماعي الذي تم توظيفه للترويج لعملية التطبيع.
من جانبها، اعتبرت مجموعة العمل المغربية من أجل فلسطين أن هذه الزيارة المرتقبة “فاجعة من فواجع التطبيع و استفزاز للشعب المغربي”، مطالبة بضرورة “مراجعة الموقف من دعوة المجرم نتنياهو وعصابته”.
كما لفتت المجموعة إلى أن “فلسطين أمانة، والتطبيع خيانة وشر مطلق، لا يمكن أن ينتج منه أي مصلحة عليا للوطن، بل بالعكس، إن تكلفته الشرعية والأخلاقية والقانونية والدبلوماسية ثقيلة جدا على المملكة”.
بدورهم، أبرز ناشطون في مجال حقوق الإنسان وعدد من الشخصيات السياسية والمجتمع المدني أن قرار إمعان المغرب التطبيع مع الكيان الصهيوني “غير أخلاقي”.
ومن جهته، رفض منسق لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني في الدار البيضاء، عبد المجيد راضي، التطبيع مع الكيان الصهيوني واصفا إياه بأنه “لحظة قاتمة في تاريخ المغرب وضربة لتقاليد المغرب بالتضامن مع القضية الفلسطينية”.
كما أعربت عدة اتحادات تربوية عن رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الغاشم، مؤكدة أن التطبيع التربوي هو أحد أخطر أشكال التطبيع، كونه سينشر إيديولوجيا موالية للكيان الصهيوني، ستحل في نهاية المطاف محل تلك التقليدية الموالية لفلسطين والتي تركز على الحقوق المشروعة لأرض محتلة.