أوصى المشاركون في الملتقى الوطني حول الوساطة المدرسية الذي احتضنه المركز الجامعي بتيبازة، بالتأسيس لثقافة الوساطة المدرسية وضبط مفاهيمها، وتفعيل آليات تنفيذها وبرمجة دراسات وأبحاث بهدف استثمار الموروث الثقافي في العلاقة بالوساطة، وتعزيز ثقافة الحوار وإقامة ملتقيات وأيام دراسية وطنية لإثراء النقاش وتبادل الآراء.
وأضاف المختصون الاجتماعيون والنفسانيون من خلال المداخلات التي عرفها الملتقى، أن دعم الوساطة المدرسية تأتي من خلال دعم المناهج التربوية والتعليمية، مما يعزز ثقافة الحوار والتواصل بين كل أطراف العملية التربوية، مؤكدين على ضرورة تعزيز المكانة الخاصة بالوساطة في الوسط التربوي كمادة في البرامج التعليمية وحتى التكوينية كبرنامج تأهيل وتكوين الأساتذة، والتنسيق مع جمعيات أولياء التلاميذ لايجاد فضاءات للتعبير والتواصل .
وقال رئيس الملتقى الدكتور حياديحين، أن التعليم يتطلب مناخا ملائما لنجاح العملية التربوية بعيدا عن المشكلات والجوانب السلبية التي قد تحيط بالاستاذ أو التلميذ أو الأطراف الأخرى الفاعلة، فدول العالم تبذل جهودا كبيرة للقاء على هاته الظواهر السلبية التي حولت المدرسة إلى فضاء للعنف والعدوانية، والنزاع تسببت في واقع يفوق في بعض الأحيان قدرات الإدارة التربوية أو المعلمين أو الأولياء في معالجتها.
وبما أن الجزائر ليست في منأى عن هذا الواقع، يأتي مشروع الوساطة المدرسية حسب المتحدث ليؤسس لثقافة جديدة وخلق فضاء تربوي نقي خال من النزاعات والمشاكل حيث مكن الملتقى من خلال المداخلات التي قام بها المختصون في تشخيص الواقع الحالي ومحاولة إيجاد الحلول الكفيلة لعلاج الظاهرة في أقرب وقت ممكن.
ومن جهته أكد رئيس البحث العلمي بمعهد العلوم الاجتماعية والإنسانية بالمركزةالجامعي تيبازة، الدكتور لصغر محمد أن فكرة الوساطة هي امتداد لخلية الإصغاء التي أقرتها وزارة التربية الوطنية بموجب القرار المؤرخ في 20 أوت 2014 وخلية الإصغاء هدفها حل المشاكل والعوائق الاجتماعية والنفسية التي تواجه الفاعلين في المحيط المدرسي بين الطلاب والطلاب وبين الطلاب والمعلمين والإدارة.
وجاءت فكرة الملتقى لتعبر عن نموذج تطبيقي مقترح للتنفيذ بدل الاكتفاء بالجزء النظري لأن التطبيق صعب ميدانيا سواءا على مستوى المدارس أو الجامعات بالنظر إلى عدة عوامل مختلفة لذا يتطلب ذلك قوانين ومراسيم تحدد وتسهل عمل الوسطاء في الوسط التعليمي وضرورة الإسراع لإيجاد آليات وقواعد تؤسس للوساطة الاجتماعية داخل الوسط الجامعي من خلال مخابر وفرق البحث .
واضاف لصفر أن المتدخلون ركزوا في الملتقى على شروط الوساطة وصياغتها وعوائقها .
كمال . ل