الرئيسية / السياسي

تداعيات الأزمة في النيجر داخليا وخارجيا… حركة البناء الوطني تعقد جلسة نقاش حول تطورات الأوضاع في نيامي

حجم الخط : +-

عقدت اليوم السبت حركة البناء الوطني، جلسة نقاش، حول أبعاد أزمة النيجر وانعكاساتها على الأمن القومي للجزائر، وعلى إستقرار المنطقة.

وفي بيان لها عقب نهاية الجلسة، كشفت الحركة، أن منطقة الساحل الإفريقي في الجغرافيا السياسية، ذات أهمية استراتيجية متميزة، ليس في إفريقيا فقط بل في العالم، إذ تستحوذ هذه المنطقة على موقع جغرافي ممتد، يشمل دول كثيرة على غرار الجزائر، السنغال، موريتانيا، الصحراء الغربية، مالي، بوركينا فاسو، النيجر، نيجيريا، جنوب السودان، تشاد، السودان، الرأس الأخضر، إفريقيا الوسطى، إريتريا وإثيوبيا، وبها مساحة صحراوية شاسعة تمتد من الشرق إلى الغرب على طول خمسة آلاف وتسعمئة كيلومتر، ومن الجنوب إلى الشمال بطول مئات إلى ألف كيلومتر، وتغطي ما مساحته أكثر من ثلاثة ملايين كيلومتر مربع من الأراضي، كما أنها منطقة غنية بالموارد الطبيعية والحيوية كالذهب والنفط واليورانيوم والفوسفات.

وأفادت حركة البناء الوطني، أن هذه المنطقة ظلت لعقود من الزمن مجالا لنفوذ جيو سياسي فرنسي، ولكن بسبب أحداث وتحولات وحسابات دولية، أصبحت المنطقة محط تنافس من جهات كثيرة من أهمها النفوذ الصيني، والأمريكي والروسي وغيرها، وتشترك النيجر مع الجزائر في حدود طولها حوالي ألف كيلومتر، ويعيش الشعب النيجيري في فقر وهشاشة كبير رغم ما تمتلكه النيجر من ثروات كثيرة كاليورانيوم الذي لديها منه مخزون يكفي إلى مائة عام.

وقد لعبت الجزائر أدوارا دبلوماسية وسياسية كثيرة في مراحل مختلفة من أجل ضمان الاستقرار في النيجر، وهناك مخططات لمشاريع تكاملية مستقبلية بين البلدين مثل الطريق العابر للصحراء الجزائر – لاغوس” و خط أنابيب الغاز نيجيريا – النيجر – الجزائر، يضيف البيان.

وقبل تطور الأحداث الأخيرة في النيجر، نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا في شهر أكتوبر من العام الماضي تشير فيه أن النيجر ستكون هي الدولة الموالية التي ستخسرها فرنسا لصالح روسيا.

وفي إبريل من العام الحالي، ذكر مسؤولون أمريكيون لوكالة الصحافة الفرنسية أن الولايات المتحدة تعد مساعدة طويلة الأمد لدول غرب أفريقيا، بسبب تزايد مخاوفها من تمدد نشاط الجماعات الإرهابية المسلحة في هذه المنطقة.

وفي ذات السياق، أوضح البيان، أن الجزائر تعرف أكثر من أي طرف آخر معنى الإرهاب الدولي الذي غالبا ما يتم توظيفه لتبرير التدخلات الأجنبية، ولقد تمكنت النخب السياسية والإعلامية والأكاديمية في الدول الغربية من أسلمة الإرهاب والعنف، ولكن الخبرة والعقيدة الجزائرية تعتبر أن الإرهاب ليس له هوية دينية، كما أن خبرتها تقضي بأنه ليس قدرا محتوما بل لقد توقف الإرهاب في الجزائر وتراجع في أفغانستان والشرق الأوسط ويسوق له اليوم في إفريقيا.

وبخصوص دوافع الأزمة النيجيرية وسياقاتها و تأثيراتها الداخلية والخارجية، فقد أكد البيان أن البعض أرجعها إلى صراعات النفوذ داخل نظام الحكم ، والبعض بررها باستمرار تدهور الأوضاع الأمنية وتعطل حركية التنمية والاستقرار ومعاناة الشعب النيجيري، والبعض الأخر من متابعي الشأن الافريقي فسرها بمحاولة دول الساحل للتخلص من نفوذ مستعمرها القديم فرنسا.

أما فيما يخص محور مستقبل استقرار المنطقة وصراع النفوذ الأجنبي فيها، فقد أفادت الحركة، أن القوى الغربية كانت قبل بضعة سنوات تعتقد أن هذه المنطقة تحت سيطرة الكاملة للنفوذ الفرنسي، بينما اكتشف الجميع خلل في الاستراتيجية الفرنسية وتراجع في نفوذها في عدد من الدول في القارة السمراء ، ويرى البعض أن الانقلاب في النيجر يوحي بفقدان فرنسا لأخر معاقلها ومستعمراتها بمنطقة الساحل ، لا سيما بعد انتكاستها في مالي و وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو… وتدور تساؤلات كثيرة في هذا المحور حول مستقبل النيجر في ظل تنامي صراع النفوذ الدولي عليها.

ومن جهتها، أكدت الجزائر رسميا موقفها الرافض للانقلاب العسكري وحرصها على تثبيت الاستقرار السياسي والمؤسساتي لهذا البلد الجار، كما كان موقفها رافضا لخيار اللجوء إلى القوة عبر تدخل عسكري أجنبي لاعتقادها الراسخ أن ذلك لن يزيد الأوضاع الا تعقيداً وتأزماً وخطورة على النيجر وعلى المنطقة برمتها.

مقالات ذات صلة

عطاف يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره الهندي…وهذا أهم ما دار بينهما

30 نوفمبر 2024

المجلس الشعبي الوطني يشارك في الندوة الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي

28 نوفمبر 2024

الوزير عطاف يستقبل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الإيراني 

25 نوفمبر 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.