كشف المدير الفني السابق لـ “الفاف” بوعلام لعروم عن المعايير التي اعتمدتها اللجنة المكلفة بدراسة السير الذاتية للمرشحين لخلافة الناخب الوطني جمال بلماضي، مؤكّدا أنّ اللجنة قامت بتقليص القائمة إلى 6 أسماء فقط بعدما كانت 20 اسما يوم الخميس الماضي.
وقال لعروم لدى نزوله ضيفا على برنامج “دزاير سبور” بقناة “دزاير توب” الإلكترونية أنّ مهمّة اللجنة هي دراسة السير الذاتية من الجانب الفني فقط، وليست مخولة باختيار مدرب لـ “الخضر”: “اللجنة وضعت من قبل الفاف لدراسة السير الذاتية للمرشحين، لأن الدراسة والتقييم يتطلب أمورا فنية، وأنا أتشرف بتواجدي ضمن اللجنة، كنت قد أرفض لو كان الدور مختلف”، مضيفا: “دورنا فني وتقني، وهو بمثابة تأدية واجب ورد الجميل لكرة القدم الجزائرية”، وواصل بوعلام لعروم: “اللجنة ليست لها أي دور ثاني، سواء مع بقاء بلماضي أو رحيله مهمتنا تقف عند دراسة السير الذاتية للمرشحين لتدريب المنتخب الوطني، أما بقاء بلماضي من عدمه فليس من اختصاصنا”.
وبخصوص المعايير التي اعتمدتها اللجنة التي عقدت أول اجتماع لها يوم الخميس الماضي، قال محدثّنا: “المقاييس معروفة، والأمر الجيد هو أنني سبق وأن كنت يوما ما في هذه اللجنة وقمنا بنفس الشيء، ودعمناها بأمور أخرى، لا ننسى أنّ الجزائر وصلت إلى مستوى كبيرا، سواء من حيث الفرديات الموجودة أو كفريق بما أنّ اللاعبين يلعبون في أندية كبيرة، يجب على الشخص الذي يتولى الإشراف على العارضة الفنية أن يكون ذا مستوى، ومن بين أهم الشروط، هو المعرفة الجيّدة للقارة الإفريقية وأن يكون مطلعا على البلدان والمستويات القارية”.
وأردف”كما أنّ التواصل بصفة عامة مهم جدا في اختيار المدرب الجديد وهذا أهم شيء للتواصل مع المسؤولين وأيضا اللاعبين ومحيط المنتخب الوطني ووسائل الإعلام هذا يؤخذ بعين الاعتبار، وتطرقنا أيضا إلى الأمور الفنية من ناحية الفلسفة والمنهجية وطريقة اللعب، يجب أن تكون أقرب لطريقة المنتخب الجزائري حتى لا يكون المدرب في واد واللاعبين في واد آخر ونحتاج لوقت أكبر لتأقلم كل الأطراف”. وواصل “التحديات والرقمنة موجودة تعطيك كل التفاصيل على أي مدرب كان، كما أننا اتصلنا ببعض الأشخاص على المستوى القاري للاستفسار أكثر، “الآن دورنا يقف هنا بعدما درسنا 20 سيرة ذاتية موجودة”
“الجزائر بلد كبير بحاجة إلى مدرب من المستوى العالي”
كما اعتبر لعروم، في تصريحاته لـ “دزاير توب” أنّ الجزائر أصبحت بلدا كبيرا في جميع المجالات، وبالتالي هي تحتاج لمدرب يكون في حجم البلد، قائلا :”مهمتنا هي التصفية والغربلة، لأنّ العديد من المدربين بعثوا سيرهم الذاتية، وهذا من حقهم لأن الباب مفتوح أمام الجميع، وقمنا باستثناء بعض المدربين الذين لا يمتلكون مستوى والذين عملوا 6 أشهر فقط مع فريق أول، هذا منتخب وطني ليس للتجربة، ولا ننسى أنّ الجزائر بلد كرة القدم، وأصبحت من بين أكبر البلدان في العالم ولها مكانة عالمية”. ونفى ذات المتحدّث أنّ تكون اللجنة هي من تحدد المدرب الجديد لـ “محاربي الصحراء”، مبرزا “تحديد هوية المدرب لا علاقة لنا به، شاركنا في التحضير وقمنا بدراسة 20 سيرة ذاتية، واخترنا منها 6 أسماء مرشحة لتدريب الخضر”.
“الأجرة المالية من اختصاص الفاف ”
وفي ردّه على سؤال بخصوص أنّ “الفاف” قد حددت سقف الأجرة المالية لكل مدرب قال لعروم : “كل السير الذاتية التي درسناها قدمتها لنا الفاف، وفي بعض الأحيان استعملنا بعض الوسائل التقنية العالية من خلال الرقمنة، وهنا توقف دورنا على الناحية الفنية، أما باقي الأمور الإدارية القانونية والمالية فليست من اختصاصنا، وأهم شيء هو أن نكون قد وفقنا في اختيار الأسماء الستة”.
“قائمة المرشحين لتدريب الخضر تقلصت لـ 6 أسماء”
كما أشار نفس ضيف برنامج “دزاير سبور” إلى أنّ اللجنة قامت بتسليم قائمة من 6 أسماء إلى الاتحادية الجزائرية والتي بدورها ستفصل في هوية خليفة بلماضي :”الخطوة الأولى قمنا بها، ولا تنسوا أنّ المدير الفني عامر منسول معنا في اللجنة وهو الرئيس وممثل الاتحادية، دورنا هو التقييم من الناحية الفنية ولا نخرج على هذا الإطار، استدعاؤنا كان واضح منذ البداية هو دراسة السير الذاتية التي أرسلت، وكانت مجهزة بكل شيء اسم المدرب المناطق التي عمل بها، اللغة وهو ما جعل مهمتنا سهلة”.
“جئت في سبيل خدمة الوطن ودون أي مقابل”
وكشف المدير الفني السابق للاتحادية الجزائرية أنّه لبى دعوة الرئيس وليد صادي في سبيل خدمة الوطن لا غير وأنّ اللجنة تقوم بهذا العمل دون أي مقابل ونوّه “للجنة دائما جاهزة، جئنا في سبيل خدمة الوطن، وبدون أي مقابل مادي، في البداية لم أكن أفكر في القدوم ولكن بعد اتصال المدير الفني عامر منسول قال لي بأنّه واجب وطني لذلك قبل”، وأكّد لعروم أنّ مهمة اللجنة ” لم تنته بشكل رسمي، لا تزال هناك ستة أسماء سنواصل دراستها أكثر للبحث عن الأنسب وليست للغربلة”. وبخصوص عدمك تواجد أسماء المدربين المحليين ضمن القائمة التي سلمتها “الفاف” للجنة المكلفة بدراسة السيرة الذاتية قال لعروم :”أول من كان يدافع عن المدرب المحلي هو بوعلام لعروم، ومن حق أي مدرب تقديم سيرته الذاتية سواء كان مدربا أجنبيا أو محليا”
“الإقصاء من الكان أثر فينا ولست مخولات بتقييم عمل بلماضي”
وعلٌّق بوعلام لعروم على الخروج المخيب للمنتخب الجزائري من نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي جرت وقائعها بكوت ديفوار، غير أنّه رفض تحمل بلماضي المسؤولية، معتبرا أنّ الفاف هي المخولة بتقييم النتائج :”كل الجزائريين لا يزالون متأثرين للطريقة التي أقصي بها المنتخب، واحتراما لبلماضي لا أستطيع أن أقول أي شيء حتى يصرّح هو، لست هنا لإطلاق النار على سيارة الإسعاف، ويوم بدأ كان طالبا عندي، حينما أرى أشياء في المباراة لا أقدح وفيه، ممكن أنني لا أمدحه لكن لن أنتقده”، وتابع “ليس من حقي تقييم المنتخب الوطني بل هناك مسؤولين والاتحادية هي المخولة بذلك”.
كما رفض المدير الفني السابق المطالب التي تتعالى باعتزال ركائز “الخضر” عقب نكسة “كان” كوت ديفوار مشيرا:”هناك العديد من الأشخاص الذين يقولون بأنّ كل لاعب بلغ سن 35 عليه أن يعتزل، وهذا خطأ هذا من حق المدرب فقط، حتى بلماضي لو يقوم بتقييم هو ما يحدد الأسماء التي ستبقى إلى غاية مونديال 2026، ويحدد اللاعبين الذين سيبني عليهم المنتخب، يجب ألا نعود إلى نقطة الصفر وهذا هو الخطأ الذي كنا نرتكبه في كل مرة، أن نبعد اللاعبين دون تقييم”.
“المنتخب يمتلك لاعبين نجوما في أنديتهم وعلينا استغلالهم جيّدا”
وبخصوص التحديات التي تنتظر “الخضر” مستقبلا قال لعروم : “يجب أن نعرف كيف نتجاوز هذه المرحلة، المجموعة متكونة من لاعبين صغار السن وآخرين على مشارف الاعتزال، الآن يجب إجراء تقييم دقيق وليس على أساس الأسماء والأشخاص، الحمد لله اليوم لو نرى اللاعبين الموجودين مقارنة بالسنوات الماضية ، كانوا في بعض الأحيان حتى في نواديهم لا يلعبون بشكل أساسي، واليوم لدينا نجوم في أنديتهم علينا أن ة نوفر لهم جميع الوسائل ونهتم بهم لنستفيد من نجوميتهم ومستواهم”، وأكمل حديثه “اللاعبين تحس بأنهم متخلقين ومؤدبين، ما عليك إلا أن تحسن استعمالهم في المنتخب، ويجب ألا ننسى أن نأخذ دائما بعين الاعتبار أن تحسهم بأنهم في بلدهم، ونحن نريد بمجيئهم أن يكون هناك تنافس مع المحليين، تنافس رياضي وليس بالأسماء، وذلك من خلال إعطاء أكبر أهمية للفريق المحلي ومتابعته أكثر”.
“لهذه الأسباب مهمّة صادي لن تكون سهلة.. ”
من جانب آخر، أكّد بوعلام لعروم بأنّ مهمة رئيس “الفاف”، وليد صادي لإعادة هيبة الكرة الجزائرية ليست سهلة خاصة بعد النتائج المخيبة لـ “الخضر” وعلّق قائلا :”اليوم نرى رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي في هذه الوضعية، لولا خيبة كأس أمم إفريقيا ممكن كان سيقوم بأمور أخرى، والآن عليه أن يعالج هذه المشكلة، لو تأهلنا وبلغنا أدوارا متقدمة كان سيكون أمرا آخر وتكون مهمته سهلة نوعا ما”، وتابع :”حينما تكون الأمور هكذا حتى السلطات العليا تتدخل، وهذا أمر جميل، لابد أن يكون الدعم، ولابد من العمل كما يجب، لأن متطلبات الكرة الحديثة تتغير كل سنتين، من أسلوب، والتمرين والتخطيط، في وقت سابق كان هناك مدرب ومساعد فقط، أما الآن فهناك طاقم موسع مكون من مدرب مساعد مدرب ومحضر بدني ومدرب حراس وحتى محلل الفيديو”.
وفي ختام حديثه ، عبّر بوعلام لعروم عن آماله في أن تكون اللجنة قد وفقت في اختيار قائمة المدربين المرشحين لتدريب المنتخب الجزائري.