بقلم: الصحافي معمر قاني. حملة مشبوهة ضدّ ميستر آبي: في صالح من؟.. ألا يستحق الإعلامي محمد عبيدات أن يتقلّد منصباً في مجاله الذي أبدع فيه بعد أن قدّم الكثير للوطن؟

كشفت الحملة المسعورة التي غذّتها دوائر مرتبطة بالمخزن على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أيّ مستوى ينساق جحافل من المغرّر بهم للتهجم على مواطن جزائري، قبل كلّ شيء، بغض النظر عن كونه يستحق منصب تم تعيينه فيه من عدمه.

هذه الهجمة المسعورة من الذباب المخزن وأبواقه الإعلامية، والتي تجاوزت كل حدود الأخلاق واللباقة تعكس كبتاً مرضياً وحالة نفسية مضطربة لدى أصحابها الذين أرادوا بسوء نية أن يحولوها إلى قضية رأي عام ثمّ إلى محاكمة تحول فيها جميع رواد وسائل التواصل الاجتماعي إلى قضاة أصدروا أحكامهم ذات الصبغة القانونية على هذا المواطن، دون تبيّن أو تثبّت: توظيف وجه إعلامي معروف له رصيد مهني وهو ليس طارئا على مهنة الإعلام، في منصب ليس غريبا عن مجاله المهني، بما يعني أنه لن يقف حائرا لا يدري ما يفعل حينما يباشر مهامه في هذا المنصب، بل إنّ رصيده المهني يكفل له بأن يقدم إضافة نوعية في هذا المنصب، فلماذا يتم حرمانه من خدمة وطنه من خلال هذا المنصب؟ في حين أنها أمر عادي جدا لا يحتاج إلى أن يقحم كل من هبّ ودبّ نفسه في شأن لا يعنيه، وكأنّ كل الجزائريين من حقهم شغل هذا المنصب ولن تستقيم الأمور حتى يكون الجميع في هذا المنصب!!

الكل يدرك أن تبوّء منصب مهني يحتاج، قبل كلّ شيء، إلى مهارة وموهبة وتحكّم في العلاقات العامة، وليس بالضرورة أن يكون المتقدم له حاصلا على شهادات بقدر ما أنّ ربّ العمل يدقق في إمكانيات وقدرات شاغل هذا المنصب على تقديم الإضافة التي تحتاجها مؤسسته، وهذا ما يحدث في الدول المتقدمة أين يمكن أن نجد مدراء تنفيذيون في مؤسسات اقتصادية كبيرة لا يحوزون على شهادات، ولم يصلوا إلى مناصبهم تلك لأنهم تخرّجوا من جامعات مرموقة أو معاهد كبرى في التخصّص، بل إنهم استحقوا تعيينهم فيها نظرا لما يمتلكونه من خبرة ورصيد وظيفي، وقد أثبتوا بالفعل قدرتهم على الارتقاء بتلك المؤسسات إلى مستويات عالية جدا، وهذا ما يهم رب العمل في النهاية.

وعند هذه النقطة، أذكر حقيقة يجهلها الكثير من الناس، مؤسسة “دزاير توب” الإعلامية ومن منطلق تجربتها مع المكلفين بالإعلام على مستوى الوزارات ومؤسسات عدة، تجد صعوبة كبيرة في الحصول على المعلومة، ولا تلقى في كثير من الأحيان معاملة حسنة من قبلهم رغم كونهم حاصلين على شهادات عليا في الإعلام!!

لقد استغل مروجو هذه الحملة المشبوهة طيبة الشعب الجزائري وغيرته على المصالح العليا للبلاد، وعلى مؤسسة بارزة مثل مؤسسة مطار الجزائر الدولي، لكي يبثوا كتلة من الحقد والكراهية ضدّ المواطن الجزائري محمد عبيدات، المعروف إعلاميا وفنيا باسم “ميستر آبي”، عبر الشحن والتهييج والإثارة، وهي هجمة غير بريئة القصد منها الإبقاء على ممارسات قديمة في تقلّد المناصب الإدارية؛ والكل يعرف تلك الأساليب البالية القائمة على “المعريفة” والمحسوبية والجهوية التي كانت سائدة في السابق.

لو كان لهذه الحملة ذرة من المصداقية وكانت تنطوي على أقل قدر من الحقيقة، لكان على أصحابها أن يطلقوها قبل هذا التوقيت المثير للشك؛ أين كان هؤلاء عندما بدأ ميستر آبي مساره المهني في مجال الإعلام مع برامجه الاجتماعية التي أخذت صدى كبيرا وتفاعل معها الجمهور كثيرا كونها تلامس تطلعات الجزائريين في أن يحصل المغبونين والمحقورين على حقوقهم التي يكفلها الدستور والقانون، ولأنه أيضا يعالج حالات اجتماعية تستدعي وتستحق التعاطف والتضامن معها.

لقد تطور هذا الأسلوب الإعلامي الذي أبدعه ميستر آبي مع برامج أخرى اشتغل عليها، فأين كانت هاته الأبواق المسعورة حينما كانت القنوات التلفزيونية تتنافس من أجل توظيف الإعلامي محمد عبيدات، والاستفادة من مواهبه وقدراته التي صقلها مع مرور الزمن وطورها بحسن أدائه والتزامه بخطه الإعلامي الوطني والاجتماعي، الذي تمكن على طوله من التعاطي مع مئات الحالات الاجتماعية، إلى جانب برامج حوارية برع فيها استضاف فيها العشرات من الشخصيات العامة أسهمت في اكتسابه لعلاقات متعددة داخل المجتمع الجزائري.

ولم يقف تميّز الإعلامي ميستر آبي في مجال الصحافة الاجتماعية والحوارية، بل إنّه كان ولا يزال يدافع عن الجزائر ويقف بشراسة في وجه أبواق المخزن وذبابه الإلكتروني، حيث أنه لا يتوانى في التصدي للحملات المسعورة التي تستهدف مؤسسات الدولة الجزائرية واستقرارها وأمنها، بكل ما أوتي من جهد.

وهنا نطرح تساؤلا مشروعا: أليس من حقّ مواطن جزائري صنع شخصيته بنفسه دون الحاجة إلى أكتاف يتسلق عليها للوصول إلى غاياته وأهدافه المشروعة، ورسم البسمة على وجوه المغبونين والمحقورين، أن يحصل على وظيفة في مجاله الذي برع وأبدع فيه؟ لماذا كل هذا الكمّ الهائل من الحقد والكراهية؟ لا تقولوا أنه في صالح الجزائر، لأن الجزائر تحتاج إلى المحبة والاعتراف بالفضل لمن أثبت أن يستحقه.

نرجو من رواد وسائل التواصل الاجتماعي أن يضعوا العاطفة جانبا ويحكّموا ضمائرهم وعقولهم ويفكروا جيدا في هذا الإنسان الذي تعرّض لهذه الحملة الممنهجة وغير البريئة: لماذا لا يستحق منصب مكلف بالإعلام ناطق رسمي باسم مطار الجزائر الدولي وقد سبق له وأن أثبت مقدرته على التعامل مع مجال الإعلام وقدم الكثير من الأشياء الهادفة والنافعة للمواطنين، ألا يعتبر رفضهم له حقدا وكراهية ينبغي التصدي لها حتى لا نتعدى على حقوق إخواننا في الوطن ونهين كرامهتم؟

في الأخير، ينبغي على رواد وسائل التواصل الاجتماعي الذين انساقوا خلف أغراض غير بريئة لمرتزقة ومأجورين حاقدين على كل شيء جميل في الجزائر أن يلتفتوا إلى أسلوب الإعلامي محمد عبيدات الذي رفض المنصب وانسحب منه، هل هذه الممارسة كانت موجودة في السابق، ومتى كان الوصوليون وأصحاب المصالح يتخلون بهذه السهولة وفي أقل من 24 ساعة عن مناصبهم؟ إنّ هذه الممارسة الراقية لوحدها كفيلة بأن تؤكّد لمن لا زال يشك في الأمر أن ميستر آبي يستحق المنصب الذي أُسند إليه.