بعد الانشقاقات والتصدعات والفضائح.. منظمة رشاد الإرهابية تعيش أيامها الأخيرة

تعيش حركة رشاد الإرهابية هذه الأيام على وقع حرب داخلية شرسة بين أمرائها، بدأت تزداد ضراوة منذ تسلم السلطات الجزائرية من قبل نظيرتها الإسبانية للدركي الهارب محمد عبد الله، حيث انغمسوا في صراع حول “غنائمها” التي يجمعونها من خلال استعطاف أفراد من الجالية الجزائرية بالخارج بعد إيهامهم بأنهم سيعملون على إيصالها لعائلات سجناء الرأي في الجزائر، إضافة إلى التنابز بين العربي زيتوت وأمير ديزاد حول مداخيل صفحات وسائل التواصل الاجتماعي لكل منهما، إلى الحد الذي بلغ معه حقد الإرهابي زيطوط وغله على أمير ديزاد إلى أن يفكر في مقاضاته بتهمة اختلاس مبالغ مالية تم جمعها من أفراد الجالية المغرر بهم.

هذه الحرب التي أثارتها أكثر تصريحات المنشقين عن حركة رشاد على غرار إبراهيم دواجي ويحيى مخيوبة أكدت لأعضاء حركة رشاد خاصة ولجميع المتعاطفين معها بشكل عام، أنّ أمراء هذه المنظمة الإرهابية يدفعون بهم نحو تحمل تكاليف باهظة والقيام بأعباء كبيرة جدا من أجل شعارات جوفاء وأهداف وهمية، بينما هم يعيشون في عواصم ومدن أوربية حياةً رغيدة وفي رفاهية كبيرة، ومن هنا بدأت سوسة الانشقاقات تنخر هيكل هذا التنظيم الهزيل.

وقد كشفت تصريحات أمير الجماعة الإرهابية التي تم توقيف عناصرها بسكيكدة مؤخرا عن أن التواصل بين التنظيم الإرهابي وحركة رشاد الإرهابية بقيادة العربي زيطوط، قائم أساسا ويتم عن طريق “وسيط ثقة” بهدف ضرب أمن الجزائر، كما كشف عن رسالة وجهها أمير التنظيم الإرهابي أبو عبيدة يوسف العنابي إلى العربي زيتوت أطلعه عليها أيضا الإرهابي الشيخ نوح الذي تم القضاء عليه في التمشيط الأخير بسكيكدة يطمئنه فيها أنه لن يتم التواصل معه علنا حتى لا يتم إحراجه أو إيذاؤه من طرف البلد المقيم فيه (بريطانيا) وأن التواصل معه آمن ويتم عبر وسيط ثقة”.

وفي هذا السياق ذكرت مصادر أنه واستنادا على هذه المعلومات التي كشفها أمير الجماعة الإرهابية، أطلقت الأجهزة الاستخباراتية البريطانية ونظيراتها في عدد من الدول الأوربية وخاصة السويسرية والفرنسية تحقيقا مشتركا بشأن عناصر تنظيم رشاد في الخارج، من أجل كشف علاقاتهم بالجماعات الإرهابية التي لديها أنشطة على أراضيها.

وفي محاولة لها من أجل تفادي المزيد من الانهيار لمنظمة هي إحدى خياراتها التي تلجأ إليها من أجل إثارة الفتنة والبلبلة في الجزائر، دفعت أجهزة المخابرات الفرنسية بأمير ديزاد من أجل التخفيف من حدة لهجته تجنبا لمزيد من الضعف في هرم هذا التنظيم الذي راح أمراؤه يعلنون دعمهم لأوكرانيا في حربها مع الروس لإثارة استعطاف العواصم الأوربية وخاصة باريس حتى تدعم عن نشاطاتهم أكثر وتتيح لها مرونة أكبر بعد أن بدأ الخناق يشتد عليها عقب الضربات الموجعة التي تلقتها، خاصة عندما استجابت السلطات الإسبانية لطلب الجزائر بتسليم الدركي الهارب، كما تسعى رشاد الإرهابية من وراء إظهار دعمها لأوكرانيا إلى ما يبدو في تفكير قادتها أنه اصطفاف في خندق مناهض لروسيا “حليف الجزائر الاسترتيجي”.

أحمد عاشور