لاحديث يعلو هذه الأيام فوق مستقبل الناخب الوطني جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية للخضر ، بين بقاءه لقيادة المنتخب الوطني أو رحيله عقب ضياع حلم المشاركة في مونديال قطر 2022
هل ينتظر بلماضي القرار النهائي من الفيفا ؟
وصارت الآراء متقاسَمة حول هذا الموضوع، لأن الفرضية الوحيدة التي تؤكد إلى حد الآن استئناف مهمته مع “الخضر”، ستكون في حال ما قررت الاتحادية الدولية لكرة القدم، إعادة المباراة بين الجزائر والكاميرون، أو تأهل المنتخب، مباشرة، إلى نهائيات كأس العالم 2022، لذلك سيبقى “السوسبانس”، وسيستمر بلماضي في فرض، على نفسه، سكوت مطلق، على الأقل إلى غاية رد “الفيفا” على الملف، الذي تقدمت به الاتحادية الجزائرية لكرة القدم من الهيئة الكروية الدولية
إجماع من الوسط الرياضي على ضرورة بقاءه
ويجمع المختصون والمتابعون إلى أنه من الضروري بقاء الناخب الوطني جمال بلماضي لقيادة الخضر في قادم الإستحقاقات نظرا للعمل الكبير الذي بذله مع المنتخب طيلة السنوات القليلة الماضية كما يرون أن انسحابه سيعيد هذه الأخيرة إلى نقطة الصفر، ويصعب عليها استرجاع قوّتها بسرعة، لا سيما أن موعد التصفيات القادمة لكأس أمم 2023، قريبة جدا، حيث ستكون انطلاقتها الفعلية خلال شهر جوان القادم،
تحديات جديدة على الأبواب
ولعل الحظ العاثر الذي يلاحق بلماضي أيضا عقب ضياع حلم التأهل إلى المونديال هي الفوضى العارمة التي تعيشها الفاف من خلال رحيل شرف الدين عمارة ومن ثم عودته فضلا عن تعنت وانقسام أعضاء المكتب الفيدرالي ، وعليه بات من الضروري على الاتحادية الدخول بسرعة، في مفاوضات مع بلماضي، من أجل التعرف على نواياه تجاه
الفريق، والاستعداد بسرعة لأي طارئ قد يدفعها إلى البحث، بسرعة، عن مدرب جديد، في حال رفض بلماضي تجديد عقده، الذي ينتهي في شهر ديسمبر القادم
القرار صعب وبلماضي لايزال تحت الصدمة
ولعل القرار الأخير المتعلق بمستقبل بلماضي مع التشكيلة الوطنية، لا يبدو سهلا لبلماضي، الذي لايزال متواجدا تحت الصدمة. ومخطئ من يقول إن هذا التقني فصل في قرارة نفسه، في مستقبله مع الخضر بقدر ما يتعين الاعتقاد أن بلماضي سيستمر في مهمته مادامت الاتحادية لم تقله في أعقاب فشلنا في بلوغ نهائيات المونديال القطري
فوضى الإتحادية تخلط الحسابات وتؤرق الجميع
الجانب الآخر الذي له علاقة بمستقبل بلماضي مع المنتخب الوطني، هو، بدون شك، الوضع الجديد الذي ستكون عليه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، في أعقاب عقد جمعيتيها العادية والانتخابية، لأن التشكيلة القادمة لـ “الفاف”، هي التي سيتفاوض معها بلماضي حول شروط العقد، الذي سيربطه بها في حال قبوله البقاء. وقالت مصادر قريبة من الهيئة الفدرالية إن بلماضي لن يتخذ أي قرار قبل رحيل الاتحادية الحالية، بل يهمه كثيرا انتخاب رئيس جديد، بسبب انقطاع التيار في كثير من المرات بينه وبين شرف الدين عمارة، بعدما اختلف الرجلان في كيفية تسيير الفريق الوطني. وسواء عمارة أو بلماضي، فإن كليهما تفادى الكشف عن الخلافات الحقيقية التي وقعت بينهما، وربما كانت سببا في ما وقع للفريق الوطني في مباراته الأخيرة ضد نظيره الكاميروني على ملعب مصطفى تشاكر
مراجعة الحسابات الفنية من جديد في حال البقاء
ولم يكن بلماضي في منأى من ارتكاب أخطاء عديدة وهو على رأس الفريق الوطني، ومن أهمها اعتماده، لفترة طويلة، على نفس التشكيلة الأساسية بدون التفكير في خلق تنافس في صفوفها، عبر منح الثقة للاعبين آخرين ساءت حالتهم المعنوية بسبب استمرارهم على كرسي الاحتياط لفترة طويلة، والأمر هنا يتعلق بالمهاجمين محمد الأمين عمورة، وسعيد برحمة، وغزال، ووسط الميدان زرقان، والمدافع توبة، ألم يقل الجميع عن هذا الأخير، إن بلماضي قلّل من قيمته كثيرا بعد الإمكانيات الفنية والبدنية الكبيرة التي أبان عنها في اللقاء الأخير ضد الكاميرون
وسواء استمر بلماضي في العارضة الفنية لـ “الخضر” أو تركها، فإنه يُتوقع حدوث تغييرات كثيرة في تعداد الفريق الوطني، لكون هذا الأخير أصبح في حاجة ماسة إلى دم جديد، يمكّنه من مواجهة التحديات الجديدة التي تنتظره في الايام القليلة المقبلة .