بيتكوفيــــــــتش يخـــــــــــــــرس أفواه “المتـــــــــــــــكالبيـــــــن”

عاد المنتخب الوطني الجزائري بانتصار باهر أمام مستضيفه الليبيري مساء أول أمس، بثلاثية دون رد، برسم الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، وذلك بعد أيام قليلة فقط من تدشين التصفيات بفوز ثمين أمام غينيا الاستوائية يوم الخميس الماضي، بملعب ميلود هدفي في وهران، لتكون بذلك أحسن انطلاقة لـ “محاربي الصحراء” الذين يراهنون على استعادة هيبة الجزائر على مستوى الكرة الإفريقية بعد النتائج الهزيلة التي حققها المنتخب في السنتين الماضيتين.

ورغم أنّ المنتخب الجزائري لا يزال في بداية المشوار ورحلة البناء تحت قيادة المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش إلا أنّ النتائج التي حققها الأخير منذ توليه زمام العارضة الفنية شهر مارس الماضي، وإلى غاية الآن وهو الذي بصم على 3 انتصارات من أصل 4 مباريات رسمية مقابل هزيمة واحدة، إلى جانب فوز وتعادل في المباريات الودية أمام بوليفيا وجنوب إفريقيا على التوالي، تؤكّد أنّ المنتخب يسير في الطريق الصحيح نحو استعادة هيبته القارية.

ويبدو أنّ نتائج “الخضر” الباهرة لم تشفع لبعض المتكالبين على المنتخب الجزائري، الذين لم يستسيغوا الخطوة الجريئة من قبل “الفاف” ورئيسها وليد صادي، بإجراء تغييرات جذرية على مستوى العارضة الفنية لـ “محاربي الصحراء” عقب النتائج الهزيلة في السنوات الماضية متمثّلة في الخروج المخيب من الدور الأول في نسختين متتاليتين لكأس أمم إفريقيا (2022 و2023)، والفشل في بلوغ مونديال قطر 2022، حيث راحوا يوجّهون سهام انتقاداتهم، لأعلى هيئة كروية في الجزائر، ويريدون تصفية حساباتهم ولو كان ذلك على حساب منتخب بلدهم.

وسعت هذه الأطراف جاهدة قبل انطلاق تربص سبتمبر الجاري للاصطياد في المياه القذرة، ونشر الإشاعات بهدف ضرب استقرار المنتخب الوطني تارة بخصوص القائمة المستدعاة للمشاركة في مواجهتي غينيا الاستوائية وليبيريا، وتارة أخرى حول كثرة الإصابات في صفوف “الخضر” التي كانت بمثابة تحد بالنسبة لبيتكوفيتش الذي رفض تعويض اللاعبين وأصر على الحفاظ على نفس التعداد.

الـــــرد فوق الميــــــــدان… سلاح بيتكـــــــوفيتش

ولعل أفضل رد للتقني البوسني بيتكوفيتش، هو العمل الكبير الذي يقوم به مع تشكيلة “الخضر” والحيوية التي أعادها للاعبين وبعثه المنافسة بين الجميع ما يعود حتما بالفائدة على المنتخب الوطني، فبعد ثلاثة تربصات قادهم على رأس “الخضر”، تمكن من منح التشكيلة أبعادا جديدة وفي مرحلة البناء والتجديد من خلال إعادة الهدوء بالنتائج وإيجاد الحلول الفنية بشكل سريع وفي جميع اللقاءات تقريبا، وهذا رغم تعرض العناصر للإصابات أو الغيابات بمختلف الأسباب، ما يؤكد بأنه يسعى لإحياء المنافسة بين أشباله والتركيز على الأمور الفنية، بمنح الفرصة لجميع اللاعبين والبقاء على نفس المسافة معهم، وأكبر دليل هو لقاء ليبيريا الذي شهد ضربة موجعة قبل التنقل إلى “مونروفيا”، لكن فوق الميدان لم يظهر أن هناك غيابات وقام بتغيير الخطة تماشيا مع الظروف ونجح في رهانه بتحقيق نتيجة رائعة أسكت من خلالها المشككين والمتربصين.

ومن جانبها، لعبت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ورئيسها وليد صادي دورا كبيرا، في بلوغ النتائج الحالية، وذلك بعدما سعت جاهدة لوضع المنتخب والطاقم الفني في أفضل الظروف وحمايته من الهجمة المسعورة من قبل بعض الأطراف التي تنتظر أي تعثّر لـ “محاربي الصحراء” لسل سيوفها وشن حملتها “غير البريئة” وهو الأمر الذي تقف له “الفاف” بالمرصاد، وتسخّر كل الإمكانيات الممكنة لتحقيق النتائج الإيجابية ودخول عهد جديد في “الخضر”.