بعد أن قام بتعيين قنصل عام له في وهران.. المخزن ينخرط في تمثيلية جديدة من التهريج الدبلوماسي المخادع

انخرط نظام المخزن المغربي، المعروف بتكتيكاته المخادعة وسوء إدارته، مرة أخرى في مهزلة دبلوماسية جديدة، تمثل خطوة تهدف إلى تعزيز آليته الدعائية، حيث عينت وزارة الخارجية المغربية بقيادة ناصر بوريطة، إبراهيم باه قنصلًا عامًا في وهران بالجزائر. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب قد قطعت منذ 24 أغسطس 2021، في أعقاب مجموعة من الأعمال الاستفزازية قام بها المغرب، بما في ذلك تصريحات القنصل العام المغربي السابق في وهران، بوطاهر أحرضان، الذي أشار إلى الجزائر كدولة معادية، وقد أدى ذلك إلى إعلان السلطات الجزائرية أنه شخصٌ غير مرغوب فيه.

وبعد مرور عام، استمرت العلاقة بين المغرب والكيان الصهيوني في خلق المكائد والإصرار على التآمر ضد الجزائر، التي اعتبرت الأمر تأكيدًا على تورط المغرب في خطط زعزعة الاستقرار ضدها، فخلال هذا الوقت، عصفت الأعمال الإرهابية، مثل الحرائق التي طالت ولايات جزائرية عدّة تم اكتشاف بصمات المغرب فيها، ليتصاعد الموقف أكثر عندما أدلى رئيس الوزراء السابق للكيان الصهيوني، يائير لابيد، بتصريحات معادية للجزائر أثناء تواجده على التراب المغربي. وقد أجبرت هذه الأحداث الجزائر على الإعلان رسميًا عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في 24 أغسطس 2021، حيث أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن العلاقة بين البلدين وصلت إلى نقطة اللاعودة.

ويثير تعيين إبراهيم باه قنصلًا عامًا جديدًا في وهران الدهشة، بالنظر إلى الوضع الحالي للعلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، حيث تبدو خطوة محسوبة من قبل نظام المخزن، تهدف إلى الحفاظ على مظهر طبيعي في تفاعلاته مع الجزائر، التي يسعى إلى أن ينقل لها صورة من المشاركة والحوار مع تجاهل العلاقات المقطوعة والخطاب العدائي الذي اتسمت به العلاقة الأخيرة بين البلدين.

ويبدو أن تعيين إبراهيم باه في منصب القنصل العام في وهران هو محاولة متعمدة من قبل نظام المخزن لتقديم ما يشبه التطبيع والاستعداد للتطبيع مع الجزائر، إنها خطوة تخدم الغرض المزدوج المتمثل في إبراز صورة الاستمرارية الدبلوماسية مع صرف الانتباه عن القضايا الأساسية التي أدت إلى تدهور العلاقات، حيث يمكن النظر إليها على أنها جزء من الاستراتيجية الأوسع التي يستخدمها نظام المخزن للتلاعب بالرأي العام والحفاظ على السيطرة على روايته.

إن تعيين قنصل عام في بلد قطعت فيه العلاقات الدبلوماسية لهو مثال واضح وصريح على صناعة الخداع التي يمارسها نظام المخزن، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مثل هذه التكتيكات، فللمخزن تاريخ طويل في الانخراط في التنكر الدبلوماسي، واستخدامه كأدوات للتلاعب بالرأي العام وصرف الانتباه عن مآزقه الداخلية.