بلماضي يتحصل على كنز ثمين بعد مباراتي النيجر
أنجز المنتخب الوطني الجزائري مهمته بالتأهل مبكرا إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بكوت ديفوار، بعدما جدد الفوز أول أمس على النيجر (0-1)، في لقاء جرى بتونس ضمن الجولة الرابعة من تصفيات المنافسة القارية، ليرفع “الخضر” رصيدهم إلى 12 نقطة من أربع انتصارات محققين العلامة الكاملة، مع تسجيل العديد من النقاط الإيجابية في هذا التربص، بالرغم من التحفظات على أداء التشكيلة بشكل عام، في انتظار ختام التصفيات بإقامة الجولتين الخامسة والسادسة شهري جوان وسبتمبر المقبلين.
الجدد هم الكنز …يقنعون و بلماضي يكسب الرهان
وكان تربص شهر مارس الجاري الذي اختتم أول أمس الاثنين استثنائيا، وانتظرته الجماهير الجزائرية وكذا المختصين، وذلك بسبب العناصر الجديدة التي انضمّت للمنتخب الوطني، لتثمل عهدا جديدا ينتظر منه الكثير، في إطار سياسة التجديد التي انتهجها الناخب الوطني جمال بلماضي، حيث أقدم على توجيه الدعوة لستة لاعبين شبان خمسة منهم ينشطون في أوروبا وهم بدر الدين بوعناني وريان آيت نوري وجوان حجام وكيفن غيتون وفارس شايبي، بالإضافة إلى زين الدين بلعيد المدافع المتألق مع اتحاد الجزائر، ولم ينتظر كثيرا المسؤول الأول عن العارضة الفنية من أجل إدخال الجدد في أجواء المنافسة، حيث شهدت مواجهتي النيجر مشاركة خمسة لاعبين من أصل ماعدا زين الدين بلعيد الذي تأجل ظهوره، وبالرغم من صعوبة الحكم عليهم إلا أن ملامح تألقهم بدأت تظهر وتفاؤل كبير بقدرتهم على منح “الخضر” أبعادا جديدة ومميزة وإضافة مفيدة، بالنظر لصغر سنهم ومواهبهم الفذة، ما يمكن قوله أنهم أقنعوا واستطاعوا لفت الانتباه وحتى كسب قلوب الجماهير الجزائرية.
عودة بونجاح كانت موفقة وسليماني ضيع فرصة تعزيز الرصيد
ولعل أهم ما ميز مباراتي النيجر، هو عودة المهاجم بغداد بونجاح بعد غياب عن “الخضر” دام لقرابة العام، في أعقاب التراجع الكبير في مستواه الفني وصيامه عن التهديف، فقد انضم لاعب السد القطري في آخر لحظة بالقائمة المعنية بالمواجهتين، إثر تعويض غياب زميله إسلام سليماني الذي أصيب مع ناديه أندرلخت البلجيكي قبل بداية التربص، ليستغل ابن “الباهية” وهران الفرصة كما ينبغي ويمنح مجددا أوراق اعتماده لبلماضي، حيث ساهم في الفوز في ملعب “نيلسون مانديلا” بعدما دخل بديلا، قبل أن يؤكد في مباراة رادس ويسجل هدف الفوز، ليرفع رصيده إلى 25 هدفا بألوان المنتخب، في حين تحسر الكثير عن غياب الهداف التاريخي لـ”الخضر” إسلام سليماني الذي كان بإمكانه أن يعزز رصيده بمناسبة لقاءي النيجر، حيث وصل إلى 41 هدفا في 91 مباراة دولية خاصها بين الوديات والرسميات.
الأداء لم يكن مقنعا وعمل كبير ينتظر الطاقم الفني
وبالرغم من الإيجابيات المسجلة لحد الآن، وخاصة في مواجهتي النيجر، إلا أن نقطة وحيدة يمكن أن نعتبرها سلبية، وهي الأداء الجماعي وحتى الفردي لبعض العناصر، فقد أجمع المحللون على أن المردود لم يكن مقنعا في المواجهتين، خاصة في الشوط الأول من لقاء الخميس الماضي بالجزائر، أين شهد تأخر “الخضر” بهدف دانييل سوسا، فقط كانت السيطرة عقيمة من جانب أشبال بلماضي وهو ما اعترف به المدرب الذي تدارك مع بداية الشوط الثاني إثر التغييرات التي أجراها، فضلا على الأداء الفردي لبعض العناصر على غرار عيسى ماندي الذي يعاني نقص المنافسة مع فياريال وهشام بوداوي الذي يبقى اللغز في المنتخب مقارنة بمردوده مع نيس، وبشكل عام افتقدت التشكيلة الوطنية لقاعدة لعب، وحتى غياب الفرديات التي يمكنها صنع الفارق، وهو مشكل ظهر منذ “كان” الكاميرون ثم الفشل في التأهل إلى مونديال قطر، ما يجعل أمام الناخب الوطني جمال بلماضي عملا كبيرا وهو مطالب بمراجعة حساباته على أكثر من صعيد، حيث ستكون الفرصة مواتية في المواعيد القادمة بعد ضمان التأهل مبكرا.