بيتكوفيتش يبصم على أرقام استثنائية مع “الخضر”
أنجز المنتخب الوطني الجزائري المهمة، وتمكن من التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2025، عقب العودة بفوز رائع من طوغو (0-1)، لدى مواجهته منتخب هذا البلد، لحساب الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة للنسخة المقبلة من المنافسة القارية، وهو الانتصار الرابع على التوالي ليتصدر “الخضر” المجموعة الخامسة برصيد 12 نقطة، ويواصلون على إثره الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش تحقيق النتائج الباهرة منذ توليه العارضة الفنية لـ”الخضر”، وحسم أول أهدافه.
وقبل جولتين عن نهاية التصفيات، ضمن المنتخب الوطني تأهله إلى “كان 2025″، وهي المرة 21 في تاريخه، محققا العلامة الكاملة بعد أربع انتصارات على غينيا الاستوائية وليبيريا وطوغو في مناسبتين، ليتصدر “الخضر” المجموعة الخامسة برصيد 12 نقطة، ويحقق المدرب فلاديمير بيتكوفيتش أول أهدافه منذ تعيينه لتدريب “الخضر” شهر مارس الماضي، وينجح في إعادة الفريق إلى الواجهة في ثمانية لقاءات قاد خلالها رفقاء القائد رياض محرز.
إحصائيات رائعة والدفاع النقطة السوداء
وبلغة الأرقام، لا يمكن إغفال الإحصائيات التي حققها المنتخب الوطني في عهد المدرب البوسني، حيث كانت مباراة طوغو أول أمس، هي الثامنة له على رأس الطاقم الفني لـ”الخضر”، بواقع وديتين و6 لقاءات رسمية، وقد استطاعت التشكيلة الفوز في 6 لقاءات أمام بوليفيا (ودية) وأوغندا وغينيا الاستوائية وليبيريا وطوغو في مناسبتين، مقابل هزيمة واحدة ضد غينيا وتعادل مع جنوب إفريقيا (ودي)، كما سجل هجوم “الخضر” 20 هدفا وتلقى 9 أهداف وحافظ الدفاع عن عذرية شابكه في ثلاث لقاءات، غير أن الخط الخلفي، يعتبر النقطة السوداء والحلقة التي تثير المخاوف، بالنظر للمستوى الذي قدمه الدفاع، وهو ما يستلزم تصحيح الأخطاء من قبل الطاقم الفني في قادم المواعيد، خالصة وأن نقطة إيجابية أضيئت خلال لقاء طوغو أول أمس، ويتعلق الأمر بالحارس أليكسيس قندوز الذي قدم مباراة رائعة ولفت الأنظار بعد مردوده الرائع في ثاني ظهور له أساسيا مع الفريق الأول.
أول مدرب يحقق ثلاث انتصارات متتالية خارج الديار
إلى ذلك، سجل الطاقم الفني لـ”الخضر” رقما استثنائيا خلال لقاء طوغو، حيث يعتبر المدرب بيتكوفتيش أول ناخب وطني يحقق ثلاث انتصارات على التوالي خارج الديار وكان ذلك أمام أوغندا في تصفيات كأس العالم 2026 وضد ليبيريا وطوغو في تصفيات “الكان”، وهو ما يؤكد بأن المدرب تعوّد على أجواء القارة السمراء واستطاع دراسة الظروف والتعامل معها سريعا رغم أنها تجربته الأولى في إفريقيا، وهو ما ظهر من خلال تغييره نهج اللعب والتشكيلة للتعايش مع الأجواء المحيطة سواء المناخية أو الفنية أيضا.
الاعتماد على المجموعة وليس الفرديات
وما يجب التنويه له، والملاحظ هو أن المدرب بيتكوفيتش وطاقمه يصرون على روح المجموعة والاعتماد على الكتلة البشرية بدل الفرديات وهو ما يؤكد عليه في تصريحات أو في قراراته الفنية خلال المباريات أو التربصات بشكل عام، وقد برر خياراته في أكثر من مناسبة، بأنه يريد بناء فريق يعتمد على المجموعة وهذا ما حصل في حالة الثنائي يوسف بلايلي وفارس شايبي وعدم استدعائه، والأبرز أيضا، هو إحالته النجم رياض محرز إلى دكة الاحتياط في لقاء طوغو الأخير، بعد مستواه المتواضع في لقاء الذهاب بعنابة.
القادم سيكون أصعب والأهم هو التأهل إلى المونديال
وبالرغم من أن التأهل إلى أمم إفريقيا 2025، يعتبر من ضمن أهداف الطاقم الفني، غير أن المنتخب الوطني أصبح متعودا على التواجد في العرس القاري خلال النسخ الماضية والسهولة التي يجدها في تحقيق ذلك، بالنظر للتركيبة البشرية التي يحوزها الفريق، دون إغفال عمل الطاقم الفني، إلا أن الجميع في بيت المنتخب وكذا الجماهير الجزائرية، تحلم بالتواجد في مونديال 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا، بعد تضييع مونديال 2018 بروسيا والمونديال العربي بقطر 2022، الذي لا يزال يشكل حسرة لعشاق “الخضر”، ما يجعل المهمة القادمة للناخب الوطني هي الأصعب والأهم أيضا، خاصة بعد تلقي الهزيمة في الجولة الثالثة من التصفيات على يد غينيا داخل الديار، بالرغم من التدارك سريعا بعدما أمام أوغندا، إلا أن الحذر يبقى مطلوبا ولن تكون الأمور سهلة، لاسيما في ظل تقاسم الصدارة مع موزمبيق مع الأفضلية لـ”الخضر” من جانب فارق الأهداف.