بعد سحب قواتها العسكرية من مالي فرنسا تتودد للجزائر

عقب إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن خروج العساكر الفرنسيين من مالي في غضون 4 أو 6 أشهر القادمة، تسعى باريس جاهدة من أجل إقناع الجزائر من أجل مساعدتها على الخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه، بعد أن وصل الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل، ولاسيما في مالي، إلى طريق مسدود.

وفي تصريحات لها أوردتها قناة “تي في 5” العمومية الفرنسية، أكدت المتحدثة باسم وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، آن كلار ليجونديرأن “الجزائر جزء من الحل في مالي، لأنها (الجزائر) هي من هندست اتفاقيات الجزائر، التي تعتبر إحدى الركائز الأساسية لأمن واستقرار مالي، ومساعدتها على العودة إلى حالة السيادة. لذا، نحن بحاجة إلى شركائنا الجزائريين، ومن الواضح أنهم أحد شركائنا الذين نتشاور معهم”.

المسؤولة الفرنسية أحجمت عن الحديث حول طبيعة المساعدة التي تأمل باريس أن تقدمها الجزائر بخصوص الأزمة في مالي، علما أن الجزائر كانت قد تحفظت على طلب من الرئيس الفرنسي، بأي مشاركة العسكرية إلى جانب الجيش الفرنسي في الجارة الجنوبية.

وفي هذا السياق كان وزير الخارجية رمطان لعمامرة قد ربط، في رده على سؤال لوسائل إعلام فرنسية، مسألة إمكانية عودة الطيران الحربي الفرنسي للمرور عبر الأجواء الجزائرية، بمدى تحسن العلاقات الثنائية، التي بدأت تعود تدريجيا إلى طبيعتها، حيث أكد أن قرار الجزائر بمنع تحليق الطيران العسكري الفرنسي “كان إجراء تقنيا ولا يدوم إلى الأبد”.

ويمثل قرار الرئيس تبون في نهاية سبتمبر الماضي، بحظر مرور الطيران الحربي الفرنسي عبر الأجواء الجزائرية أهم مسألة ترغب باريس أن تعيد الجزائر النظر فيها، وقد اتخذ هذا القرار السيادي في أعقاب التصريحات غير المسؤولة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والتي شكك من خلالها في وجود أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر في عام 1830، وتسببت في أزمة استدعي بسببها سفير الجزائر بباريس للعودة إلى بلاده.

وقد فندت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، وجود أي “ضغينة” تجاه الجزائر من قبل فرنسا، في حال تحولها (الجزائر) باتجاه روسيا، في إشارة إلى ما يشاع عن وجود مرتزقة “فاغنر” في مالي، مذكرة باستئناف الرحلات مع الجزائر، لكن من دون توضيح لطبيعة هذه الرحلات، على حد تعبيرها، وقالت: “العلاقات ليست متوترة على الإطلاق.. إنها شراكة ضرورية بالنسبة لنا”.

ويبقي قرار السلطات الفرنسية بسحب قواتها من مالي، والذي أخذ منحى توزيع لها في دول منطقة الساحل مثل النيجر وبوركينا فاسو وبعض الدول الإفريقية الأخرى، حاجتها الملحة للجزائر من أجل السماح لها بمرور طائراتها الحربية إلى هذه المنطقة الحيوية بالنسبة للنفوذ الفرنسي.

أحمد عاشور