عاد المنتخب الوطني الجزائري بفوز ثمين جدا، من سفريته لمواجهة المنتخب الأوغندي مساء أول أمس، ضمن فعاليات الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المزمع إجراؤها في كل من الولايات المتحدة الأميركية، كندا والمكسيك. ونجح “الخضر” في الإطاحة بمستضيفهم الأوغندي بثنائية مقابل هدف وحيد، من تسجيل حسام عوار وسعيد بن رحمة، ليعزز بذلك صدارة المجموعة السابعة برصيد 9 نقاط ويقطع شوطا كبيرا نحو بلوغ المونديال. وجاء هذا الانتصار في وقت حساس ليعيد الهدوء إلى بيت المنتخب الوطني والاتحادية الجزائرية بعد الحملة الشرسة التي شنّتها بعض الأطراف ضدّ الطاقم الفني ل “محاربي الصحراء” ورئيس “الفاف” لتصفية حساباتها بدل الوقوف وراء المنتخب ودعمه على تجاوز النكسة بعد الهزيمة المفاجئة أمام غينيا يوم الخميس الماضي.
رئيس “الفاف” تنقل شخصيا مع بعثة المنتخب إلى أوغندا
وقامت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بعمل كبير خلال التربص الأخير الذي أجراه “المحاربون” بسيدي موسى، حيث عمل الرئيس وليد صادي على إبعاد اللاعبين عن الضغط ووضعهم في أحسن الظروف وخاصة من الناحية المعنوية بعد تعرضهم لهجوم غير مبرر، عقب التعثر في مواجهة غينيا بملعب نيلسون مانديلا ببراقي، وهو ما ظهر جليا خلال التحضيرات التي أجراها أشبال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش قبيل مواجهة الجولة الرابعة من تصفيات المونديال، حيث فضّل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التنقل شخصيا مع بعثة المنتخب الوطني إلى أوغندا للوقوف على كل كبيرة وصغيرة ووضعهم في ظروف مثالية للعودة بالنقاط الثلاث التي تعيد “الخضر” إلى سباق التأهل من المونديال.
صادي عمل على حماية اللاعبين والطاقم الفني
وحسب مصادر مقربة من بيت “الفاف” فإنّ الرئيس صادي عمل كل ما في وسعه من أجل إبعاد الطاقم الفني ولاعبي “الخضر” عن الهجمة الشرسة التي تعرض لها المنتخب الوطني منذ تولي التقني السويسري فلاديمير بيتكوفيتش زمام العارضة الفنية للمنتخب وزادت حدتها نهاية الأسبوع الماضي عقب الخسارة غير المتوقعة أمام غينيا، حيث استغلتها بعض الأطراف من أجل تصفية حساباتها مع الاتحادية والطاقم الفني الجديد، بمبدأ الولاء للأشخاص لا المنتخب والوطن، وهو الأمر الذي تفطّن له الرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم بتقديم دعم كبير للمدرب بيتكوفيتش ومساعده نبيل نغيز الذي تعرّض هو الآخر لانتقادات لاذعة لا لشيء سوى لأنّه كفاءة جزائرية تعمل ضمن الطاقم الفني لـ “الخضر”.
الفوز قطع الطريق أمام الأبواق التي تسعى لتصفية حساباتها
وبالفعل انعكس العمل الكبير الذي قام به الرجل الأول في مبنى دالي براهيم على المنتخب الوطني الذي تمكّن من العودة بثلاث نقاط من ذهب عزز بها صدارة ترتيب المجموعة السابعة من جهة وأعادت الهدوء إلى بيت “الخضر” من جهة أخرى، قبل التربص القادم شهر سبتمبر لخوض تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، حيث ستكون الفرصة مواتية أمام المدرب فلاديمير بيتكوفيتش لتصحيح بعض الأخطاء التي وقف عليها في مواجهتي غينيا وأوغندا الأخيرتين، بالإضافة إلى تدعيم صفوف المنتخب بأسماء جديدة من شأنها تقديم الإضافة المرجوة.
من يقف وراء الحملة المغرضة ضدّ “الفاف”؟
وفي سياق ذاته، صنع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحدث بتصريحاته عقب نهاية لقاء الجزائر وأوغندا مساء أول أمس، حينما أكّد أنّ هناك بعض الأطراف تسعى لاستغلال أي نتيجة سلبية للمنتخب من أجل تصفية حساباتها، بالمطالبة برحيل المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش الذي لم يمر على تعيينه كخليفة لبلماضي سوى 4 أشهر فقط، ومثلكا ذكرناه في عدد الأمس، فإن حركة رشاد المنصفة ضمن الحركات الإرهابية تقف وراء هذه الحملة المغرضة، وتسعى بشتى الطرق لضرب استقرار “الفاف” بالدرجة الأولى ومعها ضرب استقرار البلاد بالنظر إلى الشغف الكبير للجماهير الجزائرية وتعلقها بمنتخبها الوطني.
المنتخب في أياد آمنة…
ويمكن القول أنّ المنتخب يتواجد في أمان بعد الانتصار الباهر في أوغندا الذي أعاد المياه إلى مجاريها، فضلا عن المجهودات الكبيرة التي تقوم بها “الفاف” منذ تولي الرئيس صادي رئاسة الاتحادية الجزائرية خلفا لجهيد زفيزف، وهو الذي وضع منذ مجيئه إمكانيات كبيرة جدا تحت تصرف المدرب السابق جمال بلماضي الذي أخفق في تحقيق الأهداف المسطرة، وكذا الطاقم الفني الحالي بقيادة المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش على أمل بلوغ نهائيات كأس العالم 2026، والوصول إلى أبعد حد ممكن في كأس أمم إفريقيا 2025.