تداعيات طوفان الأقصى على المملكة.. تطبيع المخزن مع كيان مأزوم سيجرّ اقتصاده نحو الهاوية ويدخله في أزمات اجتماعية وأمنية لا قبل له بها

أخلطت عمليةُ طوفان الأقصى حسابات المخزن ووضعت اقتصاد المملكة في مأزق، وبعد تفاؤل كبير بنتائج  تفاؤل كبير بنتائج “إيجابية” لاتفاقيات التطبيع التي أبرمها القصر العلوي مع الكيان الصهيوني، بات على المغرب تحمّل تبعات كارثية لما يجري على الأرض من تطورات جيوسياسية قد تعصف بمسار التطبيع برمته.

العلاقات الوثيقة التي بناها المغرب خلال الثلاث سنوات الماضية مع الكيان الصهيوني عقب توقيعهما على اتفاقية التطبيع، مهدّدةٌ بالشّلل بعد أن دخلت دولة الاستيطان في حرب استنزافِ طويلة الأمد، فالضرباتُ المتلاحقة التي وجّهتها لها كتائبُ المقاومة كانت موجعة.

جيشُ الاحتلال أضحى مستنفَراً وقياداتُه وضعت جميع ملفاتها مع المغرب في الدّرج، وقررت تأجيل مواعيد تنفيذ الاتفاقيات الأمنية والعسكرية إلى أجل غير مسمى.

وبهذا فإنّ الكيان الصهيوني سيتوقف عن إمداد المخزن بالأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية كما سيوقف جميع مشاريع إنجاز القاعدة العسكرية بالقرب من الحدود الجزائرية وكذا إنتاج المسيرات الصهيونية وغيرها من الأسلحة وفق ما كشفته وسائل إعلام، الأمر الذي يعزّز حظوظ جبهة البوليساريو في تحقيق تقدّم عسكري على الأرض، كما أنّ الموقف الجزائري من القضية الصحراوية سيتعزز أكثر تماشيا مع انحسار موجة التطبيع، على أعقاب ارتفاع أسهم التشبث بحقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وهو ما سيدعم حظوظ الشعب الصحراوي على غرار شقيقه الشعب الفلسطيني.

وقد أدت الأحداثُ الأخيرة إلى شلّ الحركة السياحية من وإلى الكيان العبري، كما أنّ حالة الطوارئ المفتوحة ستتسبّب في توقّف تام لأفواج السّياح اليهود إلى المغرب، ما يعني أنّ قطاع السياحة في المملكة سيعرف ركودا كبيراً.

من جانبها، ستعرف حركةُ التبادل التجاري بين الجانبين تدهورا هي الأخرى، واقتصاد المخزن من المحتمل جدّا أنّه سيتّجه نحو هبوط حاد بسبب تراجع عائداته من الكيان الصهيوني، وهو مؤشرٌ على تفجّر الجبهة الاجتماعية في وجه نظام المخزن الذي سيجد نفسه عاجزا عن ملء فجوة اقتصادية كبيرة تسببت فيها علاقات غير طبيعية مع كيان موبوء بالأزمات التي تنفجر في أيّ وقت وحين، يبدو أنّ المغرب عليه أن يعوضها بعلاقات اقتصادية مع دول أكثر استقرارا وأمنا.