التاريخ لا ينسى ولا يرحم، ولم يفته أن يسجل في صفحاته المشينة منه ما فعله جيش محمّد السّادس “رئيس لجنة القدس” في حقّ الفلسطينيين من غدر وخيانة وتواطؤ وتآمر.
لقد كتب التاريخ المخزي لنظام المخزن عميل الكيان الصهيوني صفحة مليئة بالعار والذلّ والهوان، ففي 13 سبتمبر 2022 زار رئيس أركان الجيش الملكي المغربي الجنرال الفاروق بلخير الكيان الصهيوني، حيث تمّ استقباله في مقر قيادة الأركان العامة الصهونية، من قبل نظيره الصهيوني أفيف كوخافي، في مشهد مليء بالإذلال والاحتقار والاستعباد.
أبواق المخزن كتبت عن هذه الفضيحة المخزية بدون خجل أو حياء: “الجنرال الفاروق بلخير يُطالع التجربة العسكرية الإسرائيلية في الدفاع والاستخبار”، وكأنّ للجيش الصهيوني تجربة عسكرية أخرى غير قتل الفلسطينيين والعرب يمكن لجنرال المخزن الاطلاع عليها!!
الناطق الرسمي باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي كتب في تغريدة على تويتر، عن هذه الزيارة: “حين يصدح النشيد الوطني المغربي في مقرّ قيادة الأركان العامة الإسرائيلية إلى جانب النشيد الإسرائيلي على وقع رفرفة علمي الدولتين نتأكّد أننا دخلنا مرحلة عنوانها الانفتاح”، أو لعلّه كان يقصد مرحلة عنوانها “الإنبطاح”.
فصل آخر مشين لا يقل خزياً عن سابقه دوّنته القوات المسلحة الملكية المغربية على صفحتها عبر تويتر، في 16 فبراير الماضي، في تغريدة لها مرفوقة بصور لمسؤولين عسكريين من الكيانين الغاصبين، جاء فيها:”وفد رفيع من المدفعية الملكية يزور دولة إسرائيل، في إطار تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين المدفعية الملكية ونظيرتها بجيش الدفاع الاسرائيلي. الوفد زار بالمناسبة عدة مواقع عسكرية للتعرف على التحديات الميدانية التي تواجهها المدفعية الاسرائيلية.”
وخلف هذا الهراء التبريري تبرز حقيقة مفادها أنّ المخزن كان قد أرسل ضباطاً إلى الكيان الصهيوني للتعرف عن قرب على طريقة قصف منازل الفلسطينيين باستخدام سلاح المدفعية.
ناشط فلسطيني تساءل مستغرباً هذا المستوى “العالي” أو ربما بعبارة أصحّ وأدقّ، “السافل والساقط”، من التعاون بين بلد من المفروض أنه عربي مسلم مع كيان صهيوني غاصب: “متى ستقصفون المسجد الأقصى بمدفع مشترك؟”
لقد أثبتت مثل هذه الزيارات أن العلاقات العسكرية بين المخزن والكيان الصهيوني هي إذعان وخزي وعار جلبه النظام العلوي للشعب المغـربي وخيانة للقضية الفلسطينية وتواطؤ مع عدوّ الأمّة.
وكما يقال “الطيور على أشكالها تقع”، تلتقي الأنظمة الاستعمارية والتوسعية وتعقد اتفاقيات وتحالفات عسكرية، وتطّلع على تجاربها، ليس لحماية بعضها بعضا، فقد أثبتت المقاومة الفلسطينية خلال هذه الأيام أن الكيان الصهيوني عاجز عن حماية نفسه، ولكن لقمع الشعبين الفلسطيني والصحراوي وأيضا للتمسك بالأراضي التي يحتلانهما ويغتصبانهما.