بلحيمر: وزارة الاتصال خصّصت مبلغ 10 مليون دينار كقرض لكل مؤسسة إعلامية إلكترونية ناشئة

كوثر دزاير توب

كشف وزير اللإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة عمار بلحيمر في حوار صحفي مع موقع أفريكا نيوز أنّ المواقع الإلكترونية تستقطب 17 مليون زائر،في حين تحظى الصحافة المكتوبة بـ 2.5 مليون قارئ، وهو مؤشر على أنّ الصحافة الورقية في طريقها إلى الزوال.

ومواكبة للتطورات العالمية في هذا المجال أكد الوزير على أن الوزارة تعمل على “بناء استراتيجية لدعم المواقع الإلكترونية، ومدّها بكلّ أسباب النشاط” مضيفا أن  الدولة قد خصصت “مبلغ 10 مليون دينار كقرض لكل موقع إلكتروني و مؤسسة إعلامية ناشئة يضمنه لها الصندوق الوطني للمؤسسات الناشئة المستحدث مؤخرا لدعم الإعلام و الشباب “، وذلك بعد دراسة الطلبات والمواقع من طرف لجنة تقوم بالنظر في مدى مطابقتها للشروط المهنية التي وضعتها الوزارة،وكذا نوه الوزير إلى استفادة هذه المواقع من اشتراك مجاني لدى وكالة الأنباء الجزائرية، ومقرّات على مستوى الولايات لوضعها في ظروف عمل تسمح لها بالنشاط بصورة جيّدة، إضافة إلى استفادتها من الإشهار.

ونوه بلحيمر إلى أن عدد المواقع الإلكترونية في الجزائر الذي بلغ 30 موقع إلكتروني فقط محصّن ومؤمّن، وذو مضمون وطني وقومي هو عدد غير كافي مقارنة بالمغرب التي يوجد بها 466 موقع إلكتروني نشط  وقال في السياق ذاته “يوجد على الأقل 450 موقع مغربي مهمته التهجم على بلادنا في حرب إعلامية غير مبررة”، وهو ما يقتضي العمل على مضاعفة عدد المواقع الإلكترونية لتصل إلى 500 موقع إلكتروني لتكون الجزائر قادرة على مواجهة التحديات، وخوض الحرب السيبرانية.

وبخصوص المعوقات التي تواجه الوزارة في التجسيد الفعلي للإستراتيجية أشار الوزير إلى أن المشكل يكمن بالأساس في سرعة الإنتقال من الإعلام الورقي إلى الإعلام الإلكتروني،إضافة إلى ضرورة التركيز على تطوير منظومة الدفع الإلكتروني لتواكب الخدمات التي تُقدّمها المواقع الإلكترونية، وتُشكّل مصادر دخل لهذه المواقع الإلكترونية.

وأكد الوزير بالخصوص على أن وزارة الإتصال قد عملت على معالجة اثنين من الأمراض التي كانت تُميّز قطاع الإعلام في الجزائر وهما:”عدم وجود تأطير قانوني؛ وهو عملنا على معالجته من خلال سنّ القوانين التي تؤطر قطاع الإعلام بصورة واضحة وشفافة”إضافة إلى “الطابع الأجنبي؛ ونحن في إطار التوجُّه نحو جزأرة قطاع الإعلام”.

وأشار الوزير في سياق حديثه إلى إنّ المعاينة الأولية لواقع الإعلام في الجزائر تؤكد  أنّ نقطة ضعف الجزائر في الحرب السيبرانية، من الناحية الجيوسياسية، تكمن في الواقع الإلكتروني.

وبخصوص أداء الإعلام العمومي في خضم هذه التطورات التي تشهدها التكنولوجيا الرقمية والصراعات الراهنة قال بلحيمر:”عمل كلُّ المؤسسات الإعلامية العمومية من إذاعة وتلفزيون وجرائد جاهدة على الدفاع عن المصالح العليا للجزائر. وقد عملت على ربط هذه الوسائل الإعلامية العمومية، بمختلف وسائطها، بمخابر البحث والمختصّين الجامعيين للاستفادة من خبراتهم، وبصفتي كأستاذ جامعي، عملت أيضا على إعادة النظر في وسائل الإعلام العمومية، من صحف وغيرها، من خلال الاستفادة من الكفاءات الجامعية والإدارية، وذلك عبر تنصيب مختصّين في مجال الإعلام على رأس هذه المؤسسات، وتنصيب إداريين جامعيين في الجهاز التنفيذي لهذه المؤسسات”.

وشدد المسؤول على ضرورة التفريق بين من يقوم بتسيير المؤسسة الإعلامية ومن يقوم بإدارتها من الناحية الإعلامية، وذلك قصد الاستفادة، بأكبر قدر ممكن، من الكفاءات الجامعية والنخبة،كما شدد على ضرورة أن تكون المواقع الإلكترونية مواكبة للأحداث بصورة مستمرة، وأن تعمل على مختلف التخصصات الاقتصادية، والعلمية، والسياسية، وغيرها وذلك لتحقيق إعلام جواري إلكتروني يمكن أن يحل محلّ الصحافة الورقية التي بدأت تتلاشى بفعل التحوُّلات التكنولوجية المستجدة.

كوثر تبيقي

شارك المقال على :