تنتظر الرئيس رقم 29 على رأس الفاف جهيد زفزاف تحديات بالجملة لإعادة ترتيب بيت الفاف واستعادة هيبتها الضائعة، خاصة في ظل هذا الظرف العصيب وذلك منذ إقصاء الخضر وتبخر حلم التأهل إلى مونديال قطر وكذلك الأزمات العميقة التي تمر بها البطولة الوطنية من الناحية الفنية والتسييرية، ناهيك عن افتقاد الكرة الجزائرية لممثلين حقيقيين على صعيد “الكاف” و”الفيفا”، ما جعلها تذهب ضحية لعبة الكواليس وممارسات جماعات أشبه بالعصابة باتت تفرض منطقها في تسيير شؤون الكرة الإفريقية بالخصوص.
توظيف خبرته في التسيير لصالح الفاف
وبات جهيد زفزاف المنتخب حديثا للاتحاد الجزائري لكرة القدم أمام فرصة مهمة للبرهنة على كفاءته التسييرية بصورة فعالة وميدانية، استنادا إلى التجربة التي يتمتع بها سابقا داخل مبنى دالي إبراهيم حيث اشتغل وتولى مهام مختلفة في عهد الرؤساء الذين تداولوا على مبنى دالي إبراهيم، مثل محمد روراوة وحداج وزطشي وأخيرا شرف الدين عمارة، حين تولى منذ شهر فيفري منصب مناجير عام للمنتخب الوطني.
كأس أفريقيا للمحليين.. التحدي الأبرز
وكما هو معلوم فإن الكرة الجزائرية مقبلة على عدة تحديات يتطلب كسبها بغية رد الاعتبار والعودة إلى الواجهة، تزامنا مع النجاح التنظيمي الذي عرفته دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها مؤخرا مدينة وهران، ناهيك عن إقبال الجزائر على تنظيم كأس أمم إفريقيا للمحليين السنة المقبلة وهو التحدي الأكبر الذي ينتظر ابن مدينة الخروب من أجل إنجاح التظاهرة الأفريقية التي قد تفتح الباب على مصرعيها من أجل استضافة تظاهرات رياضية جديدة.
سن قوانين ردعية للحد من الرشوة وترتيب المباريات
وصار لزاما على زفزاف أن يكون أمام حتمية فتح ورشة واسعة لإصلاح الكرة الجزائرية داخليا، والعمل على الحد من المظاهر السلبية التي باتت تنخر البطولة الوطنية بمختلف مستوياتها، مع ضرورة سن قوانين ردعية للحد من الرشوة وترتيب المباريات، ناهيك عن آفة المخدرات والمنشطات وغيرها من الأمور غير الأخلاقية التي تفشت في ملاعبنا وكذلك إعادة النظر في النواحي التسييرية للأندية التي باتت تبالغ في صرف الأموال العمومية لانتداب لاعبين بمبالغ باهظة دون أن ينعكس ذلك إيجابا فوق المستطيل الأخضر،
إعادة الهيبة للفاف قاريا ومواجهة الكواليس
كما أن زفزاف سيكون مرغما على لعب ورقة إعادة هيبة الفاف على الصعيد القاري والدولي، وهذا بغية الحد من لعبة الكواليس التي باتت تفرضها عصابة “الكاف” بالخصوص، ما جعل الكرة الجزائرية تذهب ضحية لها في عدة مناسبات هامة وحاسمة، على غرار ما حدث للمنتخب الوطني في إياب فاصلة المونديال أمام الكاميرون، ونفس الشيء حدث لعدة أندية مثلتنا قاريا، وضيعت ألقابا كانت في متناولها بسبب عاملي التحكيم والممارسات الخفية والمكشوفة التي تعرفها ملاعب القارة السمراء.
تعزيز حضور ممثلين في هيئات الكاف والفيفا
و تبقى الكرة الجزائرية في حاجة إلى تعزيز حضورها بممثلين فعالين يتواجدون في مختلف “الكاف” و” الفيفا”، وهو ما كان غائبا في عهد زطشي ما تسبب في فقدان الفاف لثقلها الخارجي، وهي المهمة التي ستفرض على زفزاف مراعاتها حتى يصحح أخطاء من سبقوه في مبنى دالي إبراهيم، خاصة وأن الفرصة تبدو مواتية تزامنا مع الزيارة المرتقبة لرئيس الكاف موتسيبي إلى الجزائر لتهنئة زفزاف على توليه رئاسة الفاف وكذلك تقييم التحضيرات الجارية تحسبا للنسخة القادمة من نهائيات كأس أمم أفريقيا للمحليين.