تكملة في دور الاعلام . ..بقلم/ بن عرفة إبراهيم

مروان الشيباني

من المتعارف عليه اليوم لدى القاصي والداني ان النظام العالمي اليوم اصبح يسير في سكة واحدة على الرغم من التطورات الاخيرة التي ابرزت للعلن ظهور قوى فتية منافسة للقوى العظمى تكنولوجيا وصناعيا لان اي نظام في العالم ينحو الى نحو براغماتي لتحقيق اقصى المنافع وهي الاكتفاء الذاتي، السيطرة، النفوذ، ووضع الاخر دوما في تبعية حتى تبقى حاجته رهينة له.

ربما هذا التخطيط تجاوز مفهوم الانسانية الى حالة مسخ مخيف وضع هوة شديدة العمق بين العوالم المتقدمة والعوالم المتخلفة على الرغم من ان تكنولوجية العالم المتقدم اصبحت متاحة للجميع ودون استثناء, هاته الهوة سببتها الاجندة الدولية للدول الكبرى المتقدمة التي تدعي الانسانية والعفة وتسويقها بيد الاعلام حيث اذا اراد ان يصور قصة واقعية اخذها على محمل الجد وبعث الفكرة والمفهوم طازجين الى العقل الباطن محركا الشعور الكامن للافراد والمنظمات على التفاعل, وهو في نفس الوقت يغطي على رسالة تمررها الاجندة الدولية من خلال معاهدات واتفاقيات سرية تضمن لها مصالحا مع السلطة في العالم الثالث.

وبما ان اسمى هدف للانسانية هو العيش في سلام كان هذا هو الهدف المعلن عكس الخفي الذي هو تحقيق اكبر مصلحة اقتصادية, وابقاء السيطرة في يد عصبة واحدة تمثل طائفة عقائدية لها سلطة التصرف في المال والذهب والمصادر العينية, في جميع انحاء العالم ولكساد تجارتها تحرك الة الاعلام بداعي الانسانية لتفجير قضية حرب مفتعلة او عقوبات اقتصادية مدروسة حتى تبقى تتحكم في زمام الامور , ضاربة عرض الحائط كل تلك القرارات والمراسيم والمناشير الخاصة بحقوق الانسان وبكاء الاطفال من الجوع وتشريد الثكالى … الى غير ذلك.

في الوقت الذي تنشط فيه تجارة السلاح والمخذرات وما يتبعها هذا بالنسبة للدول التي تقام على سطحها حروب اهلية او بتدخل عمالة الامم التحدة اما دول العالم الثالث فلا تكاد تكون مختلفة رسالة الاعلام فيها, فلا يوجد حيادية في نقل المعلومة ومن يينع رأسه ويتميع بالقيم والمعتقدات يعده للقطاف او الدحض بايصال رسالة السلطة فإما أن يكون مغلوبا تابعا يتلقى قطرات من العسل او يكون خانعا مدللا يشرب من العين الكبيرة ويغترف بيده او معارضا من الداخل مفروض عليه شتى انواع الحصار او من الخارج يستعمل تكنولوجية الغير واموال الغير لدحض النظام .

وكل نظام يسعى للكمال وللخلود والبقاء اطول قدر ممكن يرسل دوما رسائل مشفرة عن انجازاته وقراراته ويدافع عنها بشراسة ووسيلته لذلك هو الاعلام، الاعلام الذي يلتفت الى الكماليات وينأى عن الضروريات .

بن عرفة إبراهيم

شارك المقال على :