بعد التراجــــع الرهـيب للكـرة الجزائرية …أيام زفــــيزف مــــدوار ودبيــشي أصبحت معدودة

كشفت مصادر موثوقة لجريدة “دزاير سبور”، عن إجراء تغييرات مرتقبة على رأس هرم كرة القدم الجزائرية خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بسبب الفضائح المتتالية لـ “الفاف” والرابطة المحترفة، الأمر الذي أثّر كثيرا على مستوى الكرة الجزائرية وجعلها تنهار إلى الحضيض.

وحسب مصادرنا مقربة، يتجه رئيس الإتحادية الجزائرية جهيد زفيزف للتنحي عن منصبه، خلال إجتماع المكتب الفدرالي “الفاف” القادم بنسبة كبيرة جدا، حيث يعتبر المسؤول الأول عن تدهور الأوضاع داخل بيت الإتحادية التي تسير من السيء إلى الأسوأ منذ توليه زمام الأمور خلفا للرئيس السابق شرف الدين عمارة.

وكان الرجل الأول في دالي براهيم قد وعد خلال حملته الإنتخابية بإحداث ثورة في المنظومة الكروية إلى جانب استعادة هيبة الجزائر على مستوى الإتحادية الإفريقية لكرة القدم، لكن لم يحدث لا هذا ولا ذاك بل زادت الأمور تعقيدا سواء فيما يتعلّق بالكرة المحلية التي تعيش أسوأ فتراتها منذ سنوات، أو حتى النفوذ “الفاف” الضائع على مستوى دواليب الحكم في “الكاف”، حيث فشل زفيزف فشلا ذريعا في مهمته، وهو يتجه لقيادة الجزائر نحو تضييع كأس أمم إفريقيا 2025 حسبما كشفته العديد من المصادر، والتي أكدت بالمقابل أن “كان” 2027 يبقى غير مضمون وقد يضيع منا هو الآخر، وذلك بالرغم من الإمكانيات الكبيرة التي سخرتها السلطات العليا في البلاد لإنشاء ملاعب عالمية تؤكّد بها أحقية الجزائر بتنظيم كبرى البطولات في العالم.

كما يتجّه الأمين العام للإتحادية الجزائرية منير دبيشي لغادرة منصبه هو الآخر في ظل الفضائح المتتالية، والتي جعلت من “الفاف” مجرد إتحادية هاوية، حيث كانت قضية المنتخب النسوي التي حاولت الإتحادية التنصّل منها، وأزمة “الفار” في نهائي كأس “الكاف” بين إتحاد العاصمة ويونغ أفريكانز التنزاني، القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت التغيير أمر حتمي للنهوض بمستوى الكرة الوطنية.

وحسب المصادر ذاتها، فإن أيام رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار أصبحت معدودة على مستوى الهيئة الكروية، وهو الذي كان قد تعرّض لإنتقادات كبيرة من قبل رؤساء الأندية المحترفة بسبب ما آلت إليه الأوضاع في القسم المحترف الأول الذي أصبح أطول دوري في العالم هذا الموسم بعدما أعلنت الرابطة عن إجراء الجولة ال 30 والأخيرة بتاريخ 15 جويلية المقبل ، كما أطلق رئيس مجلس إدارة شبيبة الساورة خلال ندوته الصحفية الثلاثاء الماضي، تصريحات خطيرة في حقه حينما اتهمه بالإختلاس، مطالبا وزير الشباب والرياضة حماد عبد الرحمان بالتدخل وفتح تحقيقات في التجاوزات المالية منذ توليه رئاسة الرابطة هذا وبالإضافة إلى ذلك يعمل بعض رساء الفرق في الخفاء من أجل سحب الثقة من مدوار بعدما أصبح الآمر الناهي في الرابطة ويتصرف بإرادته دون الرجوع إلى أعضاء مكتبه.
ومن جانب آخر كشفت مصادرنا، أنّ هناك بعض الأطراف تريد استغلال الوضع الراهن من أجل العودة مجددا إلى الإتحادية الجزائرية، وذلك رغم فشلها الذريع في الحفاظ على الإرث الذي تركه الرئيس الأسبق محمد روراوة، سواء فيما يتعلّق بالأموال الكبيرة التي تمّ تبديدها وإدخال “الفاف” في أزمة مالية رغم “البحبوحة” التي كانت تعيشها خلال الفترة الممتدة من 2009 إلى 2017، وأيضا تراجع النفوذ الجزائري في “الكاف” الذي جعل رئيس الجامعة الملكية المغربية فوزي لقجع يمرر قانونا يمنع الصحراء الغربية من الإنضواء تحت لواء “الكاف” أمام مرئى ومسمع “الفاف” آنذاك، وهي كلها معطيات ستكون كفيلة بقطع الطريق أمامهم، من أجل تحقيق نهضة كروية تليق بحجم البلد الأكبر في القارة الإفريقية، وفتح المجال أمام الكفاءات للتواجد في أعلى هيئة كروية في الجزائر والمضي قدما نحو غد أفضل.

وتطرح الأوضاع السائدة، حاليا التساؤل بخصوص دور لجنة الأخلاقيات، ووزارة الشباب والرياضة من التراشق بالإتهامات والتصريحات الخطيرة، المتعلقة بترتيب المباريات في البطولة الوطنية دون حسيب أو رقيب، الأمر الذي زاد من تعفن محيط كرة القدم، ما يفرض على لجنة الأخلاقيات التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها في الوقت الراهن.