بعد تعيين الكيان لملحق عسكري في سفارته بالرباط.. المخزن ينبطح أكثر أمام الصهاينة والمغاربة بدون حراك

بعد تعيين الكيان لملحق عسكري في سفارته بالرباط.. المخزن ينبطح أكثر أمام الصهاينة والمغاربة بدون حراك

في تطور لافت لمسار التطبيع وجّه ملك المغرب محمد السادس، أمس الأربعاء، دعوة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لزيارة بلاده، وذلك مباشرة بعد اعتراف الكيان الصهيوني بـ “سيادته” على الصحراء الغربية بعد نحو 3 سنوات من تطبيع العلاقات بينهما.

وذكر موقع “i24NEWS” الصهيوني أنّ “هذه الدعوة جاءت عبر رسالة شخصية دافئة شكر فيها الملك لإسرائيل اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء”، مضيفا بأنّ “هذه الزيارة ستفتح آفاقاً جديدة لتعزيز العلاقات بين بلدينا”.

ووصف محمّد السادس قرار الكيان الصهيوني الاعتراف بـ “مغربية الصحراء”، وفتح قنصلية في مدينة الداخلة المحتلة بأنه قرار “صائب ومتبصر”.

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد اتفق، أمس الأربعاء، مع رئيس مجلس “الأمن القومي” الإسرائيلي تساحي هانغبي، على تنسيق موعد قريب للزيارة الأولى لنتنياهو إلى المغرب.

ولم يقتصر تحريك مياه التطبيع الراكدة بين الجانبين، والتي عرفت تشنجا بسبب موقف نظام المخزن من الاعتراف بمغربية الصحراء، على دعوة ملك المغرب نتنياهو لزيارة المغرب، فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، عن تعيين ملحق عسكري بالمغرب في خطوة وصفها بـ”التاريخية”، وأشار إلى أنّها سترفع “مستوى تطور العلاقات الأمنية بين الدولتين”.

ووفق بيان أصدره جيش الاحتلال، “قرر رئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هاليفي، تعيين شارون إيتاح، كملحق عسكري أول في المغرب، في خطوة ترفع مستوى تطور العلاقات الأمنية بين الدولتين”.

و”سيقيم الملحق العسكري في الرباط وسيتولى مهمة تطوير وتعزيز كافة العلاقات الأمنية مع المغرب، على أن يتولى رسميًا المهمة في الأشهر المقبلة”، حسب ذات البيان.

ووصف الجيش الإسرائيلي الخطوة بأنها “تاريخية في إطار العلاقات العربية ودولة إسرائيل مع تعيين الملحق العسكري الأول في المملكة المغربية”، وفق ذات المصدر.

وقال جيش الاحتلال الصهيوني إن الخطوة “جاءت تتويجًا لعدة خطوات شهدها العامان الماضيان، تجسدت بزيارة كبار القادة العسكريين وإجراء عدد من التدريبات المشتركة كان آخرها، الأسد الإفريقي، بمشاركة قوات النخبة (بجيش الاحتلال) على أرض المغرب”.

وجدير بالذكر أنّه لم يسبق لأيّ دولة عربية مطبعة أن وصلت إلى هذا المستوى المنحط من الانبطاح أمام العدو الصهيوني، في وقتٍ لم تجفَّ بعدُ دماءُ الفلسطينيين الذين اغتالهم جيش الاحتلال الصهيوني في جينين ببرودة دم، تلك الجريمة النكراء التي لم تُدنها دبلوماسية المخزن، وظلّت على حالها المخزي من توسّل الصهاينة لتقديم اعتراف بـ”مغربية الصحراء” المزعومة.

ولم يكن اعتراف الكيان الصهيوني بـ “مغربية الصحراء” المزعومة بالمجان، فقد سارع بالإعلان عن تعيين ملحق عسكري له في سفارته بالرباط، في ظلّ صمت المخزن وعدم إعلانه لهذه الخطوة المخزية.

وبهذه الحركة الدبلوماسية بين الكيان والمخزن يتأكّد أنّ هذا الأخير ماضٍ في علاقاتٍ استثنائية مع الصهاينة، وبالتالي فإنّه سيشكّل منذ اللحظة تهديدا مباشرا، ليس للجزائر وحدها، بل للأمتين العربية والإسلامية، بما فيها الدولة المغربية والشعب المغربي.

إنّ التعاون العسكري والاستخباراتي مع الصهاينة يعني أنّ المغرب سيصبح شريكا في جرائم جيش الاحتلال وفي التآمر على الفلسطينيين، وضدّ الدول العربية والإسلامية وحتّى الصديقة لفلسطين، التي تطالب بحق الفلسطينيين في دولتهم وفي استعادة جميع حقوقهم المغتصبة.

أحمد عاشور