بعد إعلان ترشح الجزائر لاحتضان العرس الأفريقي :الدبـــــلوماسية الرياضيــــة… عودة تـــــــــــاريخيـــــــة

دخلت الجزائر السباق رسميا للظفر بشرف تنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 بعدما تم سحب الثقة من غينيا لاستضافة التظاهرة الكروية، حيث لم تنتظر الفاف طويلا لتعلن خلال قرعة بطولة أفريقيا للاعبين المحليين عن جاهزيتها للتقدم بملف الترشح ، لتكون بذلك أول المترشحين لخلافة غينيا في استضافة كأس أفريقيا 2025 .

وتتزامن العودة القوية للجزائر في الساحة الرياضية مع المنشآت والمرافق الرياضية التي تم تجهيزها خلال السنوات القليلة الماضية والتي استضافت ألعاب البحر الأبيض المتوسط ناهيك عن ملاعب كرة القدم التي تستعد لاحتضان مباريات بطولة أفريقيا للاعبين المحليين مطلع العام المقبل ويتعلق الأمر بكل من ملاعب براقي والدويرة وتيزي وزو

17 من أصل 54 إتحادية أفريقية استضافت “الكان”

وبات من المؤكد، بأن الدول الإفريقية التي بإمكانها احتضان العرس القاري الكروي كل سنتين، وبعدد ضخم من المنتخبات، 24 فريقا، قليل جدا، وهو لا يتجاوز دول شمال القارة وهي ثلاثة فقط الجزائر ومصر والمغرب، إضافة إلى جنوب إفريقيا واستثناءات قليلة مع دول غنية مثل الغابون وهو ماتجلى بوضوح في نسخة الكاميرون ولولا تواجد إيتو على رأس الاتحاد الإفريقي بما يمتلكه من وزن لاسمه كنجم عالمي، لما احتضنت الكاميرون أمم إفريقيا السابقة

وبالعودة إلى تاريخ احتضان نهائيات كأس أمم أفريقيا نجد أن هناك 17 بلدا من أصل 54 في القارة الأفريقية تمكنوا من استضافة العرس الكروي الأفريقي حيث ساهمت مصر في تنظيم التظاهرة الأفريقية في خمس مناسبات فضلا عن تونس لثلاث مرات فجنوب أفريقيا مرتين كما أن هناك عددا معتبرا من البلدان

استضافوا العرس الأفريقي في مناسبة واحدة مثل الجزائر والمغرب وبقية البلدان الأفريقية

” الشان” فرصة للتسويق واستعراض المنشآت الرياضية

وباتت بطولة أفريقيا تسبب صداعا في رأس الكاف حيث تحاول هيئة الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي إنقاذ نسخة 2025 المسحوب تنظيمها من غينيا لصالح بلد من شمال القارة، وسيكون الجزائر بنسبة كبيرة، وأهم تسويق لهذا المسعى هو بطولة “الشأن” التي ستحتضنها الجزائر قريبا، والتي سيكون ملعب براقي فيها قد تم تسليمه، بل وسيكون حاضنا للمباراتين الافتتاحية والختامية، كما سيكون حينها أيضا بوعد من وزير السكن، ملعب تيزي وزو جاهزا بـ50 ألف مقعد، بالرغم من أنه لن يحتضن المنافسة، وربما ستبلغ الأشغال حينها في ملعب الدويرة الذي هو بطاقة استيعاب تصل 40 ألف مثل براقي ووهران، في آخر اللمسات قبل تسليمه أي بعد نهاية مباريات “الشان” ببضعة أسابيع، لتسلم بذلك كل الملاعب التي طال انتظارها والتي كان من الفروض أنها في الخدمة منذ حوالي عشر سنوات كاملة

المغرب يريد دخول السباق لقطع الطريق

ورغم أن الجزائر باتت المرشح الأول والأبرز للظفر بشرف التنظيم إلا أن هناك بعض البلدان أبدت نيتها هي الأخرى في قطع الطريق أمام الجزائر يتجلى ذلك في صورة المغرب التي قد تلعب دور حجر عثرة خاصة مع تواجد رئيس الجامعة الملكية المغربية فوزي لقجع في الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم على اعتبار أن نيل شرف الاستضافة يمر عبر تصويت 23 عضو من أعضاء الجمعية العامة للكاف حيث يكفي تصويت 13 عضوا لصالح الجزائر من اجل حسم الأمور.

الجزائر تبادر بعمل اقتصادي ودبلوماسي كبير

وكما هو معلوم فإن حسم لعبة الكواليس في القارة السمراء هي المتحكمة في عملية التصويت حيث شرعت السلطات العليا للبلاد في تسخير كل الظروف والامكانيات في سبيل تنظيم العرس الأفريقي بعد آخر نسخة احتضنتها الجزائر

سنة 1990 كما ان هناك عملا دبلوماسيا واقتصاديا كبيرا لترجيح كفة الجزائر على بقية البلدان المنافسة.

كأس أفريقيا للأمم… أغنى بطولة في القارة السمراء

وبالنظر إلى المنافسات الكروية الأفريقية فإن هناك بطولة أفريقيا للأمم ورابطة أبطال أفريقيا هما المنافستين الوحيدتين التي تذر على الإتحاد الأفريقي أموالا معتبرة فيما تبقى بقية المنافسات الأفريقية عبئا على خزينة الكاف على غرار منافسة كأس الكاف ، بطولة أفريقيا للسيدات وغيرها حيث يولي الراعي الرسمي للبطولة ممثلا بـ “توتال إنرجيز” أهمية بالغة للمنافسة وهي مجموعة شركات فرنسية متكاملة متعددة الجنسيات للنفط والغاز تتحكم في شؤون الكرة الأفريقية ، كما تعتبر الرقم الصعب في معادلة استضافة البلدان الأفريقية للمنافسات الكروية كما كانت وراء اطلاق منافسة السوبرليغ الأفريقي التي تبلغ عوائدها المالية حوالي 100 مليون دولار

عوائد مالية كبيرة من تنظيم “الكان”

وتنظر الجزائر بعين التفاؤل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025 ، التي لتحريك عجلة الاقتصاد وانعاش قطاع السياحة ، باستضافة الوفود المشاركة والبعثات الرسمية لكل المنتخبات المشاركة والجماهير القادمة من مختلف دول القارة، بعد تجربة ألعاب البحر الأبيض المتوسط .

دعم مالي معتبر من الإتحاد الأفريقي

وسيكسب احتضان الكان للجزائر خلق مزيد من العملات الصعبة وخلق فرص عمل مختلفة فى هذا القطاع فضلا عن مكاسب اخرى مالية واستثمارية، حيث سيساهم استضافة البطولة في تحقيق مكاسب مالية من الدعم المالي القادم من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وعائدات الإعلانات والبث التلفزيوني، حيث ستحصل الجزائر في حال استضافتها للبطولة الأفريقية على جزء كبير من تلك الحقوق من الاتحاد.

تنشيط قطاعات السياحة والتجارة

فضلا عن ذلك سيعمل احتضان الكان على تنشيط قطاع الصناعة فى المجالات المرتبطة بهذا الحدث مثال صناعة الألعاب المستخدمة فى المباريات، وصناعة

الملابس، وحرف مختلفة مثل الطباعة حيث تعمل الجزائر جاهده على أن يكون هناك تنسيق بين جميع الهيئات والسلطات من أمن وسياحة ورياضة، وأن يكون هناك صورة كاملة للتنظيم لأنه سوف تحقق عائدا اقتصاديا جيدا لابد من استغلاله، حيث أن كل فريق مشارك في البطولة هو بمثابة سفير لبلاده يقوم بنقل كل التفاصيل الذي شاهدها في المباريات لذلك لابد من مراعاة أدق التفاصيل لتعود علينا بنتائج إيجابية.

الموقع الجغرافي للجزائر يسهل تدفق الأجانب من أوروبا

وتملك الجزائر كل المقومات البشرية والمادية في سبيل احتضان التظاهرة الأفريقية خاصة الموقع الجغرافي بتواجد الجزائر في شمال القارة ما سيسهل عملية التحاق اللاعبين الأفارقة المحترفين في أوروبا كما سينعش حركة الرحلات الجوية وزيادة دخل الشركات المحلية للطيران من خلال تدفق عديد السواح والبعثات المشاركة والبالغ عددها 24 بعثة.

منتخبات الشان تشرع في الحجز بفنادق الجزائر

في ذات السياق شرعت الفنادق على مستوى العاصمة ووهران بالإضافة إلى عنابة وقسنطينة في استقبال طلبات الإتحادات الأفريقية من أجل الحجز الخاص بالمنتخبات المشاركة في بطولة أفريقيا للاعبين المحليين حيث يتوقع أن تزداد الحجوزات خلال الأيام القليلة المقبلة.