الأربعاء، 19 مارس 2025 
صنع الدولي الجزائري نبيل بن طالب الحدث في وسائل الإعلام العربية والعالمية، بعد عودته المؤثرة إلى الميادين عقب غياب طويل بسبب الأزمة الصحية الخطيرة التي ألمت به، ليكتب قصة رائعة في عالم المستديرة، محققا انطلاقة جديدة ولا أروع بمساهمته في فوز فريقه ليل خارج الديار على حساب ستاد رين، ضمن منافسات الدوري الفرنسي.
وبعد ابتعاده عن المنافسة لـ8 أشهر كاملة إثر أزمة قلبية كادت أن تنهي مسيرته، شارك نجم “الخضر” بديلا في لقاء ستاد رين الذي استضاف فريقه ليل، لحساب الجولة 22 من “الليغ1” أول أمس، عقب أيام قليلة من منحه الضوء الأخضر للعب مجددا والتدرب مع زملائه لفترة وجيزة، ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع عودة مماثلة لصاحب 30 عاما، بالنظر للفترة الصعبة التي مر بها سواء من الناحية النفسية أو البدنية، ما يجعلها غير عادية على الإطلاق لما شهدته من مشاعر وفرحة استثنائية من زملائه وجماهير النادي الفرنسي وحتى الجماهير الجزائرية، إذ لم يتأخر كثيرا وتوج هذه العودة بهدف تاريخي، بعد دخوله أرضية الميدان بأربع دقائق، مانحا التقدم لفريقه في الدقيقة 80 من اللقاء، مستغلا كرة مرتدة من الحارس بعد ركنية، في سيناريو لا يمكن تخيله، وركض إلى مقاعد بدلاء ليل للاحتفال بهدفه مع زملائه بالفريق والطاقم الفني وسط فرحة هستيرية عطفا على قصة كفاح نجم نادي توتنهام الإنجليزي السابق من أجل العودة إلى ممارسة كرة القدم، قبل أن يضيف فريقه هدفا ثانيا في الدقيقة 86، ليعود ليل لسكة الانتصارات بعد هزيمتين متتاليتين في كأس فرنسا والدوري المحلي.
نجم “الخضر” ينال جائزة أفضل لاعب
ولم تنته الليلة الخيالية التي عاشها بن طالب عند هذا الحد، فقد نال جائزة أفضل لاعب في المواجهة رغم مشاركته في 14 دقيقة فقط، وأهدى لاعبو ليل جائزة رجل المباراة إلى الجزائري، بعد أن تنازل عنها زميله لوكاس شوفالييه لصالحه، تقديرا لمجهوداته وكرمزية كبيرة لاستمرار دعمهم للاعب. وجاءت مشاركة بن طالب كنقطة تحول في اللقاء، فزيادة عن الهدف الذي سجله، قدم نجم “الخضر” مردودا رائعا وإضافة قوية لوسط الميدان، وأبرز قدراته البدنية رغم ابتعاده الطويل عن الميادين محققا نسبة نجاح 100% في التمرير حسب ما أورده موقع “سوفا سكور” المختص في الأرقام والإحصاءات، كما نجح في القيام بـ10 تمريرات صحيحة من 10 كرات لعبها، كما فاز الجزائري بجميع الصراعات الثنائية.
بن طالب: “هذه اللحظات ستبقى محفورة في ذاكرتي للأبد”
وتحدث بن طالب عن عودته وهدفه التاريخي أمام رين بعد غيابه عن الميادين منذ 18 جوان 2024، وقال في تصريحات لشبكة “دازن” بعد اللقاء: “تدربت يومي الخميس والجمعة، ثم قيل لي إنه من المحتمل أن أكون ضمن قائمة اللاعبين المعنيين بمواجهة رين”، وتابع: “عند تنفيذ الركنية قلت لنفسي يجب أن أساعد الفريق لأننا كنا متعادلين”، وأوضح: “إنه أمر لا يصدق، تلك الصور ستبقى محفورة مدى الحياة. هناك أشياء لا يمكن نسيانها ولن أنساها عندما أتوقف عن لعب كرة القدم، وهذه واحدة منها”، وأردف: “بصراحة.. التسجيل؟ لا، لم أفكر في ذلك، ولكن العودة إلى الملاعب كنت أتخيلها منذ ثمانية أشهر”، وأوضح: “لقد أصبحت مثل “الكشافين”، كنت أشاهد المباريات من أعلى (المدرجات) وأتساءل كيف يمكنني التحسن”، وختم: “لقد عملت بجد خلال الأشهر القليلة الماضية لتحقيق هذه النتيجة. يجب أن نتذكر ذلك، لكن الشيء الأكثر أهمية هو صحتي وصحة الجميع، والأهم من ذلك أننا حصلنا على النقاط الثلاث”، وختم بالقول: “أود إهداء الفوز لزوجتي ووالدي”.
مدرب ليل: “قصة بن طالب تستحق أن تكون فيلما سينمائيا”
من جابنه، عبر مدرب ليل برونو جينيسيو، عن سعادته بالعودة المثالية لنبيل بن طالب، واصفا قصته بأنها تستحق أن تكون فيلما سينمائيا، صرح لقنوات “دازن” قائلا: “لن أعود للحديث عن أزمته الصحية لأن ذلك سيكون بمثابة عدم احترام لنبيل، لكن في جوان من العام الماضي كنا جميعا قلقين للغاية. أولا لصحته ولكن أيضا لبقية حياته المهنية”، وتابع: “هدف نبيل بن طالب بعد غيابه الطويل بسبب إصابته بسكتة قلبية؟ يستحق أن يتم تصويره في فيلم سينمائي”، وأضاف “من الواضح أن الفوز كان مهمًا بعد الأداء السيئ الأسبوع الماضي. ولكن الأهم من ذلك، في ظل هذه الظروف، أنه يمنح المزيد من الفرحة، لنبيل بن طالب وكذلك للاعبين الآخرين”، وأردف “أنا لا أؤمن بالحظ، لقد استحق بن طالب ذلك، لقد آمن بنفسه. إنها قصة رائعة لا تصدق”، وختم “هدف نبيل وضعنا في حالة من السعادة الغامرة، من الصعب وصف ذلك. هذه اللحظة ستظل محفورة في تاريخ النادي”.