بلال كباش ينشّ ذباب المخزّن القذر
لعل أول من وصف تلك القطعان من أشباه البشر ممن يتصدون للدفاع عن أسيادهم بـ “الذباب الإلكتروني” كان صادقا ومحقا في نظرته، بل وصائبا في طرح توصيفٍ دقيق لحشرات طائرة تقع على القذارات، لكنها في النهاية ضعيفة أمام نور الحقيقة الساطع، كما أنّ مجرّد بخّة أو بخّتين من أرخس مبيد حشري كفيل بأن يجعلها تتساقط على قيئها وبُرازها.
الذباب الإلكتروني المخزني المأجور لا يحسن الرّد على المثقفين والنخب الجزائرية التي تدافع عن القضايا العادلة، كما أنه وإضافة إلى سوء أدبه لا يملك الحجج اللازمة للدفاع عن وجهة نظره الباهتة، فيتهجّم على صحفي الشروق بلال كباش بصور مفبركة لا يحسن تركيبها حتّى، أو بكلام سخيف بعيد كل البعد عن المنطق أو العقل.
كل ما يهم هؤلاء المرتزقة المتموقعون على صفحات إفتراضية صفراء فاقع لونها، هو إرضاء غرور ملكهم المتربع على عرش الطغيان، يتلذذ بإذلال ذبابه الإلكتروني، يطلقه ككلاب مسعورة مع غروب الشمس، حتى يتسنى له اغتنام فرصة هجوم الظلام الحالك لينفذ مكائده المفضوحة، وهو يحسب أنه متستر بجنح الليل، لكن كلماته الواهنة تكشف زيفه وبراهينه الواهية.
بلال كباش أبى إلا أن يحافظ على أدبه ويتجمّل بأخلاق الصحفي المتعفف عن الردور البذيئة، تفادى أن يقع في حضيض الذباب القذر، يصمت أحيانا، ويجيب أحيان أخرى بمنطقه الذي ابتدأ به حينما دافع عن فلسطين التي باعها ملك المخزن، وعن الصحراء الغربية التي يريد أن يستبيحها بغير حق ويستحوذ على تاريخها وثرواتها بعد أن يستعبد شعبها ويستغفل العالم من حوله.
ملكٌ ثبت أنه باع فلسطين الأبية التي يدعي أنه يدافع على بيتها المقدّس، يزعم أنه رئيس لجنته، مقابل الحصول على اعتراف حقير وخسيس ممن لا يملك لمن لا يستحق، بدل أن تنتفض عليه هذه الجحافل من الحشرات المختبئة خلف هواتفها الغبية، تروح في فجور دنيء تنعت كلّ شريف يقف في صفّ الشعوب المستضعفة وينذر نفسه لمؤازرتها، ويضحي بعرضه من أجل قول كلمة حقّ عند ملك مخزنيّ غادر، بشتى أصناف الكلام القبيح وأنواع الصور المهترئة.
لو أن ملك المغرب سخّر هذه الأفواه الناعقة لفضح جرائم الصهاينة الذين يتودد لهم صباح مساء، وللاصطفاف خلف الفلسطينيين المضطهدين لكان بيت المقدس الذي يدعي أنه يدافع عنه الآن في أيدي العرب والمسلمين، لكنه البؤس يضرب أطنابه على تاجه الملطخ بدماء الصحراويين، بل هي الغشاوة تحجب عن بصيرته رؤية كل حقيقة، إنه ثمن البقاء في الحكم، وتعسا له من ثمن بخس يبيع به شرف شعبه وبلده من أجل عرش كان يكفيه أن يخلص لأمته كي يحوزه، بدل التذلل عند أعداء الوطن والدين، الذين يضرون في كل شيء ولا ينفعون بشيء.