بن كيران يتهجم على الجزائر بدل أن يتّهم سيّده ومولاه بالتطبيع مع الصهاينة والعدوان عل الجيران

بن كيران يتهجم على الجزائر بدل أن يتّهم سيّده ومولاه بالتطبيع مع الصهاينة والعدوان عل الجيران

في خرجة جديدة ومثيرة للشكوك من دوافعها، أطلق رئيس حزب “العدالة والتنمية” المغربي عبد الإله بن كيران، في كلمة له بمناسبة أول اجتماع للجنة الوطنية بعد المؤتمر الاستثنائي لحزبه، اتهامات خطيرة بحق الدولة الجزائرية، زاعما أن “النظام الجزائري ظلم المغرب ويستعمل أموال النفط والغاز لزعزعة استقرار المملكة”.

يبدو أن قطع الغاز الذي فرضته الجزائر على المخزن بسبب ممارساته العدائية ضدها، أوجع بن كيران كثيرا، وعوض أن يوجه اتهاماته إلى سيده ومولاه الملك الذي يتسبب بحمقه وغبائه في جلب المشاكل لشعبه، زيادة على المشاكل والأزمات الاجتماعية التي يتخبط فيها، راح يتهم الجزائر التي لا علاقة لها بما يحدث في الداخل المغربي بأنها سبب الفوضى والاضطراب، وطبعا هو يقصد هنا الاحتجاجات العارمة التي تشهدها المملكة، وما علاقة الجزائر بهذا يا ترى؟ لا يوجد أي علاقة إلا في رأس بن كيران المخبول وقلبه الحقود ولسانه السليط.

السياسي المخزني المحسوب على التيار الإسلامي، أتى بالعجب العجاب عقب هذا الكلام، وبعد أن ألصق مسؤولية تطبيع بلاده مع الكيان الصهيوني، بصاحبه رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني، فاتهم الجزائر بأمر غريب وغير منطقي بالمرة، وقال أن “علاقات المغرب مع إسرائيل قديمة، لكن لولا الجزائر ما وصلت إلى هذا الحد، وأنا لا أبرر لأي أحد”، وكأن الجزائر التي ترفض أن تقيم أي علاقة مع الكيان الغاصب هي من جاءت بوزيري الخارجية والحرب الصهيونيين إلى المغرب وهي من عرضت على ملكه الذي لم دعُ الصهاينة إلى أرضه ويجلبهم إلى المنطقة، أن يطبع معهم؟

بن كيران العائد على رأس حزب العدالة والتنمية المحسوب ظلما على الإسلام، بدل أن يعتذر للشعب المغربي الذي لفظ سعد الدين العثماني، رفيق دربه، مُوقِّع اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكنس حزبه خارج السلطة، راح يتهجم على الجزائر ويتهمها بدون مبرر وجيه أو دليل معقول، وكأنها سبب الضياع الذي يعيشه نظام المخزن المطبّع مع الصهاينة والتيه الذي يوجد عليه حزبه مبرم اتفاقيات التطبيع والمبرر لها.

زعيم الحزب المخزني البعيد جدا عن الإسلام، دين المواقف الذي يرفض الخنوع للصهاينة والأعداء، زعم أن “الجزائر تغلق حدودها مع المغرب بسبب خوفها من حب الجزائريين للمغاربة”، وهذه مغالطة مفضوحة، يريد هذا المدّعي أن يفرق بها بين الشعب الجزائري وسلطاته، فكلاهما يرفضان التطبيع، وليس كما هو حال النظام المخزني المطبع – وهو وحزبه جزء منه- والشعب المغربي المناهض له، ومن المؤكد أنه لا توجد لدى الجزائريين أي مشكلة مع إخوانهم المغاربة، ولكن الإشكال الأكبر هو نظام المخزن الذي يسعى بن كيران ومن هم على شاكلته إلى التستر على فضائحه والتغطية على جرائمه.

ليت بن كيران تحدث عن الجزائريين الثلاثة الذين قتلهم المخزن قبل أسابيع قليلة، ليته أدان الفعلة الشنيعة التي تتسبب في إذكاء نار الخصومة بين الأشقاء، وبدلا من ذلك راح يتهم الجزائر ظلما ومكرا أيضا “بالتحرش بالمغرب طيلة 40 عاما كاملة”، وزاد من ضغط الشيتة التي كان يستخدمها في تملقه واستجدائه لسيده ومولاه سادن المخزن حتى يلمع صورته المليئة بالأوساخ والقذارة، حينما قال أن حزبه “سيدافع عن الملك في حال قيام حرب مع الجزائر”، وبماذا سيدافع هذا الحزب الضعيف يا ترى، وهو لم يقنع حتى المغاربة ببرنامجه الانتخابي، أم تراه يريد أن يكذب كذبة جديدة يستعيد بها الأصوات الضائعة التي حرمه منها الناخبون المغاربة في التشريعيات الأخيرة، هذا هو التفسير الوحيد والأكيد لخرجة بن كيران الغريبة والمريبة.

أحمد عاشور