بعد نشر مقال جديد بعنوان “من أجل بقاء بلادنا”… الصراع بين عسكر فرنسا وساستها يحتدم

كحلوش محمد

أصدرت مجلة “فالور أكتويل” المحافظة المتشددة مساء الأحد عريضة جديدة أطلقها هذه المرة عسكريون في الخدمة لم يفصحوا عن أسمائهم، بعد نشر مقال أول أثار جدلا بفرنسا ويواجه بعض موقعيه عقوبات.

ويحمل المقال الموجه إلى الرئيس إيمانويل ماكرون والوزراء والنواب وكبار الموظفين عنوان “من أجل بقاء بلادنا” فتحه مؤلفوه لجمع التواقيع، وتخطى عدد الموقعين 100 ألف شخص بحلول اليوم الإثنين، حسب وكالة “فرانس برس”.

وجاء في المقال: “تحركوا… الأمر لا يتعلق هذه المرة بمشاعر رهن الطلب أو صيغ مبتذلة أو أصداء إعلامية، ليس المطلوب تمديد ولاياتكم أو الفوز بولايات أخرى، بل ما هو على المحك هو بقاء بلادنا، بلادكم”، موضحين أنهم “انتسبوا مؤخرا إلى السلك” العسكري ولا يمكنهم “طبقا للتنظيمات” إبداء رأيهم “مكشوفي الوجوه”.

من جهته، علق وزير الداخلية جيرالد دارمانان اليوم، على المقال فندد بـ “مناورة فظة”، منتقدا افتقار واضعي النص إلى “الشجاعة”، قبل أن يتابع: “كم هو غريب ذاك المجتمع الشجاع الذي يعطي الكلام لأشخاص لا يكشفون هوياتهم، وكأننا على شبكات التواصل”.

وكتب واضعو المقال معرفين عن أنفسهم “نحن من أطلقت عليهم الصحف اسم جيل النار. رجال ونساء، عسكريون قيد الخدمة، من جميع القوات وجميع الرتب العسكرية، من جميع التوجهات، نحن نحب بلادنا، هذا هو إنجازنا الوحيد، وإن كان لا يمكننا طبقا للتنظيمات التعبير عن رأينا مكشوفي الوجوه، فلا يسعنا كذلك لزوم الصمت”.

وأضاف كاتبو المقال: “سواء في أفغانستان أو مالي أو إفريقيا الوسطى أو مواقع أخرى، واجه عدد منا نيران العدو، وبعضنا خسر فيها رفاقا، ضحوا بحياتهم للقضاء على النزعة الإسلامية التي تقدمون لها تنازلات على أرضنا”.

كما استدلوا في مقالهم أيضا بعملية “سانتينيل” التي تم إطلاقها في جانفي 2015 للتصدي للخطر الإرهابي في فرنسا، وقالوا: “شاهدنا خلالها بعيوننا الضواحي المهملة، الترتيبات مع الجانحين. تعرضنا لمحاولات استغلال من عدة مجموعات دينية لا تعني لها فرنسا شيئا عدا كونها موضع سخرية وازدراء، بل حتى كراهية”.

للإشارة، فقد نشرت المجلة في 21 أفريل المنصرم مقالا أثار صدمة ناشد فيه “نحو عشرين جنرالا ومائة ضابط رفيع المستوى وأكثر من ألف عسكري آخرين الرئيس ماكرون الدفاع عن الحس الوطني، مبدين استعدادهم لدعم السياسات التي تأخذ في الاعتبار الحفاظ على الأمة، وهو ما أثار جدلا حادا داخل الطبقة السياسية، فندد البعض بنص أشبه بدعوة إلى التمرد، فيما حيّا آخرون انتفاضة ستنقذ البلاد.

محمد كحلوش

شارك المقال على :