كشف توقيف القناة الإخبارية الفرنسية BFMTV، تحفظيا للصحفي الفرنسي ذي الأصول المغربية، رشيد مباركي، تورط نظام المخزن في عمليات فساد داخل القناة، وذلك بغرض تلميع صورة المغرب من خلال بثّ تقارير إخبارية مغلوطة منحازة.
ونقلت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية عن أسباب توقيف الصحفي رشيد مباركي، لافتة إلى أنها وبشكل خاص تتعلق بموضوع تم بثه يوم 22 جوان 2022، وجرى فيه الترويج لمنتدى أعمال بين إسبانيا والمغرب في مدينة الداخلة بالصحراء الغربية المحتلة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفي ذلك التاريخ، تمّ نشر تقرير إخباري لمّع صورة المغرب حول “تحسن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا”، حيث تم استخدام عبارات غير معهودة في وسائل الإعلام الفرنسية التي تتضمن الاعتراف المزعوم بما يسميها المغرب واهمًا (سيادته) على الصحراء الغربية المحتلة”.
وبهذا الخصوص قال رشيد مباركي على الهواء إنّ “صفحة مهمة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا قد بدأت الثلاثاء، منتدى اقتصادي يرحّب بالمستثمرين الإسبان في مدينة الداخلة”، مستخدمًا مصطلحً “الصحراء المغربية”، رغم أن القانون الدولي يعتبرها إقليما يخضع لتصفية الإستعمار، ولا علاقة له بسيادة المغرب.
وأكدت مصادر إعلامية فرنسية تقارير إخبارية تفيد أنّ قناة BFMTV، فتحت تحقيقًا داخليًا من أجل فهم مصدر محتويات إعلامية عديدة بثت على القناة في ظروف غامضة، لم تخضع مسبقا إلى الموافقة المعمول بها في قاعة التحرير. ويتعلق الأمر ببث صور وتعاليق لم تخضع لموافقة رئيس التحرير في النشرة الليلية بعد منتصف الليل، ما يترك مجالا للشك في أن مصدر هذه الأخبار غير معروف رسميا ومشبوه.
وأفادت ذات التقرير، أن الصحفي ذو الأصول المغربية تم توقيفه عن العمل حتى إتمام التحقيق لاشتباهه في تورطه في نشر الأخبار التي تلمع صورة المخزن المغربي بتأثير من هذا الأخير. وقد أعرب الصحفي ذاته في وقت سابق، في جويلية 2019، في تصريح لوسيلة إعلامية مغربية، عن تعاطفه مع سياسة المغرب وقربه من النظام المخزني.
من جهته، أكد المدير العام للقناة مارك أوليفي فوجيال، أن هناك تحقيق في قناته يتعلق “بإمكانية تدخل دولة أجنبية في نشر أخبار كان من المفروض أن لا تنشر”.