بوريطة جاء إلى الجزائر وفي حقيبته أجندة صهيونية لإفشال أيّ قرار عربي موحد في صالح القضية الفلسطينية

بوريطة جاء إلى الجزائر وفي حقيبته أجندة صهيونية لإفشال أيّ قرار عربي موحد في صالح القضية الفلسطينية

دخل وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري، الذي عقد مساء أمس بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة، وفي رأسه خطة جهنمية محكمة لإفساد القمة العربية قبل التئامها.

الدبلوماسي المغربي نزع ثوب الدبلوماسية واللباقة وانطلق في تنفيذ استفزازاته من أجل تحقيق غرضه بجرّ الجزائر إلى مستنقع الوحل المخزني، المعدّ مسبقا لإغراق حلم لمّ الشمل الذي لا تريد له مملكة الشرّ، وبإيعاز من الكيان الصهيوني، أن يجتمع ويبقى على الدوام وإلى الأبد ضعيفا ومبعثرا، مليئا بالخلافات والأحقاد، من أجل هدف واحد وهو إفشال أي قرار في صالح القضية الفلسطينية، وبالتالي بقاء حظوظ الصهاينة وفيرة ولأزمنة قادمة من أجل استقرار كيانهم الغاصب.

وكأيّ صبيّ صغير يدرس في الابتدائي يفعل المستحيل من أجل لفت أنظار أقرانه، فيكثر الضجيج، وعندما يتجاهله الجميع يغيّر خطته وينطلق في استفزاز أصحاب الدار، فيكسّر لهم كأسا أو يسكب الماء على الأثاث، فقط من أجل الحصول على أدنى حجة كي يثبت بها لسكان الحيّ أن جيرانهم سيّؤون ويطردون ضيوفهم من البيت، على الرغم من أنهم يرفعون شعار “لمّ الشمل”.

بوريطة خرج عن كل الأعراف الدبلوماسية، خلال اجتماع الأمس، مع الوفد المغربي المرافق له، فبدأ بإثارة الفوضى حينما راح يطلب الكلمة لأكثر من مرة، محاولا بأسلوب مجانب للباقة أن يكيل اتهامات جزافية وغير مؤسسة لدول العربية من بينها الجزائر، إلى جانب دول أخرى غير عربية.

وزير الخارجية المغربي، وبعد أن فشل في الحصول على ما يريده، حينما رأى أن الجميع لا يلتفت إلى تشويشه الصبياني داخل القاعة الفسيحة، التي ضاع فيها صوته الأجوف حتى أنه أصبح أخفت من دبيب نملة فوق جبل شامخ، حيث أنهم انهمكوا بمناقشة الملفات المعروضة أمامهم في سباق محموم مع الزمن من أجل التوصل إلى نتائج مثمرة حول القضايا المرفوعة إليهم، ترك الاجتماع وغادره مملوءا بالغيض والحنق كونه فشل في تنفيذ خطته الخائبة.

لكن الآمال سرعان ما عادت لتراوده من جديد وهو يسير في أروقة المركز الدولي للمؤتمرات، ليبدأ معها في تنفيذ فكرة جهنمية لا تقل عن سابقتها دناءة ووضاعة، فأوعز لمسؤولين في الوفد المرافق له بمغادرة الجزائر، حتى تنقل وسائل الإعلام تحليلات فيها الكثير من الغموض حول أسباب “عودة بوريطة إلى المغرب”، قبل انعقاد القمة، وتصبح تلك التحليلات أخبارا تتناقلها المواقع والصفحات والقنوات، تفيد بأن “الجزائر التي ترفع شعار لم الشمل طردت الوفد المغربي”.

لكن الحكمة الجزائرية المتزنة والرصينة تمكث دائما في الأرض ولا تتطاير في الهواء، ليعلوها زبدُ غيظ بوريطة والمخزن، الذي يذهب جفاءً دون أن يترك نفعا لغيره، اللهم إلا للصهاينة شركاؤهم في خطة إفساد العرس العربي، وإفشال أي قرار يصبّ في صالح دعم القضية الفلسطينية، وفي مصلحة توحيد الصف العربي وبعث حلم الوحدة والعمل المشترك.

أحمد عاشور