استأنفت شركة الهاتف النقال “أوريدو”، نشاطات نادي الصحافة التابع لها والدورات التكوينية لفائدة الصحافيين ومُحترفي الإعلام، وذلك بعد انقطاع دام أكثر من سنتين بسبب الأزمة الصحية.
وتم اليوم الأربعاء، تنظيم الدورة التكوينية الـ67 بمقر مدرسة المبيعات التابعة لأوريدو الواقعة بحيدرة بالجزائر العاصمة، وذلك بالتعاون مع وزارة الرقمنة والإحصائيات، تحت عنوان: “التحول الرقمي في الجزائر”، أين قدمها المدير العام للرقمنة بالوزارة، حسان درار.
واستهلت الدورة التدريبية، بعرض قدمه، مدير الشؤون المؤسساتية للشركة، رمضان جزايري، حول أنشطة نادي الصحافة، الذي تم اطلاقه سنة 2006، مُذكرا بمختلف المواضيع المتناولة في الدورات التدريبية الـ 66 التي أُجريت إلى حد الآن، منها ثماني دورات لفائدة الصحفيين المراسلين في المناطق الجهوية.
كما أعلن رمضان جزايري خلال تقديمه لعرضه، عن إطلاق الطبعة الخامسة عشرة للمسابقة الصحفية “نجمة الإعلام”، قريبا.
ومن جهته، قدم درار لمحة شاملة عن التحول الرقمي في العالم والذي يتوافق مع الثورة الصناعية الرابعة أو ما يعرف بالصناعة 4.0 التي بدأت في سنوات 2000، مدعما عرضه بإحصائيات شهر جانفي 2022.
وكشف ذات المتحدث، أن عدد مستخدمي الهاتف النقال بلغ 5.31 مليار، وعدد مستخدمي الإنترنت 4.95 مليار، في حين فاق عدد الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي 4.62 مليار.
وفي هذا الصدد، لفت المكون، إلى أن هذه الأرقام تبرز النمو القوي، من سنة لأخرى، لعدد مستخدمي التقنيات الرقمية في العالم، بنسبة + 4٪ (+192 مليون) للإنترنت، + 1.8٪ (+95 مليون) للهاتف النقال و +10.1 ٪ (+424 مليون) لشبكات التواصل الإجتماعي.
كما أشار المسؤول بوزارة الرقمنة، إلى أن هذا الاهتمام المتزايد بالإنترنت والتكنولوجيا الرقمية أدى إلى ظهور شركات عالمية تحقق أرباح سنوية تصل إلى عدة مليارات من الدولارات، لا سيما ما يعرف ﺑ GAFA التي تشمل كل من (ڤوڤل، آبل، فايسبوك وأمازون) و NATU التي تشمل (نات فليكس، ايربنب تسلا، واوبر).
ومن جهة أخرى، تطرق المكون لتاريخ تكنولوجيات الاعلام والاتصال والتحول الرقمي في الجزائر، والذي بدأ غداة الاستقلال من خلال إنشاء المحافظة الوطنية للإعلام الآلي CNI) )، ثم خلق المؤسسة الوطنية لأنظمة الإعلام الآلي (ENSI ) في الثمانينيات ليتم إعادة هيكلتها عام 1990 لتصبح شركة مستقلة تقدم خدمات وهندسة الإعلام الآلي، مكلفة بمرافقة حوسبة المؤسسات العمومية.
ولفت ذات المتحدث، إلى أن سنوات 2000 تميزت بإنشاء سلطة ضبط البريد و المواصلات السلكية واللاسلكية (ARPT، التي تعرف اليوم ﺑ ARPCE)، وإطلاق مشاريع هيكلية كبرى، على غرار e-Algeria 2013 ، الذي يقترح خطة عمل متناسقة و متماسكة، تهدف إلى تعزيز أداء كل من الاقتصاد الوطني، الشركات والإدارات.
كما تعززت الإدارة سنة 2006 من خلال خلق منصب وزير منتدب مكلف بالاقتصاد الرقمي وتحديث الأنظمة المالية ثم إعادة هيكلة سنة 2017 وزارة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال إلى وزارة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، وفي الأخير خلق سنة 2020 وزارة الرقمنة والاحصائيات.
أما عن الأرقام الهامة فيما يخص الرقمنة في الجزائر، فكشف درار أن الجزائر تضم 46.5 مليون مستعمل للهواتف النقالة (أي 103.5 بالمائة من السكان)، و27.8 مليون مستعمل للانترنت (60.8 بالمائة من السكان) و26.6 مليون مستعمل للشبكات الاجتماعية (أي 59.1 بالمائة).
ولمرافقة هذا التحول، وضعت وزارة الرقمنة والاحصائيات ورقة طريق تهدف أساسا، في شقها الرقمي، إلى التحول الرقمي للإدارة العمومية وقطاع الاقتصاد والإسراع بالتحول الرقمي في البلاد.
كما كشف درار، أن الدائرة الوزارية حددت أربعة محاور ذات أولوية هامة قصد تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للرّقمنة وهي مواصلة عمليات تسمح خلق بيئة لدعم التحول الرقمي على الأصعدة: القانونية، التنظيمية، المالية والتكنولوجية، وتنمية الحوكمة الالكترونية والإسراع برقمنة الإدارة من أجل حوكمة عمومية أفضل.
بالإضافة إلى وضع نظام اقتصادي يشجع تنمية الاقتصاد الرقمي، وتشجيع مواطنة رقمية مواتية لظهور ثقافة رقمية تضمن مبادرة عمومية وسلوك مواطني مدني وتضامني.
وفي المقابل، تطرق المكون إلى تأثير الرقمنة على مهنة الصحافة التي عرفت تغيرات متعددة الأبعاد والتي تخص في آن واحد عوامل هيكلية وكذا ظرفية.
وفي هذا الصدد، قال ذات المتحدث:”أثرت الرقمنة على كيفية الحصول على المعلومة وتمويلها، أصبحت فايسبوك وڤوڤل أول مصادر للبحث عن المعلومة والولوج إلى المواقع الإخبارية، كما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما تويتر، أدوات حتمية وحقيقية للمعلومات والاخبار الحصرية للصحفيين”.
وحسب درار، تسمح وسائل التواصل الاجتماعي للصحفيين ولهيئات التحرير بإجراء تقييم فوري حول أثر الخبر الجديد، حيث أصبحت إشارات تنبيه تسمح بتقييم ما يجلب اهتمام الراي العام من عدمه.”
كما سمح أيضا “الاعلام 2.0″ ببروز مهن وفرص جديدة على غرار: مسير المجتمع الالكتروني، منتج المحتوى متعدد الوسائط، صحفي بيانات، مدون ومحرر على الواب، يضيف المسؤول بوزارة الرقمنة.
وتابع درار قائلا :” إن التغيرات الرقمية والتطورات التكنولوجية لا تعني زوال الصحافة بالعكس، نحن بأمس الحاجة لها لمرافقتنا على فهم عالم في تغير متسارع.”
كما شدد المكون، على ضرورة الفرز والتحقق والترتيب ووضع الآفاق والتحليل، مشيرا إلى أنها خبرات ثمينة في بيئة، أين يحتاج القراء أكثر من أي وقت مضى إلى غربلة وتقبُّل المعلومات الهائلة التي يستقبلونها من أجل تفادي “الأخبار الكاذبة” والحفاظ على مصداقية وسائل الاعلام.
وحسب بيان لشركة أوريدو، فقد اختتمت الدورة التكوينية، بنقاش ثري دار بين الصحفيين والمكون حول موضوع الدورة.
محمد.ك